في الصورة مشهد من الفيلم الوثائقي "تندوف، قصة مكلومين" قبيل الاحتفال بالذكرى الرابعة والثلاثين للمسيرة الخضراء، التي تميزت بخطاب ملكي غير مسبوق في الصرامة تجاه الانفصاليين، كانت وزارة الداخلية المغربية قد وافقت مبدئيا على طلب تقدم به حزب "المجتمع الديموقراطي" الذي تقوده الجامعية زهور الشقافي (قيادية سابقا بالتقدم والاشتراكية)، وهو التنظيم السياسي الوحيد بالمغرب والعالم العربي الذي توجد على رأسه امرأة. ""
وتقوم الشقافي ورفاقها حاليا بجمع عدد كبير من التوقيعات من لدن المواطنين المغاربة في المدن والقرى عبر تراب المملكة، وذلك بغية استثمار تلك التوقيعات في المحافل والمنتديات الدولية للإسهام في تحرير محتزي تندوف الذين تضمن الخطاب الملكي إشارة صريحة إلى معاناتهم.
وينتظر أن تشهد العاصمة الرباط نصب خيمة أمام مبنى البرلمان لجمع التوقيعات، على أن تستمر العملية التي كان منتظرا أن تنطلق من مدينة العيون بالصحراء، غير أن ضيق الوقت حال دون ذلك، حسب الأمينة العامة ل "المجتمع الديموقراطي" التي أكدت استعداد مصالح الداخلية لتوفير الدعم اللوجستي والأمني للاستمرار في جمع التوقيعات في المدن والقرى والأسواق بالبادية المغربية أيضا.
وقد انطلقت العملية فعليا بمناسبة اليوم الوطني للمرأة المغربية في إطار ندوة نظمت بالرباط تحت شعار "نداء الحرية في عيد المرأة المغربية" لكن الشعار الذي تنتظم تحته هذه المبادرة الآن هو "أهلنا في تندوف..سيعودون..ساهم بتوقيعك في تحرير إخوانك".
في غضون ذلك، نظمت "رابطة الشباب الديمقراطيين المغاربة" المحسوبة على "حركة لكل الديموقراطيين" لمؤسسها فؤاد عالي الهمة ، ندوة بالرباط استمرت يومين حول موضوع "المبادرة المغربية لمشروع الحكم الذاتي لجهة الصحراء المغربية: نداء جيل بأكمله". وقد تضمن برنامج التظاهرة التي احتضنها مركز الندوات والملتقيات الوطنية عرض الفيلم الوثائقي "تندوف، قصة مكلومين" لمخرجه الشاب ربيع الجوهري،هذا العمل السينمائي الذي انتظر طويلا في القناة المغربية الأولى قبل أن يتم الإفراج عنه ليلة الجمعة الماضي بعيد الخطاب الملكي. كما انكب المشاركون في الندوة على مناقشة موضوع "الشباب كألية لديبلوماسية موازية في خدمة المبادرة المغربية لمشروع الحكم الذاتي لجهة الصحراء المغربية" الذي شارك في نقاشه، بالإضافة إلى عشرات الشبان والشابات القادمين من كل جهات المغرب، كل من عبد المجيد بلغزال عضو "الكوركاس" وعبد العالي مستور، وقد اختتمت التظاهرة بمعرض للصور الخاصة بالمسيرة الخضراء ببهو مسرح محمد الخامس بالرباط الذي شهد حفلا فنيا بالمناسبة ذاتها.
وقد تميزت التظاهرة بالحضور الشخصي لفؤاد عالي الهمة،الذي تابع شريط ربيع الجوهري بمركز الندوات والملتقيات الوطنية بحي النهضة، وقد دخل الهمة قاعة العرض دقائق بعد بداية الوثائقي، لكن ولوجه المكان تحت الظلام لم يمكنه من الإفلات من عدسات المصورين الذين أمطروه صورا أثناء متابعته الشريط وبعد انتهاء العرض حيث استمر أخذ الصور مع صاحب "الأصالة والمعاصرة" قرابة النصف ساعة.وقد وقف الهمة مرتين مصفقا لكل من عبد الله لماني صاحب كتاب "الرعب" موضوع الفيلم أثناء تدخله كما فعل الأمر نفسه مع ادريس الزايدي، الأسير السابق بتندوف، الذي أدلى بشهادته بالمناسبة وتوجه للشبان المشاركين بعبارات قوية لاستنهاض هممهم للدفاع عن الأرض المغربية التي أوصاهم بعدم التفريط فيها.