أعلنت مصادر متواترة بالجزائر عن قرب الشروع في إحداث ما وصفته بأكبر مركب لصناعة وتحويل المواد الفوسفاطية بالمغرب العربي على مساحة 450 هكتار تقع بولاية قالمة شرق الجزائر، وأكدت حلول وفد من الخبراء والمهندسين يمثلون الشركة الباكستانية «شيميكال أوف باكستان» خلال الأيام المقبلة للجزائر لتسوية الملفات العالقة والدخول في مرحلة ضبط الترتيبات، المتعلقة بتركيب هياكل المركب وتهيئة الأفران لاستقبال الفوسفاط الخام وهي الوحدة المفترض ان تنتهي الأشغال بها وتكون جاهزة للانتاج في غضون سنة 2010. وقدرت مؤسستا «فرفوس» للفوسفاط والحديد، وسوناطراك شريكا الطرف الباكستاني في المشروع الذي يسعى الى التحكم في السوق العالمية التي ظلت كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية والمغرب والصين يسيطرون على حصة الأسد من عائداتها، احتياطات المنجم الجديد تقدر ب 2 مليار طن فيما راهنت على أن ينطلق المركب الفوسفاطي المزمع إنشاؤه بوتيرة انتاج وتحويل تراوح 6ملايين طن سنويا وهي الكمية التي ستتجاوز حسب الأهداف المسطرة الى 20 مليون طن بعد ثلاث سنوات تتشكل أساسا من الأسمدة والأحماض الفوسفاطية. ويتزامن القرار الجزائري بدخول غمار انتاج وتحويل الفوسفاط الخام مع ظرفية اقتصادية دولية حساسة تتميز مع بداية انتعاش سجلها سعر المادة ومشتقاته بالأسواق الدولية خلال السنتين الأخيرتين بعد فترة ركود عانى منها على الخصوص المغرب وهو ما يبرر التبريرات الاقتصادية والسياسية المقترحة لتفسير الخطوة الجزائرية الساعية الى مزاحمة الريادة المغربية بالسوق الدولية كأول منتج ومصدر للمشتقات الفوسفورية بالعالم ، وان كانت الخبرة المغربية في القطاع الممتد لأكثر من 50 سنة وتوفر المغرب على ثلث الاحتياطي العالمي من خام الفوسفاط كلها مؤشرات تقلل من شأن حمى المنافسة التي من الممكن أن يطرحها المشروع الجزائري. وكان المكتب الشريف للفوسفاط قد أعلن بداية الأسبوع الماضي عن برنامج استثمار طموح لتنويع السلسلة الانتاجية والتحويلية للشركة الرائدة عالميا في قطاع الفوسفاط عبر محطة الجرف الأصفر التي ستتحول لأضخم قاعدة للصناعات الكيماوية بالعالم وبرمج للنهوض بتنافسية قطاع تحويل الفوسفاط غلافا استثماريا يناهز 11 مليار أورو بحلول سنة 2020.