ما نراه اليوم عبر شوارع المدن ، وداخل القرى والبوادي ، من ظاهرة التصدق على الفقراء والمساكين ، والتي عادت بقوة في هذا الشهر الفضيل ، وهي نوع من العمل الإنساني الإسلامي النبيل ، والتي تعود على صاحبها بالأجر والثواب. ولكنها في الأيام الأخيرة ، أصبحت ظاهرة سيئة مثيرة للجدل ، خصوصا في مواقع التواصل الإجتماعي ، لا تكاد تتجول داخل صفحات الفايسبوك ، باحثا عن جديد الأخبار ، إلا وتصادفك صور بعض الأشخاص ، وهم يقومون بأخذ -سيلفي- مع صدقاتهم ، وأمام أنظار الناس. وهناك أمثال كثيرة مثل هؤلاء ، ولا أحد يعرف عاقبة هذه الصدقة ، هل هي مقبولة عند الله ؟ أم هي باطلة ؟ ولكنها في نظرة المجتمع ، وفي نظرة من ينتفع بها ، إهانة تستدعي إيقاظ ضمير المتصدق ، ليكون واعيا بهذا العمل الإنساني ، وليعلم أن الصدقة تكون أحسن بكثير ، ومتعددة الأجر إن قام بها سرا وخفية ، ومنها كذلك يرتاح المستفيذ منها ، دون إهانة أمام الناس ، ويكون قد عمل بتطبيق قول الرسول (ص) : "ورجل تصدق بصدقة فأخفاها ، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه". كل هذا ، تبقى النية هي المتحكمة في هذا الشأن ، وكل شخص وحسب توجهه وقصده في هذا العمل الإنساني ، وتبقى كذلك نظرة المجتمع إلى هذا العمل ، كون وصفه مجرد تفاهة بحلة جديدة ، وصورة تعبيرية وإنسانية مزيفة.