فتحت أزمة القوقاز الباب أمام مرحلة جديدة من التوتر الحاد والريبة بين الدول الغربيةوروسيا مما جعل الدبلوماسيين يتساءلون عن مدى التأثير الذي تركه الصراع بجورجيا على ملفات أخرى كالنووي الإيراني, حسب ما جاء في تحليل بصحيفة لوموند الفرنسية. وذكرت الصحيفة أنه من الملاحظ أن روسيا اتخذت مواقف أكثر تشددا في عدد من القضايا التي تشترك فيها مع الغرب في مباحثات متعددة الأطراف. فقد اعتبر إلغاء اجتماع الدول الست التي تبحث ملف البرنامج النووي الإيراني بقرار من روسيا ضربة قوية للمباحثات التي كانت تستهدف فرض عقوبات اقتصادية دولية على طهران. وداخل منظمة التعاون والأمن الأوروبي أقدمت موسكو على إعاقة نشر مراقبين إضافيين في جورجيا, وعلقت تعاونها مع حلف شمال الأطلسي في إطار مجلس روسيا الناتو. وفضلا عن ذلك تركت الشكوك تحوم حول مستقبل مهمة المراقبين العسكريين التابعين للأمم المتحدة في أبخازيا, مما يهدد أساس اتفاق وقف إطلاق النار بين روسيا وجورجيا والذي أشرف عليه الاتحاد الأوروبي. وفي مؤشر على عدم نية موسكو التراجع عن هذا المنحى، قالت الصحيفة إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتهم الأربعاء الماضي, وهو يتحدث أمام عدد من المحللين والدبلوماسيين الأميركيين، الغرب بأنه يريد الحصول «على الشيء ونقيضه». وشدد لافروف على أنه من غير المقبول أن «تعاقب روسيا ويطلب منها في الوقت ذاته أن تتعاون». الصحيفة قالت إن لافروف كان ينتقد بذلك إلغاء الولاياتالمتحدة عددا من الاجتماعات التي كانت مقررة مع روسيا في إطار مجموعة الدول الثماني الكبرى وروسيا. وعزت للمحلل السياسي الأميركي غاري سامور عضو مجلس العلاقات العامة قوله إن من الواضح أن روسيا «قررت, بالذات بشأن الملف الإيراني, عدم إعطاء الإدارة الأميركية الحالية أية هدية وهي في أيامها الأخيرة». وأضاف أن موسكو «تريد لعب ورقتها مع الإدارة الأميركية القادمة وهو ما جعلها تعتبر الخوض في العقوبات على إيران حاليا سابقا لأوانه». ونقلت الصحيفة عن كليف كوبشان وهو محلل أميركي آخر قوله «أيا كان الرئيس الأميركي القادم فإن برودة العلاقات الأميركية الروسية مرشحة للاستمرار لمدة طويلة». وفي المقابل توقع كوبشان أن تشهد علاقات موسكو مع أوروبا تحسنا في الأشهر الستة القادمة.