قدم السيد عبد الله لماني، وهو محتجز مدني مغربي سابق بالتراب الجزائري، الجمعة في جنيف مؤلفه "الرعب"، الذي يستعرض فيه المعاناة التي تكبدها على يد عناصر "البوليساريو"، طيلة 23 سنة من الاحتجاز. وقد قام السيد لماني بإهداء مجموعة من النسخ من كتابه، الذي يروي فيه تفاصيل العذاب الذي تعرض له في عدد من المعتقلات بالجنوب الجزائري. ففي 20 غشت من سنة 1980، تعرض السيد لماني، الذي كان يشتغل كهربائيا، للاختطاف بينما كان عائدا من طاطا إثر زيارة قام بها لعائلته، من طرف عناصر مسلحة من "البوليساريو"، الذين اعترضوا سبيل الحافلة التي كان على متنها، ولم يتم إطلاق سراحه إلا في فاتح شتنبر من سنة 2003. وشكلت الكتابة بالنسبة للسيد لماني، الذي عانى من مختلف ويلات القهر والتعذيب، ملاذه الاول للحرية وسبيلا للخروج من أزمته. وجعل من فترات الراحة النادرة التي كان يستفيد منها، مناسبة لتدوين لحظات حزنه وقلقه على أجزاء من الأكياس التي تستعمل لتعبئة مادة الاسمنت. وكان يقوم بدفن كتاباته بعيدا عن مكان اعتقاله، مخافة اكتشاف أمره وحرمانه بالتالي من متنفسه الوحيد. إلا أن مسودته الأولى التي دونت باللغة العربية تعرضت مع الأسف للتلف مع مرور الوقت. غير أن هذا لم يؤد بالسيد لماني إلى اليأس، ليستأنف بالتالي الكتابة باللغة الفرنسية، ومن حسن الصدف أن محاولته الثانية تزامنت مع وصول طبيب فرنسي تابع للجنة الدولية للصليب الاحمر إلى المعتقل، حيث كان يقوم بين الفينة والأخرى بزيارة المعتقلين. وعمل لماني كمترجم له كما ربط علاقة صداقة معه. ولقي تشجيعا من الطبيب الذي كان له الفضل في إخراج المخطوط من المعتقل. وبعد ثلاث سنوات من نشر المؤلف تم اطلاق سراح لماني. وجرى تقديم هذا المؤلف بحضور السفير الممثل الدائم للمغرب لدى مكتب الأممالمتحدةبجنيف السيد عمر هلال، وعدد من المهتمين وكذا مغاربة مقيمين بمنطقة كالفين بسويسرا. ويشارك السيد لماني في الدورة العاشرة لمجلس حقوق الإنسان التابع للامم المتحدة المنعقدة بجنيف، حيث استقبل من طرف مسؤولين باللجنة الدولية للصليب الأحمر والمجلس الدولي لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب.