احتضنت بيروت, يومي15 و16 يناير الجاري, ورشة عمل عربية تناولت موضوع «»الاتجاهات الحديثة في علاقة المرأة بالمال في العالم العربي»», شارك فيها عدد من الباحثين والباحثات من دول عربية من بينها المغرب. وقد تناولت الورشة, التي نظمها (تجمع الباحثات اللبنانيات), تحضيرا لإصدار الدليل السنوي الثالث عشر حول «»المرأة والمال»» , عددا من المحاور منها «»سلوك النساء المالي «» و «»الوضع الاقتصادي للنساء في المهجر»» و»» المال والنساء ..انعكاسات نفسية واجتماعية واقتصادية «» و»» نساء عربيات سيدات أعمال»» و»» نساء ومال في الفنون «». وأوضح الباحث المغربي محمد الخشاني, في مشاركته حول «»الوضع الاقتصادي لنساء مغربيات مهاجرات»» , أن الهجرة النسائية أصبحت ظاهرة بارزة في المغرب لأسباب اقتصادية واجتماعية دعمها وفرة الطلب على اليد العاملة النسائية في بلدان الإغتراب كإسبانيا وفرنسا وبعض الدول العربية, مستعرضا المراحل التي قطعتها ثم الأسباب والدوافع لهجرتها, أولها ولوجها لسوق الشغل بقوة. وأضاف, أن المرأة هاجرت في فترة السبعينات في إطار التجمع العائلي وفي الثمانينات كفاعل مستقل بذاته , كما هو الشأن بالنسبة للرجل, مشيرا إلى أن التعاطي إلى هذه «»المغامرة «» وذهاب بعضهن إلى وجهات لا تعرفن واقعها جيدا بسبب»» تأثير بعض الإرهاصات»», خاصة من وسائل الإعلام. ورغم ذلك يقول الباحث الخشاني كانت للهجرة انعكاسات إيجابية على وضعية المرأة والتنمية في المغرب, وذلك من خلال مساهمتها في خلق مشاريع وتحقيق استقلال مادي والشعور بفعاليتها داخل البيت وخارجه, مما جعلها تلعب دورا أساسيا في تحديد استراتيجية التدبير المالي المنزلي. وأكد أن المرأة المغربية حققت تطورا متميزا, بفضل المبادرات التي قام بها المغرب لفائدتها, كتعديلات مدونة الأسرة وقانون الجنسية ورفع التحفظات بشأن الاتفاقية الدولية للقضاء على كل أشكال التمييز ضدها, معربا عن أمله في أن تتغير «»الصورة النمطية عن المرأة المغربية»» والاطلاع عن قرب على ما حققه المغرب في هذا المجال على طريق مساره الديمقراطي. وقد نوه المشاركون, في هذه الورشة, بالخطوات التي أنجزها المغرب في هذا المجال, وخاصة رفع التحفظات المتعلقة بالاتفاقية الدولية الخاصة بالقضاء على كل أشكال التمييز المرأة, وبمنح أبناء المغربيات المتزوجات من أجانب الحق في الجنسية واعتبروها «»سابقة في العالم العربي»» كما أشادوا بما حققته نساء الأعمال المغربيات. كما تطرقت الورشة إلى مواضيع همت بالخصوص «»عالم النقود لدى المرأة المصرية العاملة «», و»»حق المرأة بالتصرف المالي في الشريعة»», و»»نساء كاتبات وحقوق الملكية الفكرية في لبنان»» و»»النساء والمال: مقاربة نفس تحليلية»» و»»المال والنزاعات الزوجية»» و»»السلوك المصرفي للنساء «» و»»نساء سيدات أعمال»». واعتبر المتدخلون, في أشغال هذه الورشة, التي شارك فيها باحثون وباحثات من الجزائر وتونس ومصر السودان وتونس إضافة إلى المغرب, أن المرأة عانت عبر التاريخ من الظلم, وأن المال يشكل نوعا من التعويض يشعرها بوجودها وكيانها وبحريتها ويمنحها الثقة والقدرة على التعبير والتصرف واتخاذ القرارات, ملاحظين أن تأثير ذلك يختلف بين المرأة المتعلمة وغير المتعلمة, إلا أنه يحسن وضعها, ولو نسبيا, داخل الأسرة. وللإشارة فإن (تجمع الباحثات اللبنانيات), الذي تأسس سنة1991 كإطار للتبادل العلمي والفكري, أنتج عددا من الكتب, حول «»الصورة وتجلياتها البصرية في الثقافة العربية»», و»»دليل الباحثات العربيات»», و»»بيبليوغرافيا الجمعيات الأهلية»» و»»المرأة والسلطات»», و»»المرأة والكتابة»», و»»موقع المرأة في السياسة»», وذلك لرصد التطورات التي تحققها النساء في العالم العربي من خلال بحوث أكاديمية علمية.