الجزائر تلغي صفقة عسكرية مع فرنسا قيمتها 4 ملايير أورو وتتجه نحو إيطاليا بعدما دخل المغرب على خط صفقة مماثلة محمدية بريس / ستتدعم قوات الأمن قريبا ب100 طائرة مروحية من إيطاليا، زيادة على إبرام صفقة مع شركة من نفس البلد بخصوص شراء ست فرقاطات حربية بقيمة 4 ملايير أورو. جاء ذلك مباشرة بعد فشل مشروع شراء فرقاطات فرنسية من نفس الطراز العام الماضي، حيث أوقفت الجزائر المفاوضات المتعلقة بالطلبية، بعدما قررت باريس بيع نفس البوارج العسكرية للمملكة المغربية. وقد أكدت صحيفة "الخبر" يوم 16/09/09، أن وفد عالي المستوى من وزارة الدفاع ينهي السبت المقبل، زيارة هامة إلى إيطاليا بدأت يوم 12 من سبتمبر الحالي، حيث أجرت البعثة بقيادة مسؤول كبير بالوزارة برتبة لواء، معاينة لورشات صناعة ست فرقاطات من طراز فرام محل صفقة في غاية الأهمية. وتعتبر فرام من أحدث الفرقاطات العسكرية مجهزة بأنظمة صواريخ أمريكية الصنع مضادة للغواصات والسفن الحربية. وذكرت صحيفة "الخبر" من مصادر وصفتها بالقريبة من المفاوضات التي جرت مع الإيطاليين، أن بعثة وزارة الدفاع أجرت لقاءات مع كبار مسؤولي الأجهزة العسكرية الإيطالية، أبرزهم أمين عام وزارة الدفاع الجنرال ألدو تشيراللي وقائد القوات البحرية الأميرال أندريا كامبريلغيري. وعاين الوفد ورشات تصنيع فرقاطات فرام بمنطقة بيزا شمالي غرب إيطاليا، وتحادث مع مسؤولي مجموعة فيكانتيري العمومية التي تصنع الفرقاطات في مقرها بمنطقة ترياستي شمال إيطاليا وتحديدا بالقرب من الحدود مع سلوفينيا. وتم في سياق الزيارة الكشف عن اتفاق بتجهيز القوات الجوية وقوات الأمن ب100 مروحية، من طراز أ 109 و أل يو أش وأي دبليو 139 ، تكفلت مجموعة أوغستا ويستلاند الإيطالية، لكن لم يكشف عن قيمة الإتفاق. وستضاف المروحيات إلى أسراب إيكوراي وأوروكوبتر التي اشترتها الجزائر من فرنسا حديثا، حسب الصحيفة دائما. كما أضافت أن الوفد حضر عروضا في استخدام الأنظمة الحربية لفرقاطات فرام قيد. وتمت زيارة قاعدة بحرية في بيزا والإتفاق على برنامج تمارين مشتركة بين بحريتي البلدين. وتنقّل الوفد أيضا إلى ورشة لصناعة فرقاطات من طراز آخر، لكن فرام توصف بأنها من أحسن البوارج الحربية في الوقت الحالي، بفضل الدقة التكنولوجية والفعالية التي تتمتع بها أنظمة الصواريخ الأمريكية المجهزة بها. وقد أظهر البنتاغون تحفظا على بيعها إلى الجزائر، على أساس أن أي بلد ثالث يحصل على عتاد أمريكي ينبغي أن يأخذ موافقته مسبقا. وتفيد نفس المصادر أن وزارة الدفاع طلبت ست فرقاطات فرام، وتبلغ قيمة الصفقة حوالي 4 ملايير أورو ويفترض أن يتم تسليمها في غضون عامين. ومن أكثر ما يلفت الانتباه في الصفقة، أنها كانت ستعقد في الأصل مع فرنسا بناء على اتفاق تم بين الطرفين خلال زيارة الرئيس ساركوزي الجزائر في نوفمبر 2007، حيث توقفت المفاوضات فجأة في جوان 2008 بعدما انطلقت مطلع نفس العام وتناولت شراء فرقاطات فرنسية مضادة للغواصات والسفن. فقد قرر الطرف الجزائري إلغاء الطلبية من أساسها عندما بلغه أن فرنسا اتفقت مع المغرب لبيعها نفس الفرقاطات. وأوضحت "الخبر" بناء على مصادرها أن مشاريع أخرى تتعلق ببيع عتاد عسكري فرنسي لا زالت جارية رغم الخلاف الذي نشب حول الفرقاطات. وأبدى متعاملون في الصناعة الحربية الفرنسية استغرابا لتوجه الجزائر نحو بلد لا تتعامل معه في الميدان، إلا في حدود ضيقة لا ترقى إلى إبرام صفقة ضخمة تترجم، في الواقع، حرص وزارة الدفاع على تأهيل القوات البحرية ودعمها بأحدث العتاد. فترى هل سباق التسلح هو لشحذ الهمة نحو حرب مرتقبة بين البلدين أم لأشياء أخرى؟!!