عرف المعرض الدولي الخامس عشر للنشر والكتاب إقبالا كبيرا للزوار من مختلف الأعمار، وقد تميزت هذه الدورة بمشاركة كبيرة لمختلف دول العالم خاصة من أوروبا والعالم العربي وأمريكا اللاتينية، وبالحضور القوي لدور النشر والمؤسسات الفرنسية على الخصوص إضافة الى بعض دور النشر العربية والمغربية. وقد شهد المعرض في أسبوعه الأول رواجا للكتب الاسلامية وكتب الأطفال بدرجة أولى رغم ارتفاع سعر الكتب وثمن الولوج الى المعرض (10 دراهم للكبار و 5 دراهم للصغار). وعند اتصالنا ببعض زوار المعرض صرحوا بأن أهم فرصة لهم هي اقتناء الكتب الاسلامية في ميادين الفقه والحديث والسنة، والعبادات الخ وقد وجدوا أن سعر الكتاب الاسلامي مرتفع نسبيا في بعض الأحيان ومعقول أحيانا أخرى، بل أن بعض الأثمنة هي أقل من ذلك بكثير عند بعض دور النشر والمحلات التجارية بحي الأحباس بالدارالبيضاء خارج المعرض. وفي تفسيره لإقبال أحد الزوار على الكتاب الاسلامي، ذكر بأن المرء مطالب بقوة الشيء بالاطلاع على دينه الذي ينظم حياته، فالدين كما قال مستجوبنا حاضر في المجتمع من تاريخ ولادة المرء الى الزواج مرورا بالشرائع الضابطة للمجتمع المغربي وحتى الموت وعملية الدفن، «إنه لا مفر من معرفة الدين معرفة ضرورية » وقد قدم مستجوبنا لزيارة المعرض رفقة أطفاله حيث ولج لشراء أحد الكتب الاسلامية. أما مجموعة أخرى من الطلبة وبعض المهتمين بالكتاب الاسلامي فلم يجدوا ما يشفي غليلهم من الكتب التي تحتوي على الدراسات والبحوث الاسلامية وذلك نظرا لغياب بعض دور النشر العربية التي تقوم بطبع تلك الدراسات والبحوث «طفنا على أروقة المعرض كله ولم نجد ولو كتابا واحدا يتضمن الأبحاث والدراسات الجديدة، إضافة الى غلاء سعر الكتاب الاسلامي بالمعرض الحالي» هذا ما أكده أحد المهتمين بالكتاب الاسلامي عند استفسارنا له. أما أحد أصحاب دور النشر المغربية، فإنه لم ينف عند اتصالنا به ارتفاع سعر الكتب الاسلامية، بل أكد ذلك وطلب منا أن نتفهم ذلك لأن الأمر مرتبط حسب قوله بالكتب المستوردة من خارج المغرب والتي هي أصلا مرتفعة كلفة الاستيراد إضافة الى سومة كراء الرواق بالمعرض الدولي للكتاب والتي اعتبرها قاسية ومرتفعة وتساهم بطريقة غير مباشرة في ارتفاع سعر الكتاب بالمعرض، واختتم صاحب دار النشر المغربية حديثة بأنه «لو كان كراء الرواق بثمن رمزي ومعقول لتم تخفيف العبء على الناشر ومشتري الكتاب».