سارع قادة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في دول المغرب العربي إلى عقد اجتماع تنسيقي لهم يوم الاثنين الماضي بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، في ضوء التقارير التي أدلى بها شهود عيان والتي أكدت تحرك مجموعة إرهابية مسلحة في شمال موريتانيا قيل إنها كانت تبحث عن استهداف سياح أجانب، وكانت مدججة بأسلحة خفيفة، وأكدت تحريات أمنية أنجزت عقب ذلك أن أفراد هذه المجموعة ينتمون إلى الجماعة السلفية للدعوة والقتال، والتي حولت اسمها إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، ورأت هذه التحريات أن تحرك هذه المجموعة يؤشر على وجود انفلات أمني خطير في المنطقة يستوجب تعاونا أمنيا مكثفا للتصدي لهذا الخطر. ويعتبر اجتماع نواكشوط الأرفع من حيث التمثيلية بين أجهزة المخابرات في الدول المغاربية منذ مدة طويلة رغم التصاعد الملفت لتنظيم القاعدة في المنطقة، ورغم أن هذه الأجهزة كانت ولا تزال تدرك أن منطقة شمال موريتانيا وجنوب الجزائر وشمال مالي والنيجر ومنطقة تندوف أصبحت تمثل إحدى أهم معاقل الأنشطة الإرهابية في العالم، إلا أن حسابات معينة وخلافات سياسية بين بعض الحكومات المغاربية حالت دون الإقدام على أي تحرك، ولا يستبعد أن يكون التحرك الأخير المتمثل في اجتماع المسؤولين الأمنيين والاستخباراتيين في الدول المغاربية قد تم بضغط من دول كبرى.