أكد السيد بنسالم حميش وزير الثقافة أن الحكومة ستشرع في اتخاذ تدابير زجرية ضد كل من يثبت تورطه في تهريب معالم التراث إلى الخارج. وقال السيد بنسالم حميش في حوار مع جريدة (المساء)، نشرته اليوم الثلاثاء، أن الوزارة ستطرح أمام المؤسسة التشريعية مشروع قانون يتعلق بشرطة التراث بهدف حماية المآثر الوطنية، مبرزا أن " العديد من معالم التراث تم تهريبها إلى الخارج، وأن الحكومة ستشرع في اتخاذ تدابير زجرية ضد كل من يثبت تورطهم في مثل هذه الجرائم". وبخصوص تنامي ظاهرة اقتناء الأجانب للعقارات المصنفة كتراث وطني، أوضح وزير الثقافة أن " هذا الأمر لا يعني وزارة الثقافة لوحدها بل هناك وزارات أخرى معنية كالإسكان والسياحة" مضيفا أن الوزارة "لا يمكن لها أن تجبر مالكي تلك الرياض أو الدور القديمة على عدم بيعها إذا تلقوا عروضا جيدة". وحول ملامح سياسة الوزارة للنهوض بالثقافة المغربية، قال السيد حميش إن سياسة الوزارة في هذا المجال تتمحور حول ورشين أساسيين، الورش الأول يهم "فتح بنك للأفكار الدافعة" التي هي أساسية ومهمة وذات قوة من قبيل فكرة أولمبياد القراءة، أما الورش الثاني فيتعلق بفتح صندوق الأدوات والآليات لأجرأة وتفعيل تلك الأفكار". وأبرز في الوقت نفسه أن الوزارة ستتعامل مع ملف الدعم، سواء بالنسبة للكتاب أو للفن بجميع أنواعه، ب"نوع من العقلنة". وكشف السيد حميش أن وزارة الثقافة ستعمل على وضع مخطط لدعم الكتاب المغربي، مشيرا إلى ضرورة تحسيس الشباب بأن لا شيء يحل محل الكتاب وأن التكنولوجيا تدعمه ولا تحل محله. وقال في هذا الصدد، إن سياسة دعم الوزارة للكتاب تنحصر في مجالين، المجال الأول هو دعم "الكتاب الأول" الذي يرفضه جميع الناشرين حيث يتم عرضه أمام لجنة من الباحثين والنقاد، ويتم نشره ضمن سلسلة (الكتاب الأول)، أما المجال الثاني فهو الأعمال الكاملة بالنسبة لكاتب مغربي. كما تأخذ الوزارة على عاتقها يضيف السيد حميش "إعادة طبع كتب طبعت قديما ونفذت من الأسواق لأن أي ناشر لا يجد الشجاعة في إعادة طبعها من جديد". وحول حصيلة الدورة السادسة عشر للمعرض الدولي للكتاب، أبرز السيد حميش أن هذه الدورة شكلت "منعطفا نوعيا" ، مضيفا أن هذا المعرض "يمكن ترتيبه في المقام الأول عربيا وإفريقيا" وذلك حسب شهادات لعدد من الضيوف الكبار الذين حضروا فعاليات هذا المعرض. وحول الدعم المقدم لباقي فروع الفن، أكد السيد حميش أن "المطلوب هو أن يصبح الفنان في قطاعات المسرح والسينما والأغنية في غنى عن دعم الوزارة" مضيفا أن هذه القطاعات "تعرف فترة انتقالية وأن مجال الاستثمار لا يمكن أن يتقوى إلا بفتح علاقات أخرى مع القطاع الخاص والراعين الثقافيين". وأضاف في هذا الصدد أن "الوزارة لا تصنع الثقافة وإنما هي جهاز للتشجيع والمصاحبة ومد يد المساعدة عند اللزوم (...) إننا نلقي دائما باللوم على وزارة الثقافة وننسى المثقفين الذين عليهم أيضا محاسبة الذات، وأعتقد أن ثقافة جيدة تخلف جمهورا جيدا".