أصبح موضوع الشغب داخل الملاعب يشغل بال الرأي العام الوطني و المحلي خاصة بعد الأحداث الأخيرة التي عرفها المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء.. و في إطار التنسيق و الشراكة المبرمين بين الادارة العامة للأمن الوطني و وزارة التربية الوطنية و التكوين المهني للقيام بحملات تحسيسية بين صفوف التلاميذ بالأسلاك الثلاثة بمخاطر الجريمة و المخدرات و حوادث السير، احتضنت ثانوية السلام التأهيلية التابعة للمديرية الإقليمية بوجدة/أنكاد لقاء تحسيسيا أطره عناصر من الخلية الأمنية الإقليمية المكلفة بالحملات التحسيسية و السلامة الطرقية التابعة لولاية أمن وجدة، حضر اللقاء الأستاذ محمد زروقي المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية و التكوين المهني و ادريس بوغرارة رئيس مصلحة الشؤون التربوية، و مدير و الأطر الإدارية و التربوية للثاوية و عدد من تلاميذ و تلميذات المؤسسة.. و أطر اللقاء كل من حسن النجاري عميد الشرطة رئيس الخلية ، حسن فوال ضابط الأمن بفرقة المرور ، الدكتور محمد ورداني مفتش الشرطة الممتاز، الضابط عدنان و منى غزالي حارس الأمن.. و أعرب محمد زروقي المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية و التكوين المهني بوجدة من خلال كلمته الافتتاحية عن ابتهاجه لما تقوم به الخلية الأمنية من حملات تحسيسية داخل المؤسسات التعليمية بالمديرية، مشيرا أن المديرية الإقليمية و في إطار مخطط استراتيجي محكم، عمدت على وضع خريطة الطريق لتسطير هذا البرنامج التحسيس بشراكة و تعاون مع ولاية أمن وجدة، و ذلك بهدف أمن و سلامة التلاميذ بالوسط المدرسي كالتحسيس بالسلامة الطرقية و الحد من ظاهرة العنف المدرسي و آثار المخدرات، و أكد المدير الإقليمي أن الأمن و الاستقرار هما من بين المقومات التي ينبني عليها رأسمال الشعوب، مشيرا أن شبابنا و أطفالنا هم رأسمالنا البشري، و قال أن الأمن و الاستقرار يعتبران من المقومات التي تنبني عليها منظومة التربية و التكوين.. و اعتبر المتحدث هذا اللقاء ضرفيا، لكونه جاء على خلفية الأحداث الأخيرة التي عاشتها إحدى الملاعب المغربية و التي ترتب عنها فقدان بعض المشجعين مما دعانا –يضيف المدير- إلى التدخل باستعجالية من أجل التنسيق مع ولاية أمن وجدة لعقد هذه اللقاءات التحسيسية بالمؤسسات التعليمية و الخروج بتوصيات هادفة.. ومن جانب الخلية الأمنية، جدد السيد حسن نجاري عميد الشرطة رئيس الخلية الإقليمية ترحيبه بالشراكة المبنية على التعاون ما بين الادارة العامة للأمن الوطني و وزارة التربية الوطنية و ذلك بعقد لقاءات تحسيسية بالمؤسسات التعليمية للتحسيس بكل المخاطر التي تعترض مستقبل أبنائنا و بناتنا، سعيا منهما كي تسود الطمأنينة و الأمن داخل الوسط المدرسي.. وأشار العميد أن موضوع الساعة يتعلق بالعنف والشغب داخل الملاعب الرياضية مسلطا الأضواء على ما يقوله القانون في حق هؤلاء.. مستعرضا بعض دواعي العنف و أسبابه والمخالفات المترتبة عن ذلك.. أما د. محمد ورداني مفتش الشرطة الممتاز فقدم للتلاميذ شريطا حيا لأهم الأحداث التي عاشها مؤخرا المركب الرياضي محمد الخامس بالبيضاء.. واستعرض أهم القوانين الزجرية و العقوبات المتربة عن ذلك في حق الفاعلين.. وذكر الورداني بالأسباب الداعية للشغب داخل الملاعب والتي تتولد عن التعصب الرياضي و غياب الروح الرياضية.. من جهته شدد الضابط حسن فوال على ضرورة أخذ العبرة و التحلي بالانضباط داخل الملاعب و موافقة أولياء الأمر، و أشار الى عدد من الحوادث التي ولدها الشغب داخل الملاعب و الذي لم يسلم منه حتى المركب الرياضي لوجدة.. و نبه إلى ضرورة التحلي بالروح الرياضية داخل الملاعب و التي إن غابت و الحالة هاته فتؤدي الى ما لا تحمد عقباه، و قدم في هذا الصدد عدة أمثلة عالمية كالحادث الذي تسبب فيه الشغب خلال مباراة سابقة دارت بين البيرو و الأرجنتين و سقط خلالها حوالي 300 ضحية.. للإشارة و حسب مصادر مطلعة، كانت المديرية العامة للأمن قد كشفت عن حصيلة ثقيلة لضحايا العنف في الملاعب خلال خمس سنوات من سنة 2008 إلى غاية سنة 2012، إذ بلغ عدد القتلى 7 أشخاص من المناصرين لقوا حتفهم في مقابلات رياضية، كما بلغ عدد الجرحى خلال الخمس سنوات 2717 جريح، وتعرضت 567 مركبة لأضرار، في حين بلغ عدد الأنصار الذين تم توقيفهم بسبب تورطهم في أعمال شغب، إذ تم عرض 210 شخص أمام العدالة إثر تورط 943 في أعمال شغب واعتداءات في الملاعب الرياضية، أما عن ضحايا عنف الملاعب في صفوف الأمن الوطني، فقد بلغ عدد الجرحى 1589 شرطي أصيبوا بجروح خلال اشتباكات مع المناصرين.. الضابط عدنان استعرض من جهته ما ينص عليه القانون 0909 بشأن محاربة و الحد من الشغب داخل الملاعب كالعقوبات الحبسية التي لها تأثير وخيم على مستقبل التلميذ و مساره الدراسي، و أدلى ببعض التوجيهات و النصائح كمنع الأطفال من ولوج الملاعب دون أولياء أمورهم، منع التنقل الجماعي (في حالة الإخلال بالأمن العام)، الحث على تجهيز الملاعب بالتجهيزات اللوجيستيكية.. وخلص اللقاء بتوصيات هامة من أبرزها ضرورة إعداد ميثاق للفرجة يتم تعميمه على جميع المؤسسات التعليمية..