بعد فضيحة "ويكيليكس" التي هزت العالم برمته، كشف موقع الوثائق المسربة "بانما بيبرز" عن عدد هائل من الفضائح التي طالت مجموعة هامة من الشخصيات العالمية النافذة في مجالات السياسة والاقتصاد والرياضة وحتى الثقافة. وكشفت صحيفة "لوموند" استنادا إلى "وثائق بنما" تورط شخصيات مقرية من مارين لوبان زعيمة حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف، في تهريب الأموال من فرنسا إلى الخارج بواسطة نظام "أوفشور متطور" رغبة في الإفلات من الأجهزة الفرنسية لمكافحة تبييض الأموال. وأكدت الصحيفة الفرنسية أن "نظام أوفشور متطور بين هونغ كونغ وسنغافورة والجزر العذراء البريطانية وبنما " استخدم من قبل "الدائرة الأولى من الموالين" لمارين لوبان لإخراج المال من فرنسا بواسطة شركات وهمية وفواتير مزورة رغبة في الإفلات من الأجهزة الفرنسية لمكافحة تبييض الاموال". وأشارت الصحيفة، التي اعتمدت على الوثائق المسربة من مكتب المحاماة موساك فونسيكا، خصوصا إلى دور الخبير في المحاسبة نيكولا كروشيه ورجل الأعمال فريديريك شاتيون رئيس شركة "ريوال". وكان الحزب استبق احتمال كشف معلومات تتعلق به في قضية "وئائق بنما"، وأعلن أول أمس أنه "وضع بتصرف الصحفيين الوثائق التي تثبت الشرعية الكاملة لهذه العمليات". وقالت الصحيفة إنه في 2012 وبعد الانتخابات الرئاسية تماما تمكن فريديريك شاتيون من أن يخرج بمساعدة نيكولا كروشيه، 316 ألف أورو من "ريوال" والأراضي الفرنسية". ومن بين الشخصيات الفرنسية التي ورد اسمها في تهريب الأموال من فرنسا إلى الخارج خمس شخصيات سياسية وازنة إلى جانب رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الموقوف، الفرنسي ميشال بلاتيني الذي استعان بخدمات مكتب محاماة "موساك فونسيكا" لمساعدته في إدارة شركة عابرة للقارات أسسها في بنما في 2007، العام الذي تولى فيه رئاسة الاتحاد. وتعليقاً على هذه المعلومات، قال بلاتيني في بيان نشرته وسائل الإعلام إن المرجع في هذه القضية هو "إدارة الضرائب في سويسرا، بلد إقامته الضريبية منذ 2007". أما الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الذي لم يستفق بعد من الفضائح المتتالية التي هزته، فكان نصيبه من الوثائق أسماء أربعة من الأعضاء ال16 في الهيئة التنفيذية للفيفا استخدموا بحسب الوثائق المسربة شركات عابرة للحدود أسسها مكتب "موساك فونسيكا". ولا تنحصر أسماء الرياضيين الواردة في الوثائق على عالم الكرة فقط، بل تتعداه إلى رياضات أخرى مثل الهوكي والغولف، بحسب الاتحاد الدولي للصحفيين. ومن جهة أخرى نشرت وسائل إعلام غربية تفاصيل جديدة تم تسريبها من قاعدة بيانات مكتب "موساك فونسيكا" البنمي، الذي يعد رابع أكبر مكتب محاماة وخدمات قانونية في العالم الذي يتخذ من بنما مقرا لها وتعد إحدى أكثر الشركات التى تحيط أعمالها بالسرية. وكشفت الوثائق التى وصل عددها ل11 مليون وثيقة، تورط 72 من رؤساء الدول الحاليين والسابقين، فى عمليات مالية مشبوهة. كما تطرقت الوثائق السرية إلى العلاقات التجارية والأصول غير المعلنة وغير الشرعية لكل من الرئيس الأرجنتينى ماوريسيو ماكرى، ورئيس وزراء العراق السابق إياد علاوى، ورئيس وزراء أيسلندا، ورئيس أوكرانيا، ورئيس وزراء باكستان، ونجل الأمين العام للأمم المتحدة السابق كوفى عنان، ووالد رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون. كما كشفت تورط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تهريب 2 مليار دولار إلى الخارج، بمساعدة صديقه عازف التشيلو سيرجي رولديوجين، وبنك روسيا، بعض من تلك الأموال تم إخفاؤها في جزيرة بالقرب من شمال مدينة سان بطرسبرج، والتي أقيم فيها حفل زفاف ابنته كاترينا بوتين في عام 2013. كما تشير الوثائق إلى تورط 8 على الأقل من القيادات الحاكمة فى الصين فى إدارة أموالهم بطرق سرية، بالإضافة إلى تورط 23 شخصية عالمية بسبب علاقاتهم التجارية المشبوهة من كوريا الشمالية، وزيمبابوى، وروسيا، وإيران، وسوريا، جميعهم كانوا حرفاء بمكتب المحاماة البنمي.