قالت خارجية النرويج إن روسيا أبلغتها أنها تخطط لتجميد علاقاتها بالحلف الأطلسي, ردا على خطوة بالمثل اتخذها الناتو. وحسب النرويج, تبلغت سفارتها في موسكو برسالة روسية مفادها «تجميد كل التعاون العسكري مع الناتو والدول الحليفة حتى إشعار آخر», وهو قرارناقشه مسؤولون نرويجيون مع نظرائهم الروس امس الخميس تبعاته. ولم يعلق المسؤولون الروس على التصريح النرويجي, لكن سفير روسيا لدى الحلف الأطلسي ديمتري روجوزين -الذي استدعي إلى موسكو للتشاور بسبب مواقف الناتو الأخيرة من نزاع القوقاز- قال إن التعاون مع الحلف ضروري, وتحدث عن «قرارات مؤقتة» لها بعد إقليمي فقط يتم اتخاذها قد تشمل مناورات بحرية. وفعلا ألغت البحرية الروسية مشاركتها في تدريبات بحرية في بحر البلطيق كجزء من شراكة مع الناتو, وقالت إنه لم يعد ممكنا استضافة الفرقاطة الأميركية فورد. ووصف ناطق باسم الخارجية الأميركية الموقف الروسي, كما نقلته النرويج, بالمؤسف إذا تأكد. ويأتي هذا التطور في وقت اتهم فيه الناتو روسيا بالتلكؤ في الانسحاب من جورجيا. كما تزامن ذلك مع توقيع الولاياتالمتحدة وبولندا رسميا اتفاقا تنصب بموجبه درع صاروخية أميركية فوق الأراضي البولندية بحلول 2012, وهو اتفاق هددت روسيا بأن الرد عليه لن يقتصر على العمل الدبلوماسي. ورغم قوة التهديد, لم يرق إلى ذلك الذي ساقه جنرال روسي قبل أيام حين قال إن بولندا باتت تضع نفسها 100% هدفا لضربة روسية قد تكون نووية. وقالت خارجية روسيا إن توقيت الاتفاق -الذي وقعته أول أمس في وارسو وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ونظيرها البولندي رادوسلاف سيكورسكي- ليس صدفة, وإن الدرع لن تقدم أي حماية ضد «خطر إيراني وهمي». وشددت رايس على «الطبيعة الدفاعية» لدرع ستساعد حسبها في صد صواريخ بعيدة المدى قد تطلقها إيران وكوريا الشمالية ضد أوروبا الشرقية, وهو يحقق حسب رئيس بولندا ليش كاتشينسكي أهداف واشنطن ووارسو على السواء في توفير الأمن بالمنطقة. وتقول روسيا إن الولاياتالمتحدة وبولندا سرعتا الاتفاق بسبب تطورات جورجيا, وهو ما ينفيه البلدان, وإن ذكر رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك أن أحداث القوقاز أظهرت أن على أميركا أن تأخذ بعين الجد مخاوف بلاده الأمنية. وأظهرت استطلاعات أن أزمة القوقاز قلبت موقف البولنديين الذين بات أغلبهم يؤيد نصب الدرع التي أقرها الناتو في قمة في أبريل الماضي، رغم مخاوف دول تخشى أن يسبب ذلك سباق تسلح جديدا. وإلى جانب منظومة الصواريخ تضم الدرع محطة رادار قوية تنصب في جمهورية التشيك, حيث تواجه الحكومة مهمة صعبة لإقناع البرلمان بجدواه. وجاء الاتفاق بعد قبول واشنطن شروطا بولندية بشأن نصب منظومة دائمة من صواريخ باتريوت ومنحها تسهيلات لشراء خمس منظومات أخرى بأسعار مخفضة. ومنظومة الباتريوت مخصصة لمواجهة الصواريخ قصيرة المدى يمكن أن تستهدف بولندا, في إشارة واضحة إلى تهديدات دأبت موسكو على إطلاقها منذ الإعلان عن مشروع الدرع الأميركية. وستنصب الصواريخ الاعتراضية في قاعدة شمال بولندا على بعد 1360 كلم من موسكو و300 كلم فقط من جيب غاليننغراد الروسي على سواحل البلطيق بين روسيا وليتوانيا. وإلى هذا الجيب تحديدا, هددت روسيا بتحريك منظومتها الصاروخية بعيدة المدى, لتوجههاناحية العواصم الأوروبية.