لم يتردّد حكيم بنشماش، رئيس مجلس المستشارين، في رسم صورة قاتمة عن واقع العالم العربي أمام رؤساء البرلمانات العربية الملتئمين في المؤتمر الرابع والعشرين للاتحاد البرلماني العربي، الذي يحتضنه البرلمان المغربي اليوم الاثنين وغدا الثلاثاء. وقال بنشماش، في كلمة ألقاها ضمن الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، إنّ "العالم العربي يعاني من عجز بنيوي وتاريخي لما تبقى من المنظومة الإقليمية للعمل العربي المشترك"، وأضاف في تصريحات صحافية: "هناك عجز مزمن في تقديم أجوبة، وهناك مؤشرات على بروز جيل جديد من الأزمات تهدد منظومة الدولة في المنطقة". وأشار رئيس مجلس المستشارين المغربي إلى جملة من التحديات والمخاطر العابرة للحدود التي تتهدد العالم العربي، وعلى رأسها الإرهاب والجريمة المنظمة، والهجرة والأزمات الإقليمية، وتوتر العلاقة بين إيران وبلدان الخليج، وانهيار الدولة في بعض الأقطار، ومخاطر المس بسلامة عدد من الدول. وعلى الرغم من أن بنشماش رسم صورة سوداويّة عن واقع فضاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلا أنه استدرك بأنّ "قناعتنا أن هناك إمكانية للتوصل إلى تفاهمات لإيجاد حلول"، مضيفا: "التحمّل السلبي لأزمات العالم العربي ليس قدَرا محتوما، بمقدورنا الحد من الأثر السلبي لهذه الأزمات، وهناك حظوظ للخروج منها". ولتحقيق هذه الغاية، أكد بنشماش على أن الظرفية الراهنة تتطلب، بشكل ملحّ، تجديد مناهج عمل الاتحاد البرلماني العربي، التي اعتبر أنها "أضحت متقادمة"، وإعادة النظر في الأساليب المتبعة للتعامل مع ملفات الأزمات المطروحة على جدول عمل الاتحاد، داعيا إلى أن يكون للبرلمانات للعربية صوت متميز عن الحكومات. وحدد بنشماش التحديات التي يجدر بالاتحاد البرلماني العربي الانخراط فيها للمساهمة في المجهود العالمي لمواجهة التطرّف والاتجار بالتراث الإنساني المادي وتشويه معالم الهوية الثقافية والحضارية، ومضاعفة الجهود البرلمانية لاستصدار تشريعات تجرم التكفير والإشادة بالإرهاب والتطرف العنيف. كما أكد على أهمية التشبيك البرلماني بشأن قضايا السلم والعدالة الاجتماعية وتفعيل أهداف التنمية المستدامة، وضرورة مضاعفة المجهود لمساءلة الحكومات بشأن سياساتها بخصوص إدماج الشباب والنساء والفئات الأكثر عرضة للتهميش في أفق الحد من استقطابهم وتوظيفهم من قبل الجماعات المتطرفة.