بعث مردخاي إلياهو - الذي يعتبر المرجعية الدينية الأولى للتيار القومي في إسرائيل والذي شغل في الماضي منصب الحاخام الأكبر لإسرائيل- برسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت وكل قادة إسرائيل- ضمن نشرة "عالم صغير" وهي عبارة عن كتيب أسبوعي يتم توزيعه في المعابد اليهودية كل يوم جمعة، ذكر فيها قصة المجزرة التي تعرض لها "شكيم ابن حمور" والتي وردت في سفر التكوين ب"تلمودهم" فكرة العقاب الجماعي لأعدائهم وفقا لأخلاقيات الحرب. وكتب إلياهو بأنه "طبقاً لما ورد في التوراة فإن مدينة بأكملها تحملت المسؤولية الجماعية عن السلوك غير الأخلاقي لأحد من أفرادها"، على حد قوله. وأضاف الحاخام الأكبر للكيان الإجرامي أن "هذا المعيار نفسه يمكن تطبيقه على ما حدث في غزة حيث يتحمل جميع سكانها المسؤولية لأنهم لم يفعلوا شيئاً من شأنه وقف إطلاق الصواريخ". ودعا مردخاي رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى مواصلة شن الحملة العسكرية على غزة، معتبراً أن" المس بالمواطنين الفلسطينيين الأبرياء أمر شرعي". واستند مردخاي إلى قول تاريخي منسوب للملك داود دعا فيه لملاحقة الأعداء وعدم العودة قبل قتلهم.، قائلاً :" إن أقوال الملك داود تستبطن تصريحاً لقادة إسرائيل بعدم إبداء الرحمة". وتمادى الحاخام في رسالته التي وجهها إلى أولمرت قائلاً" إنه في الوقت الذي يمكن فيه إلحاق العقاب الجماعي بسكان غزة عقاباً على أخطاء الأفراد فإنه محرم تعريض حياة اليهود في "سديروت" أو حياة جنود الجيش الإسرائيلي للخطر خوفاً من إصابة أو قتل غير المقاتلين الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة". في هذه الأثناء، عكست نتائج استطلاعين للرأي نشرا في صحيفتي "هآرتس" و"معاريف" العبريتين ، مدى تأييد الإسرائيليين لاستمرار العدوان على قطاع غزة، دون أي تحفظ من جرائمه، وما يدعم نتائج الاستطلاعين أن نتائجهما جاءت متشابهة، من حيث التوجه، حتى وإن اختلفت صيغ الأسئلة المطروحة. وقال استطلاع "معاريف"، أن 89,2% من اليهود الاسرائيليين يؤيدون استمرار العدوان على غزة، إذ قال 53,1% إنهم يؤيدون استمرار العدوان وحتى توسيعه وادخال قوات اضافية، حتى القضاء كليا على القدرات العسكرية في قطاع غزة، و36,1% يؤيدون استمرار العدوان من دون توسيعه، والبحث عن حل سياسي يضمن وقف إطلاق النار، في حين أن 7,9% من اليهود الاسرائيليين الذين شملهم الاستطلاع طالبوا بوقف القتال والبحث عن حل سياسي. وأظهر الاستطلاع أن 93,7% معجبون بأداء جيش الاحتلال رغم المجازر التي اقترفها، إذ صنف 82,1% منهم الأداء العسكري الإسرائيلي بتقدير جيد جدا، و11,6% بتقدير جيد، في حين أن 3,5% اعتبروه اداء متوسطا، ونصف بالمائة قالوا إنه ليس جيدا، واقل من 1% أي 0,9% اعتبروه سيئا. وفي المقابل فإن 82% من المستطلعين في استطلاع صحيفة هآرتس، قالوا إن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يبالغ باستخدام القوة، مقابل 13% وافقوا على أن الجيش بالغ، ورفض 5% الإجابة عن السؤال. واعتبر 78% في هذا الاستطلاع أن الحرب على غزة تعتبر ناجحة بالنسبة لإسرائيل و9% قالوا إنها فاشلة، و13% قالوا إنهم لا يعرفون، وطالب 75% من المستطلعين باستمرار العدوان، منقسمين تقريبا بين استمراره بوتيرته الحالية، وبين توسيع العدوان. وعلى بحر الدماء الفلسطينية المتسع يوما يوم بعد يوم، يبني وزير الحرب الإسرائيلي الارهابي أيهود باراك شعبيته، إذ وصف70% من المستطلعين أداء باراك على أنه ناجح، مقابل 46% لرئيس الحكومة المستقيل أيهود أولمرت، و51% لوزيرة الخارجية تسيبي ليفني، و48% لبنيامين نتنياهو. المصدر : محيط