و ما إن هدأ البيت من كل صوت وسكن الليل من الضجيج ،ونامت الكلاب .. و خلد الجميع إلى النوم .. حتى تسلل في جنح الظلام سريعا بقدميه النحيفتين إلى الثلاجة .. لينال شيئا من ماتبقى من وجبة الغداء .. فلم يجد فيها شيءا إلا بقايا من عظام الرأس كانت ووالدته اعدت به وجبة دسمة بالكسكس للجمعة الماضي بلحم رأس الكبش .. و فتات حبات الكسكس منثورة على الصحن الموضوع بعناية داخل اجوفة التلاجة .. الذي يبدو أنه كان ساحة لغزوة علفٍ ليست بالقديمة استعملت فيها المعالق والفرشات والة حادة استعان بها القوم لقطع اطراف لحم الراس الدي كان لكبش سداسي العمر .. كما وجد بعض الأدوية و العقاقير في باب الثلاجة يستعملها والده الدي يعاني من مرض السكري .. و كيس أسود مغلق بإحكام .. تبين بعدها أنه محشو عن آخره باشياء لم يهتدي لها عقله ولاتفكيره، رغم المحاولات الكتيرة لاستنباط مابداخله ظل الفضول يأكله كما تأكل النار الحديد الا ان اهتدى الى حيلة لاتطرأ على شياطين الانس الا وهي عملية الكسر بدون ان يلفت انتباه الاخرين .. وبعد جهد جهيد مستعملا الفاس والمبرد تمكن من نزع الاقفال فاقتحم الصندوق الخشبي ليجده مملوءا عن اخره بفصوص من الفلفل الحار مغلفة بتوب ابيض وعلى جنباته اطراف من جسم العقرب اعتقد ان والدته تستعمله لطرد النحس والسحر .. …. إنتهت الجولة الاولى !!