دعا حكيم بنشماش، رئيس مجلس المستشارين، إلى إعادة الاعتبار إلى مركزية التعاون الثقافي ضمن أجندة الحوار البرلماني بين المؤسستين التشريعيتين بالمملكتين المغربية والإسبانية. وطالب البرلمانيين ب”الاضطلاع بدورهم ومسؤولياتهم في دعم التعاون الثقافي بين البلدين ليرقى إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة القائمة بين البلدين، ولما يستجيب لتطلعات وانتظارات الشعبين الصديقين”. جاء ذلك في كلمة لبنشماش، خلال ترؤسه بمدريد، الجلسة المخصصة لمحور التعاون الثقافي، في إطار فعاليات المنتدى البرلماني المغربي الإسباني في نسخته الرابعة. واعتبر رئيس مجلس المستشارين أن الرصيد الثقافي المشترك الضارب في عمق وجذور التاريخ “يشكل قاعدة صلبة، ويفرض على برلمانيي البلدين مهاما أساسية وتاريخية تتجاوز مجرد الحفاظ على هذا الرصيد الغني، إلى مسؤولية نقله إلى أجيال الحاضر والمستقبل”. وأضاف بنشماش أن الملاحظ والمتتبع للشأن الثقافي يسجل أن الميزانيات والإمكانيات المخصصة للمؤسسات والأكاديميات، التي تساهم في تقوية جسور التعاون الثقافي بين الشعبين في تقلص، داعيا في هذا الباب إلى مدها بكل الإمكانيات والموارد للقيام بوظيفتها، وإلى النظر إلى التعاون الثقافي من زاوية الإشكالات المرتبطة بمحاربة أفكار التطرف والتعصب. كما أبرز الأهمية القصوى لتطوير النظام التربوي ومناهج التعليم كآليات أساسية في معركة مواجهة التحديات التي تفرضها مثل هذه الأفكار المتشددة والهدامة. وتقدم بنشماش بمقترح مفاده “تنظيم جلسات برلمانية متزامنة بكل من المغرب وإسبانيا كل 16 نوفمبر، الذي يصادف اليوم العالمي للتسامح، في أفق إطلاق حوار ثقافي حقيقي من أجل حث حكومتي البلدين وتعبئة المجتمع المدني على المشترك بين الثقافات، وتوسيع مساحات التعاون بين البلدين الجارين”. واختتم رئيس مجلس المستشارين كلمته بالقول إن المشترك الحضاري والموروث الثقافي الغني بين الجانبين “ينبغي التعامل معه كإرث مشترك ورصيد حضاري للإنسانية جمعاء وليس للمغرب وإسبانيا فقط”.