سعيد الرفاعي- أصيلة- يرى وزير الثقافة السيد بنسالم حميش أنه لا يمكن الاستمرار في التعامل مع الثقافة باعتبارها "ترفا" ,بل كعنصر يجعل الانسان يشعر بإنسانيته في كامل أبعادها وتجلياتها. وأوضح السيد حميش في حوار أجرته معه وكالة المغرب العربي للأنباء أنه الى جانب الحق في الصحة والتغذية والتربية والتعليم " يوجد الحق في الثقافة" . وتعهد وزير الثقافة في هذا الإطار ب" العمل جهد الإمكان من أجل تصحيح المشهد الثقافي الذي يعرف اختلالات يتعين التصدي لها بما يعطي للثقافة المكانة اللائقة بها ". ويرى السيد حميش أن الرهان الجديد لرفع التحديات التي يطرحها المشهد الثقافي يتمثل في تحفيز الطاقات والموارد البشرية وإذكاء روح الحداثة والمبادرة لدى الشباب. وشدد في هذا السياق على أنه يتعين قبل الانتقال تدريجيا الى العمل بالاعتماد على طاقات الأفراد, "الاطلاع على واقع الحال من الزاويتين الايجابية والسلبية". وأكد أنه سيعمل على رصد آفاق الوزارة وحاجياتها مع السعي الى الرفع من ميزانيتها عبر تحسيس الفاعلين الإقتصاديين والقطاع الخاص والممولين بوظيفة الثقافة في التنمية البشرية والارتقاء بالوعي الفردي والجماعي بما يتيح - ما اعتبره - تملك قيم الجمال والخير والحقيقة . غير أن وزير الثقافة يرى أنه يتعين بالإضافة إلى ميزانية الدولة ,الانفتاح على مصادر أخرى للتمويل "شريطة تقديم مشاريع مكتملة ". وأضاف ان الوزارة ستكون مطالبة بإنشاء صندوق "الأفكار المتحركة والفاعلة" القابلة للإنجاز على المديين القريب والمتوسط , يواكبه صندوق آخر لأدوات وآليات الأجرأة والتنفيذ , مع تكليف مديريات الوزارة ومندوبياتها بالأخذ بتلك الأدوات وتشغيلها . وأضاف أن الوزارة ستعمل أيضا على إجراء لقاءات مع شرائح من المثقفين والفنانين للتعرف على ما يرونه مكتسبا لصفتي الضرورة والاستعجال في مجال تحفيز الطاقات الإبداعية وتأهيلها. الى ذلك أكد السيد حميش أن الوزارة ستسن سياسات جديدة للشراكة مع جميعات ومؤسسات ثقافية ,أو راعية للثقافة داخل المغرب وخارجه . وبخصوص الأهمية الخاصة التي يكتسيها موضوع الكتاب أشار وزير الثقافة إلى أنه سيتم الإعداد لمعرض الكتاب والنشر 2010 بشكل عقلاني لتحقيق مردودية ملموسة. وقال إن الوزارة ستفوض الجوانب التنظيمية واللوجيستيكية للدورة المقبلة للمعرض الى شركة متخصصة ,مع العمل على تحديد كوطا محددة للمشاركين من دور النشر والكتبيين وعارضي المنتوجات الجديدة متعددة الوسائط ,علاوة على تحويل فضاء المعرض وأيامه الى مناسبات للندوات الجادة والهادفة والتفكير الجماعي في قضايا البلاد الثقافية المستعصية ,وفي طرائق تحليلها وتقديم الاقتراحات الإصلاحية المفيدة بشأنها . وبخصوص تدني نسبة القراءة لدى شرائح واسعة من المجتمع المغربي ,أكد وزير الثقافة أن السياسة المستقبلية للوزارة ستتجه نحو جيل الشباب لتحسيسه وتحفيزه على "القراءة بقوة الشغف المعرفي ومحبة الفكر التنويري ". من جهة أخرى أعرب السيد حميش الذي ترأس ندوة "البعد الثقافي للاتحاد من أجل المتوسط .. أروبا والمغرب العربي " في إطار الموسم الثقافي الدولي لأصيلة ( الدورة 31 ) عن تفاؤله بمستقبل هذه التظاهرة الثقافية ذات الامتدادات العالمية والتي تتواصل منذ أزيد من ثلاثين سنة . وقال إن الموسم يشكل "ملتقى طرق رائع" يجمع شمل فنانين ودبلوماسيين ومثقفين وكتاب من عدة جهات بالعالم. يذكر أن السيد بنسالم حميش أستاذ الفلسفة بكلية الآداب التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط , له اسهامات أدبية وفلسفية باللغتين العربية والفرنسية ,منها "كناش إيش تقول" و" عن التكوين الاديولوجي في الإسلام" و"ابن خلدون" و"كتاب الحكمة" و" في الغمة المغربية" و" العلامة" و"مجنون الحكم". وقد ترجمت للسيد حميش الحائز على أربع جوائز من ضمنها جائزة الأطلس الكبير ( 2000 ) وجائزة نجيب محفوظ (2000 ) وجائزة الشارقة _ اليونسكو ( 2003 ) ,ثلاثة من رواياته الى العديد من اللغات الأجنبية