في بداية اجتياح وباء كورونا، التزم الناس واقتنعوا بتعليمات الحكومة وكان الإلتزام صارماً، أغلقت الشركات والمعامل وطبق الناس الحجر المنزلي بروح المواطنة والإنسانية، تضرر الناس كثيراً من الإغلاق تضحية وتعاوناً مع الحكومة لأجل القضاء على هذا الوباء الفتاك، لكن لما وزعت المساعدات عن صندوق كورونا لم يستفد منها الجميع خصوصاً الغير المسجلون في الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي، ما جعل الناس يعيشون في ضجر وصل عند بعضهم لمرحلة متقدمة من الحگرة ولولا التكافل والتضامن فيما بينهم لكانت الكارثة، لكن بعد رفع الحجر المنزلي وتمديد حالة الطواريء ظهرت للناس الإرتجالية في اتخاذ القرارات وهي عبارة عن مسخرة وتخبط وطرق غير مدروسة، الحكومة كانت تطلب من الناس أن يبقوا في بيوتهم وفي نفس الوقت قامت بتشجيع السياحة الداخلية ولم تتخذ قراراً بإلغاء عيد الأضحى، ولم تحسم في مُدد التحليلات المخبرية كما كانت صارمة في بداية انتشار الوباء، حيث امتدت مدة الحصول على النتائج المخبرية من 48 ساعة إلى عشرة أيام وما يزيد، حيث رجح البعض أن الأسبقية اليوم في المختبرات تعطى للتحليلات المخبرية المستخلصة الأداء، الشيء الذي فاقم الوضع وزاده تأزماً وخرج عن سيطرة الهيئات الطبية والتمريضية لكثرة المخالطين… صناعة القرار هو أحد العمليات الإستراتيجية للحكومة، وأصحاب القرار المتميزون هم الذين يميزون بين صناعة القرار و اتخاذ القرار، فصناعة القرار لها آلياتها و اتخاذ القرار له وسائله أيضاً، والحكومات الناجحة هي التي تستطيع أن توفر شروط البيئة السليمة لصناعة القرار، والتي تسمح لجميع الفرقاء السياسيين بالمشاركة في صناعة القرار، باعتبار هذه الشريحة هي التي تمثل الشعب وهي عملية حيوية في التطور والنجاح… التخبط في القرارات وعدم اتخاذ القرار بما يتناسب مع الحالة الوبائية على أرض الواقع وضعف الأداء التنفيذي كل ذلك ظهر سلباً على كافة القطاعات وكافة المناطق وإيجاباً في نتائج التحليلات المخبرية وأعدادها المخيفة، مما يقتضي تحليلاً ودراسة واعية للأثار والنتائج المترتبة على تلك القرارات المتخذة… لازالت كورونا تتربص في كل زاوية، في السوق، وفي الشارع، وفي البيت، وفي البنك، وفي المستشفيات، وبيوت العزاء، وكل ذلك لا يحد منها إلا القرار الصارم الصائب، والوعي والإحتياطات على مستوى أفراد المجتمع، فهل يعقل والحال هذه أن نستمر في التهاون، نسأل الله تعالى أن يفتح لنا أبواب رحمته ويرفع عنا الوباء، والله خير حافظ.