في حديث مع الشاعر المغربي عبد الكريم الطبال قال: «إن تتويجي بجائزة المغرب للكتاب في فئة الشعر عن ديوان «نمنمات» هو تحفيز لي على مزيد من العطاء الفكري وإيصال صوت المغرب الأدبي إلى كل الآفاق». وأضاف الطبال، أن هذا التتويج «هو أيضا تتويج لكل الشاعرات والشعراء المغاربة لعطائهم الوفير والناضج، على اعتبار أن المغرب يزخر بالعطاءات الشعرية النوعية، التي تعكس الصورة الحقيقية للإبداع المغربي الذي تتجاوز سمعته كل الحدود، حتى أضحى مرجعا في الكتابة الشعرية على المستوى العربي، سواء تعلق الأمر بالنظم المقفى أو الشعر الحر». وأبرز الشاعر عبد الكريم الطبال، أحد أعلام الأدب المغربي الحديث وأبناء مدينة شفشاون المشهود لهم بالعطاء الأدبي الغزير، أن الغرض من مثل هذه التتويجات هو الدفع بحركة الإبداع الأدبي والمعرفي إلى الأمام بمزيد من العطاء والانتظام في الإصدار والمنافسة الأدبية، التي لا يمكن إلا أن تغني الخزانة المغربية والعربية كإرث حضاري وفكري تتقاسمه وتتوارثه الأجيال الأدبية.وأكد أن «لا خوف على مستقبل الإبداع الشعري المغربي بوجود أسماء شبابية تؤثث الفضاء الأدبي المغربي بكل تلويناته وروافده وأجناسه عن جدارة واستحقاق واقتدار، والدليل على ذلك تواجد الكم الكبير للشعراء الشباب ومشاركتهم الدؤوبة والنوعية في كل المحافل الأدبية على الصعيدين الوطني والعربي وإحرازهم على عدة جوائز تقديرية». واعتبر الشاعر عبد الكريم الطبال أنه وعلى الرغم من تكريمه في عدة مناسبات وحصوله سابقا على العديد من التتويجات، فإن التتويج الجديد له طعم خاص من منطلق أنه يمنح الشاعر «شحنة إضافية للاستمرار في العطاء، ليس في أمل الحصول على التفاتة تكريمية أخرى، ولكن حتى يبقى التواصل قائما مع المتلقي والمتتبع للشأن الأدبي، وكذا لتشجيع الأجيال الصاعدة على القراءة والتحصيل المعرفي والكتابة».وأكد أن «الأهم بعد هذا وذاك هو إيصال كلمة المغرب إلى كل الآفاق الأدبية والمساهمة في الطفرة الثقافية المغربية المتجددة، التي يثبت التاريخ وقعها على الساحة الفكرية العربية وحضورها الوازن في الفضاء الفكري الإنساني في شموليته».وكان الشاعر عبد الكريم الطبال قد توج، يوم الثلاثاء الماضي بالرباط، بجائزة المغرب للكتاب في فئة الشعر برسم 2016 إلى جانب أسماء أخرى في مجالات أدبية وبحثية وعلمية مختلفة، وهي فئة السرديات والمحكيات وفئة العلوم الإنسانية وفئة العلوم الاجتماعية وفئة الدراسات الأدبية واللغوية والفنية وفئة الترجمة. وسبق للشاعر عبد الكريم الطبال، الذي ولد سنة 1931، أن أصدر العديد من الدواوين الشعرية منها «الطريق إلى الإنسان» (1971) و»الأشياء المنكسرة» (1974) و»عابر سبيل» (1993) و»آخر المساء» (1994) و»شجر البياض» (1995) و»القبض على الماء» (1996). كما صدرت له «لوحات مائية» (1997) و»كتاب العناية» (1997) و»بعد الجلبة» (1998) و»على عتبة البحر» (2000). وحصل الشاعر عبد الكريم الطبال على جائزة المغرب عن ديوانه «عابر سبيل» سنة 1994، وفاز بجائزة تشيكايا أوتامسي عن مجموع أعماله في مهرجان أصيلة سنة 2004. وقد درس الشاعر الطبال بالقرويين ثم التحق بالمعهد العالي لتطوان ونال الإجازة في الدراسات الإسلامية واشتغل بالتعليم الثانوي قبل أن يتقاعد سنة 1991.