حسب الموقع الرسمي لمهرجان الصحراء الذي أصبح ينظم منذ سنوات في مالي ، فإن من عادات الطوارق، كسكان أصليين ورحل في جنوب الصحراء، يعمدون إلى عقد لقاءات سنوية تسمى ب» تاكبلت» في منطقة « كيدال» او تيماكنيت» نواحي « تومبوكتو»، وهي لقاءات تمكنهم من التجمع بعد قضاء ما يعرف ب» فصل الترحال»، قصد الترفيه والتسلية، وحل بعض النزاعات التي تحدث بين أشخاص او جماعات، إضافة إلى التداول في أسئلة وقضايا الراهن المعاش. ويتمحور « مهرجان الصحراء» تحديدا حول تلك اللقاءات، اذ تم تنظيم الدورة الأولى وفق النظام الحالي للمهرجان في يناير 2001، كثمرة لقاء بين طوارق مالي وبعض الموسيقيين الأوروبيين. ويتلخص شعار « مهرجان الصحراء» في الربط بين الأصيل والمعاصر، مع انفتاح على العالم الخارجي، وكل ذلك في إطار المحافظة على ثقافات وعادات الصحراء، قصد الإنصات إليها والتعريف بها على اوسع نطاق، مع ما يتيحه المهرجان من اكتشاف قيم الضيافة والتسامح بين الساكنة. وقد نظمت الدورة الاولى في منطقة « تينيسكاو» سنة 2001، في حين احتضنت « تيسليت» الدورة الثانية سنة 2002، وانطلاقا من الدورة الثالثة من المهرجان، التي نظمت في « إيساكان» سنة 2003 ( نواحي تومبوكتو)، سيفضل المنظمون الاحتفاظ بهذه المنطقة كمكان قار ورسمي لاحتضان فعاليات الدورات اللاحقة ، لما يحتاجه امر التنظيم من امكانيات لوجستيكية ، تمكن من استيعاب الجمهور الذي هو في تزايد وإقبال مطردين، دورة بعد أخرى. ويخلد المهرجان في نفس السياق، ما يسمى ب» شعلة السلام»، وهو الاسم الذي أطلق على طقس تم من خلاله إحراق حوالي 3000 بندقية سنة 1996 في « تومبوكتو»، كنقطة نهاية لحركة التمرد التي عاشها شمال مالي منذ سنوات. المهرجان في دورة يناير 2009 ، سيتضمن مجموعة من العروض الموسيقية والأنشطة الموازية لها، بحيث تهيمن على فقرات البرنامج التجارب الموسيقية المحلية، باستثناء ضيفي شرف ، أولهما « اتران فيناطاوا» من النيجر، ثم « امارك فوزيون» من المغرب، والتي تعتبر ثاني تجربة امازيغية مغربية تشارك في المهرجان، بعد مشاركة مجموعة « اودادن» السابقة.. ومن الأسماء التي ستنشط فقرات « مهرجان الصحراء» بمالي خلال الأيام القليلة القادمة، يمكن ذكر: صامبا توري، تامننا، إكباين، إمراهان، كابالالا، وغيرها من التجارب المحلية لطوارق مالي