تم مساء أمس الخميس بالرباط عرض شريط وثائقي بعنوان "تندوف قصة مكلومين" للمخرج المغربي ربيع الجوهري, وذلك في إطار تظاهرة "المبادرة المغربية لمشروع الحكم الذاتي للصحراء المغربية: نداء جيل بأكمله", التي تنظمها جمعية "حركة لكل الديمقراطيين" من خلال رابطة الشباب الديمقراطيين المغاربة, احتفالا بالذكرى34 للمسيرة الخضراء. المخرج المغربي ربيع الجوهري(الوسط) (ت:محمد حيحي) ويعرض هذا الشريط قصص عدد من المحتجزين السابقين في مخيمات تيندوف والذين تم اختطافهم والزج بهم في سجون (بوليساريو) الذين أذاقوهم أصناف العذاب. وأغلب هؤلاء المخطوفين من المدنيين الذين لم تكن لديهم أي انتماءات سياسية أو إيديولوجية, ورغم ذلك تعرضوا للاختطاف من طرف كوموندو من (بوليساريو). وحاول المخرج الشاب ربيع الجوهري تقديم معاناة هؤلاء المخطوفين السابقين, من خلال شهادات تدفقت على لسان الأسرى وعائلاتهم التي عانت الأمرين جراء فراقهم, وطول الإنتظار. وحاول المخرج تقريب حالتهم العامة ووضعية أسرهم عبر الصوت والصورة, والحكي عبر مشاهد تمت إعادة تمثيلها من قبل عدد من الشباب الذين تم اختيارهم بعناية. وأكد مخرج هذا العمل الوثائقي ربيع الجوهري, في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء, أن التيمة الأساسية للشريط تتمحور حول التشبث بالوحدة الوطنية, إضافة إلى إبراز تيمة تغني العمل برمته والمتعلقة بالمرأة المغربية التي يظهر الشريط تضحيتها, وصبر نساء المحتجزين وانتظار أزواجهن ومعاناتهن القاسية في مواجهة فقدان الزوج وغياب المعيل الأول حيث اضطررن إلى مواجهة الحياة بكل ما تحمله من معاناة وتضحية. كما اعتمد العمل-يضيف الجوهري- على تيمة الصداقة حيث يروي الشريط كيف أن المحتجز عبد الله لماني لم يكن ليختطف لولا أنه تدخل للحيلولة دون اختطاف صديقه فكان جزاؤه أن ألحق بالمختطفين. واستلهم مخرج الشريط فكرة إنجازه من كتاب "الرعب" لكاتبه عبد الله لماني (بطل الشريط) الذي قضى ما يقارب23 سنة في معتقلات (بوليساريو), والذي ترك في نفسه أثرا عميقا, مشيرا إلى أنه بعد أن جالسه وتحدث إليه اكتشفت العديد من الأشياء الفظيعة التي مورست في حق المحتجزين. وصورت أغلب فقرت الشريط, الذي يستغرق تسعين دقيقة, على الخصوص في مدن ورزازات, والقنيطرة, والخميسات, وسلا, والدار البيضاء, والمحمدية. وعبر عبد الله لماني وادريس الزايدي اللذان سبق وأن اختطفا من قبل (بوليساريو) عن امتنانهما لفكرة الشريط, داعين الجميع للعمل على زرع روح المواطنة في صفوف الشباب المغربي. أما الفنانة نعيمة المشرقي فأشادت بهذا العمل الذي تم تقديمه في العديد من المناسبات واللقاءات والمؤسسات الثقافية من أجل أن يتعرف الشباب على جزء من الواقع الذي عاشه المختطفون في تيندوف. وأكدت أن من إيجابيات الشريط إنجازه من قبل شباب, داعية في الآن ذاته إلى تشجيع إخراج أعمال سينمائية تتحدث عن المقاومة المغربية والحركة الوطنية تعريفا بعملها ونضالها من أجل تحرير الوطن...