أعطيت صباح الثلاثاء انطلاقة أشغال المرحلة الأخيرة لإنجاز القناة البحرية المبرمجة في إطار أشغال تطهير الساحل الأطلسي للرباط وتمارة وضفتي نهر أبي رقراق. وتعتبر هذه العملية الأولى من نوعها على مستوى المغرب، حيث سيتم حفر حوالي 800 متر تحت الأرض بهدف إنجاز نفق سيتم إيصاله بآلة ربط خاصة بقناة مصنوعة من «البوليتين» ستوضع في عمق البحر وستسمح بتصريف المياه العادمة لمسافة كيلمترين في عرض البحر. وقبل إعطاء انطلاقة هذه المرحلة نظمت شركة «فيوليا البيئة» فرع المغرب لقاء افتتاحيا حضرته فعاليات مدنية إلى جانب كل من عمر البحراوي عمدة مدينة الرباط وأوليفي ديتش الرئيس المدير العام لمجموعة فيوليا البيئة - المغرب - وجون ميشيل تيبري المدير التنفيذي لريضال، بالإضافة إلى مسؤولين عن الشركات المناولة المشرفة على إنجاز القناة البحرية. وخلال هذا اللقاء استعرض المسؤولون عن المشروع أهم المراحل التي مر منها المشروع، حيث أكدوا على أن أشغال الحفر ستستمر بعد انطلاقته دون توقف على مدار 24 ساعة إذ سيسهر على هذه العملية فريق مكون من 20 فردا، وستتوقف الأشغال خلال عطلة نهاية الأسبوع من أجل أشغال الصيانة الخاصة بآلة الحفر، كما أن العملية ستستغرق 4 أشهر من العمل حيث سيتم خلالها إخراج الردم بشكل آلي ومباشر أثناء مرحلة الحفر وتلبيس الجدران بالإسمنت المسلح السميك بالموازاة مع تقدم آلة الحفر، وستضمن هذه التقنية المبتكرة تثبيت الأرضية التي تتم فوقها الأشغال وصلابة النظام العازل للمنشأة. وذكر المشرفون عن هذا المشروع على أن هذا الأخير سيكلف مبلغا ماليا قدره 400 مليون درهم من أصل استثمار إجمالي يصل الى 83،1 مليار درهم ممولة بشكل كلي من لدن ريضال، فرع فيوليا البيئة المغرب. وسيستعمل في حفر هذا النفق آلة تم تصنيعها في ألمانيا خصيصا لهذا المشروع وأطلق عليها اسم «مريم» . وتتشكل هذه الآلة من ثلاثة أجزاء سيتم تجميعها في قعر بئر التحميل بعد انطلاق الأشغال ويبلغ طولها 20،11 متر وتزن 67 طنا كما يبلغ عرضها 70،2 متر وستعمل هذه الآلة على إنجاز أشغال الحفر وإخراج الردم ووضع الدعائم باستعمال قنوات من الإسمنت المسلح. ويذكر أن شركة فيوليا البيئة قد قامت بالتعاقد مع مجموعة من الجماعات الحضرية بالمغرب منذ سنة 2002، حيث قامت بتسلم رخص التدبير المفوض منها لتدبير مجالات توزيع الماء والكهرباء والتطهير وجمع النفايات الصلبة، ويحتمل أن تنال صفقة خاصة بالنقل الحضري بالرباط. ويُعتبر مشروع تطهير الساحل الأطلسي وضفتي أبي رقراق من بين المشاريع التي يعهد إليها إنجازها حيث يتطلب هذا الأخير استثماراً إجماليا يقدر ب 83،1 مليار درهم وسيتضمن إعادة هيكلة شبكات تصريف المياه الحالية وإنجاز محطة تصفية المياه العادمة وإنشاء قناة بحرية بطول 2،2 كلم والتي ستمكن من إلقاء حوالي 000،200 متر مكعب يوميا من ماء الصرف بعد معالجته في محطة التصفية.