كشف مقال نشرته جريدة المساء في عددها ليوم الثلاثاء 11فبراير الجاري تحت عنوان : صراع المسؤوليات يندلع داخل كلية الحقوق بسطات ، من جديد عن بؤس المهنية الإعلامية التي يتبجح بها البعض ومنهم جريدة المساء ، التي أراد محرر المقال المذكور أن يحولها إلى ناطق رسمي لجهات معينة تعمل على ابتزاز رئيسة جامعة سطات ، المرأة الحديدية التي خلف تعيينها ارتياحا كبيرا لدى الفاعلين والمهتمين بقضايا الإصلاح الجامعي ، وفرصة تاريخية للقطع مع دابر الفساد ومن يحمونه . فضيحة مقال المساء لا تطرح فقط الأسئلة المتعلقة بأخلاقيات مهنة الصحافة ، ولكن تطرح قضايا تحويل جريدة يومية تسعى الى ان تكون نموذجا في المهنية، إلى جريدة تسقط في الشعبوية وفي فخ الدعاية الفجة لجهات تأكد للجميع وعبر تاريخها أنها تخوض في الماء العكر وتجهل أو تتجاهل أن لرئيسة الجامعة كامل سلطتها في وضع الرجل المناسب، في المكان المناسب وان لاصراع عن المسؤوليات إلا في عقل كاتبه الذي كان من المفروض فيه أن يسمع لجميع الأطراف عوض أن يلعب دور كاري حنكو للدفاع عن شخصية نكرة ، وجدت نفسها تمارس الابتزاز بشكل لا أخلاقي ضدا على الحكامة وربط المسؤولية بالمحاسبة كشعار للمرحلة ، هو ما يعني أن ما اقترفته جريدة المساء جزء لا يتجزأ من الدفاع عن منظومة الفساد الذي يترعرع في بعض البيئات الفاسدة والمستبدة . ما لا يدركه صاحب المقال أن اتخاذ القرارات الانفرادية، أضحى من الزمن البائد وان نائب العميد الذي تمت تزكيته من طرف مقربيه من النقابيين حول أعداء الأمس إلى كومبارس لقضاء أغراضه ، تحت غطاء مواعدتهم بالاستفادة الإكراميات والامتيازات وهم ممن حاربوا ولي نعمته السيد العميد الذي كانوا ينعتونه بالفاشل ذات يوم وكالوا إليه من التهم الأخلاقية ما يخجل القلم من كتابته . ترى لماذا يصر العميد على التمسك بمرشح واحد ووحيد ،وكأننا في إحدى جمهوريات الموز التي لا تؤمن بالديمقراطية وترسخ الاستبداد وكل أشكال الديكتاتورية ؟وهل يدرك كاتب المقال أن موقف العميد اهانة وسبة له وللكلية التي يشرف عليها ناسيا أو متناسيا أن لديه من الكفاءات الأكاديمية ما لا يعد ولا يحصى لكن منطق الزبونية والمحسوبية أنساه كل شيء. إن ما قامت به جريدة المساء بدفاعها عن رجل مثقل بالملفات الأخلاقية وبالفشل التاريخي الذي لازمه منذ مدة يؤكد أن قوة الصحافة الرخيصة تكسبها من ضعف ضحاياها وأنها أخطأت العنوان ، هذه المرة ليس فقط بالإساءة إلى المهنية الصحفية والى قرائها باستغفالهم بشهادة للزور، هي اكبر من أن تحشر نفسها فيها ولكنها وجدت نفسها تدافع عن بعض الكوارث والرؤوس التي ابتلى بها المشهد الجامعي والتي لا شك أنها أينعت وحان قطافها ،من طرف السيد الوزير المشهود له بتدشين موسم اقتلاع رموز الفساد في العديد من المواقع ولن تكون كلية الحقوق بسطات الا إحدى حلقاتها المقبلة .