ادريس زياد/عالم اليوم الدولية لطالما تنعمت بعض الكائنات السياسية الجوعى بخيرات البلاد، تلونت مثل الحرباء، رفعت عدة شعارات انتهازية فاشلة، لم يعد في مقدورها أن تتنازل عن هذا الإمتياز المالي والنفوذ السياسي الذي تمتعت به، تعتقد أن البلاد مزرعة ورثتها، تصاب بالجنون حينما ترى من سيقاسمها أو ينتزع منها الإدارة والحكم والشأن العام، الوطن أصبح عندهم سوق كبير هم وأهاليهم وعبيدهم ومواليهم… لا يجوز أن نضع كل من يختلف معنا في سلة واحدة، يوجد فرق بين من يؤمن بحقك في الوجود، وبين من يريد أن يستقوي ويقصيك ويقضي عليك، يوجد فرق بين من لا يتخاصم ويتشاجر في الإختلاف على الأمور السياسية وبين من لديه نظرة عدائية لكل صغيرة وكبيرة، فمن غير الحكمة أن نضع الكل في ذات السلة وأن نصنع من الكل أعداء… تشدد الصنف الثاني تغيير مبادئه بعد التحكم في زمام الأمور والغدق في النعيم من بعد أيام النٌشاف والحميم، تَمّ قلب الفيستة وتكريط اللحية وإظهار الوجه الآخر الذي تنكّر للإعتصامات والمظاهرات والإحتجاجات المطالبة بالحقوق المشروعة وإشعال الشموع للتضامن، وصار يعدها من الماضي الأليم وأدوات العاجز وملهاة الضعيف وطريقة قديمة للتعبير… ورغم أن هذه السبل كانت سبباً من أسباب وصوله وجسراً لبلوغ هدفه، لكنه انقلب رأساً على عقب، وأصبح مطبلاً ومصفقاً ومؤيداً وأداة من أدوات ضرب الجمهور المطالب بحقه ومقنناً وصانعاً لقرارات وأساليب جديدة لقمع الإحتجاج بالتهم الجاهزة التي تؤدي مباشرة إلى السجون وقطع الأرزاق التي هي أخطر من قطع الأعناق… كانوا يدعون إلى الإضراب بالأسابيع وهم في المعارضة، واليوم أصبحت متلازمة "الأجر مقابل العمل" الأكثر تداولاً بينهم، قوم لا يستحيون، سرقوا جيوب المضربين مراراً وتكراراً في ظل غياب قانون منظم للإضراب، دمروا كل الصناديق، بدعوى إصلاحها وصندوق التقاعد خير دليل وشاهد، وبعد تقاعد بيليكي سمين يساوي الملايين "ضرب الطم" ذو المعاشين، مالكم كيف تحكمون؟