قال مؤرخ بارز ان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة مقبل على فوز فارغ من المضمون في الانتخابات المقررة في أبريل المقبل، لانه غير مؤهل لمعالجة مشكلة البطالة الكبيرة بين الشبان. وقال بنيامين ستورا ، وهو واحد من أبرز الخبراء العالميين في شؤون الجزائر ، العضو في «أوبك»، ان العديد من الجزائريين يشعرون بالحاجة لجيل جديد من الزعماء لتحديث الدولة المعتمدة على ايرادات النفط ، واعطاء الامل لشعب نفد صبره انتظارا لحياة أفضل. وقال ستورا عن محاولة الرئيس البالغ من العمر71 عاما ، تمديد حكمه الذي دام عشر سنوات، بفترة ولاية ثالثة مدتها خمس سنوات في الانتخابات المقررة يوم التاسع من أبريل ،«قد يكون فوز باهظ الثمن دون منافسة حقيقية.» وقال المؤرخ الفرنسي ، الجزائري المولد، المختص بشؤون المغرب العربي لرويترز «هناك تكهنات واسعة الانتشار بانه يرغب في الحكم مدى الحياة.» وكان بوتفليقة قد أكد ،الاسبوع الماضي، انه سيسعى لاعادة انتخابه مرة أخرى، في خطوة امكن تحقيقها بعد أن عدل المشرعون الدستور بالغاء الحد أقصى لفترات الولاية الرئاسية. لكن ستورا يقول ان الجزائريين يريدون التغيير ، وليس الاستمرارية ، وفوزه المحتمل، قد يفقد مضمونه بسبب تهميش المعارضة ، وغياب تحد اسلامي. وأضاف «فترة ولاية بوتفليقة الاولى قامت على أساس السلام الاهلي. لكن اليوم بعد عشر سنوات ، ما الذي يمكن ان تمثله فترة ولاية ثالثة سوى تحقيق التحديث والتغيير».. وستورا له صوت مؤثر بدرجة كبيرة فيما يتعلق بشؤون الجزائر ، بسبب ما قدمه من تحليلات على مر السنين ، حظيت بتقدير واسع النطاق من جانب الساسة والاكاديميين والدبلوماسيين والمستثمرين والخبراء الاخرين. ووعد بوتفليقة ببرنامج للتنمية الوطنية بقيمة150 مليار دولار ، اذا أعيد انتخابه. ويقول حلفاؤه ان الخطة يجب ان تركز على توفير فرص عمل للشبان ، وتعزيز الشعور بالامان. لكن المشاكل الاجتماعية مازالت عميقة ، والحكومة مازالت تجد صعوبة في تعزيز الامل لدى الشعب الذي أخافته الحرب الاهلية في التسعينيات التي سحق فيها الجيش التمرد الاسلامي. وتشير بيانات رسمية الى انتشار البطالة ، بنسبة70 بالمئة بين الشبان أقل من30 عاما. ويقول ستورا «المشكلة الاولى هي الشبان. ونراها في اندلاعات عنف في مباريات كرة القدم ، وفي العنف بالمدن ، وفي محاولات الهجرة اليائسة بزوارق الى فرنسا». وأضاف ستورا، استاذ تاريخ المغرب العربي بجامعة باريس9 «هؤلاء الشبان لا يرون مستقبلا، ولا يرون حلا. مستويات البطالة مرتفعة للغاية وهائلة بين الشبان.» وقال ان انخفاض أسعار النفط قد اضر بالاقتصاد الحكومي ، والافتقار لقطاع خاص قوي ، يعني ان المجتمع أكثر تعرضا للخطر منه في المغرب ، مشيرا الى اقتصاد المغرب المختلط. وتابع ان تهميش المعارضة ، يعني ان الاقبال على الاقتراع سيكون ضعيفا ، مشيرا الى هيمنة الحزب الحاكم والاحزاب الموالية له على الحياة السياسية. وقال «قد يحصل على90 بالمئة من الاصوات وسط اقبال محدود للغاية. وحقيقة انه المرشح الوحيد المتمتع بدعم الدولة ، قد تضعف انتخابه، وتثير الشكوك حوله.