مازال البحث جاريا من طرف الجهات الأمنية إثر صدور مذكرة بحث وطنية لاكتشاف وجهة ومكان سجين تم الإفراج عنه خطأ، نهاية الشهر الماضي، بسجن بولمهارز بمراكش مكان نزيل آخر انتهت عقوبته الحبسية المحددة في شهر واحد. وعلى خلفية هذا الخلل / الخطأ أصدرت الإدارة العامة للسجون قرارا يقضي بتوقيف رئيس مصلحة الضبط القضائي وموظفة تعمل بنفس القسم وإلى حين الانتهاء من التحقيق في حيثيات هذه النازلة. القرار شمل أيضا مدير السجن بتوجيه إنذار له. السجين بطل العملية تقمص شخصية السجين البديل له يدعى (محمد - ب.ع) كان يمتهن وظيفة رجل القوات المساعدة (مخزني) قبل أن تكشف الأيام تورطه هو وشقيقه في قضية مرتبطة بعملية نصب أدين من أجلها وصدرت في حقه عقوبة ابتدائية مدتها سنة حبسا نافذة تم تخفيضها استئنافيا إلى 10 أشهر نافذة. وتمكن المخزني، الذي أحيل أخيرا على سجن بولمهارز من توظيف موهبته ودهائه في الإيقاع بضحاياه لحبك فصول عملية تقمص شخصية نزيل إصلاحية مراكش المسمى حسن الشياظمي والمتابع من أجل عملية رشوة عقوبتها كانت محددة في شهر واحد. وما يثير الاستغراب أن المسؤولين عن مصلحة الضبط القضائي بسجن بولمهارز لم يتمكنوا أو ينتبهوا لخيوط هذه القضية إلا بعد إثارتها من طرف السجين المعني بعملية الإفراج وبعد احتجاجه على انتهاء مدة عقوبته الحبسية. مجريات البحث في النازلة كشفت أن المخزني تمكن من حبك الكمين للجميع وتنفيذه وبعد أن حصل على كل المعلومات المرتبطة بالسجين (حسن - ش) خلال مجالسته له، ليستغل سذاجة هذا الأخير ويتقمص شخصيته ويقدم نفسه خلال يوم الإفراج بأنه المعني بذلك الأمر وينجح في كل ما خطط له.