ذكرت مجلة "تايم " الأميركية , أن روسيا تطلب ثمنا مقابل تعاونها مع الولاياتالمتحدة في الشأن الأفغاني، وقالت إن واشنطن بحاجة ماسة للدعم الروسي، وإن موسكو لا يمكنها أن ترى مهمة حلف شمال الأطلسي )ناتو( في أفغانستان تفشل لتداعيات ذلك المحتملة على الأمن الخاص بروسيا. وقالت المجلة إن موسكو ستنتزع ثمنا جيوسياسيا مقابل تعاونها، ولعل ذلك يفسر المفاجأة الكبرى التي أعلنت عنها قرغيزستان عندما أمر رئيسها ، كرمان بك باكاييف، بإغلاق القاعدة الجوية الأميركية في بلاده. وتعد القاعدة الجوية «ماناس» من بين القواعد الأجنبية في آسيا الوسطى التي كانت واشنطن تستخدمها في دعم قوات حلف الناتو في أفغانستان المجاورة، والتي تزامن إغلاقها مع قيام مسلحين باكستانيين بتدمير جسر خيبر، قاطعين طريق الإمداد الرئيسي لقوات الناتو في أفغانستان وكاشفين عن مدى هشاشته، وفق المجلة. وأوضحت «تايم» أن الرئيس القرغيزي كان يقف إلى جوار نظيره الروسي، ديمتري ميدفيديف، في مؤتمر صحفي بموسكو، عندما طلب من واشنطن إخلاء قاعدة ماناس الجوية. يأتي ذلك بعدما وعدت موسكو بتقديم حزمة من المساعدات الاقتصادية بقيمة ملياري دولار لباكاييف، وهنا يبدو غموض الدوافع والنوايا الروسية بحسب المجلة. وترى المجلة أن تزايد الخطر ا، لذي يواجه الطريق اللوجستي في باكستان ، فضلا عن الخطط الأميركية لنشر المزيد من القوات في أفغانستان، دفعت واشنطن إلى طلب العون من موسكو. وأشارت إلى أن قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال ديفد بتراوس، أعلن، عقب زيارته موسكو الشهر الماضي، أن واشنطن توصلت إلى اتفاقية مؤقتة مع موسكو لاستخدام أراضي الأخيرة لإسناد المهمة في أفغانستان. ومضت« تايم » تقول إن روسيا ستقدم الدعم ، وهي تسعى لتحقيق مصالحها أولا، مشترطة أن تكون شريكا كاملا مع الولاياتالمتحدة في أفغانستان، وليس من أجل صناعة المعروف معها. وإن مصالح روسيا ليست بالبسيطة، فهي تتوقع من إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تقليص الخطط الأميركية لنشر أنظمة الدرع الصاروخي على أعتاب روسيا في بولندا وجمهورية التشيك. كما تتوقع أن تتخلى الإدارة الأميركية الجديدة عن جهود إدارة بوش السابقة في الضغط على الحلفاء الأوروبيين المترددين إزاء قبول انضمام أوكرانيا وجورجيا إلى حلف الناتو. وأوضحت المجلة أن روسيا تخشى فشل الناتو في أفغانستان، وتعتبر انتصار حركة طالبان كارثة تهدد خاصرة روسيا الجنوبية، ولذا فموسكو ترى أن يقوم الناتو بالمهمة بدل أن تضطر القوات الروسية للقيام بها. ولكن ، في المقابل، لا يروق لروسيا أن ترى الولاياتالمتحدة تعزز موقفها وتهيمن على إرث موسكو التاريخي وحديقتها الخلفية، حيث مصادر الطاقة في آسيا الوسطى التي تتنافس عليها القوتان. ويريد الرئيس الروسي، ميدفيديف، ورئيس وزرائه، فلاديمير بوتين، أن يبدآ علاقة جديدة مع الرئيس أوباما، , حيث تتم معاملة روسيا كشريك إستراتيجي على قدم المساواة. ولعل الطلب القرغيزي من الولاياتالمتحدة بإغلاق قاعدة ماناس الجوية، خلال ستة أشهر، يعتبر شكلا من أشكال لفت انتباه واشنطن كي تدفع أكثر مقابل التعاون الروسي، إذ قد يحدث الكثير على مدار الأشهر الستة القادمة، وفق المجلة