بعد أن وقع المصمم الإفريقي الشهير «ألفادي» في حب المغرب منذ حوالي 30 سنة، ها هو اليوم يطمح إلى جعل مدينة الداخلة عاصمة إفريقية للموضة والإبداع. ولا يجد هذا الفنان صعوبة في إبداع الأفكار، وهو الذي استطاع إيصال صوت إفريقيا عبر العالم، خاصة في العواصم الكبرى للموضة الدولية، كباريس ونيويورك حيث يتوفر على أروقة للعرض. حين حضر ضيفا خلال أشغال الدورة ال 27 لمنتدى كرانس مونتانا الذي انعقد بالداخلة (17- 22 مارس الجاري)، أبرز ألفادي، رئيس فيدرالية المبدعين الأفارقة والرئيس المؤسس للمهرجان الدولي للموضة الإفريقية، أنه يناضل من أجل التنوع الثقافي والتعريف بضرورة تطوير الإبداع والصناعة، ومكافحة الفقر في إفريقيا، معتبرا أن المغرب يمكن أن يضطلع بدور هام على هذا المستوى. ويضيف ألفادي، وهو أيضا سفير النوايا الحسنة للنيجر وسفير اليونسكو للسلام في مجال الثقافة والفن، قائلا :»إن صورة العمل الذي أقوم به منذ 30 سنة يمثل إفريقيا مزدهرة، ويعد المغرب اليوم أحد الفاعلين الكبار ضمنها». ويعتبر هذا المصمم، الملقب ب»أمير الصحراء»، أن المهرجان الدولي للموضة الإفريقية يعد وسيلة للتقريب بين الشعوب وإظهار أن إفريقيا تتوفر على خبرة يجب أن تكون ملكا للأفارقة، مسجلا أن المغرب، ومن خلال تنظيمه لهذا المنتدى الكبير في الداخلة، «يتيح فرصة للأفارقة، لأن السلام سيحل بشكل فعلي إذ أنصتنا لبعضنا البعض، وساهمنا في خلق الثروة، وعملنا يدا في يد». واعتبر المصمم الملقب أيضا ب»ساحر الصحراء» والذي يعمل مع أكبر دور الأزياء ك»إيف سان لوران» و»باكو رابان» و»كريستيان لاكروا»، أن المغرب يعد نموذجا فصيحا في هذا الصدد، معربا عن نيته نقل المهرجان الدولي للموضة الإفريقية، الذي ينظم مرة كل سنتين في النيجر، إلى مدينة الداخلة. وقد خلبت جوهرة الجنوب لب المصمم بألوانها ونورها إذ يقول هذا الفنان المزداد بتومبوكتو من أب نيجري وأم من أصول مغربية: "نريد حتما نقله إلى الداخلة، إنها الصحراء، والبحر والحرية والسياحة، نريد أن نأتي بكافة البلدان الإفريقية إلى هنا بالداخلة، لتطوير الفن والإبداع وأيضا الجانب السياحي لهذه المدينة، وهو ما أرغب في فعله أيضا». وشكل منتدى كرانس مونتانا فرصة سانحة من أجل تجديد اللقاء بمدينة الداخلة، حيث يعتزم تحقيق اللقاء بين مغاربة وإيفواريين وسنغاليين «حتى نستطيع جميعا تنظيم تظاهرات كبرى وتطوير الداخلة». وأضاف هذا المصمم الموهوب الذي تعكس إبداعاته الفنية عراقة قارة زاخرة بالألوان، أن الداخلة تعرف ازدهارا لا تشهده البلدان الإفريقية الأخرى، مسجلا أن مدينة الداخلة «ستكون حلقة الوصل بين شمال إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء». وأكد ألفادي أن إفريقيا في حاجة إلى نموذج مدينة الداخلة، مشيرا إلى أن هذا المشروع ومشاريع أخرى تندرج في إطار جهود هذا المصمم للنهوض بصورة القارة الإفريقية والمساهمة في تنميتها. ويعتبر هذا الفنان ذائع الصيت أن النضال الحقيقي يتمثل في إظهار أن الثقافة والإبداع يمكن أن يساهما في تقدم إفريقيا، مسجلا أن المهرجان الدولي للموضة الإفريقية بصدد افتتاح أول جامعة للموضة والفنون بمشاركة «كاسامودا»، وهي جامعة للموضة بالدارالبيضاء تعمل مع كبريات المدارس الفرنسية لتحسين الخبرة والمهارة على مستوى الإبداع وكذا على مستوى التسيير. فالحديث عن الإبداع، يضيف ألفادي، يقتضي القدرة على التسيير، والابتكار لنظهر أن إفريقيا اليوم قارة حيث يمكن للموضة أن تساعد كما كان الشأن في الولاياتالمتحدة وفرنسا واليابان وأيضا الصين، معتبرا أن الأمر صحيح كذلك بالنسبة لإفريقيا. وأضاف أن أسبوع الموضة الذي يشارك فيه في نيويورك وباريس وغيرها سينظم بالدارالبيضاء، لكن في جانبه الإفريقي. «أنا بصدد توجيه الدعوة لكافة المصممين الأفارقة، وهم كثر، لنقل التصنيع إلى الدارالبيضاء أو مدن أخرى مغربية». ويختم ألفادي حديثه بالقول إن «المملكة هي حاملة المشعل بالنسبة لنا، تفتح لنا الطريق حتى نتمكن جميعا، من تحقيق كرامة إفريقيا».