إدريس زياد لعالم اليَوم الدولية لطالما تنعمت الكائنات الإنتخابية بخيرات البلاد منذ الإستقلال، تلونت مثل الحرباء، رفعت عدة شعارات فاشلة، كيف بمقدورها أن تتنازل عن الإمتيازات أو النفوذ السياسي الذي تمتعت به؟ تعتقد أن البلاد مزرعة ورثتها، تصاب بالجنون حينما ترى من سيقاسمها أو ينتزع منها الإدارة والحكم والشأن العام، الوطن عندهم متجرٌ هم وأولادهم وعبيدهم ومواليهم… فما يسميه البعض بالمرحلة الإنتقالية، وهي أكثر تعقيداً تحتاج إلى عبقرية من نوع خاص، لا يمتلكها شخص شخصاني أو فرد فرداني، ولكنها تحتاج إلى عقول تطيل الفكر والنظر وتتعمق، والوقت عندها مورد أغلى من المال، فالوقت هو الحياة، والوقت هو الإنجاز بكل مراكماته، خاصة أو عامة، معلنة أو غير معلنة، ظاهرة أو باطنة، إن استقرار الوطن هو الشغل للجميع، السكن اللائق للجميع، التطبيب اللائق للجميع، التعليم اللائق للجميع، العدالة الإجتماعية والإقتصادية، المشاركة الفعلية في تدبير الشأن العام والمحلي، محاربة الفساد والقطع مع الريع، استقلالية القضاء وفصل السلط، أما غير ذلك فهو كلام تافه ومتداول لا يستحق الرد، بل هو عنوان لتفاهة ووضاعة قائله… فليس شرطاً أيها المنتخَبون أن تكونوا وحدة مندمجة أو حقلاً مجبوراً، بل أن تكونوا معتصمين بفكرة جامعة، ورؤية متقاربة، وحبل موصل، ثم تكونوا في نسق واحد، أو تكامل مُستَتْبَع، أو تعاون مستديم، ولو كنتم مختلفين في الرأي والوسيلة والمودة.