اتهمت الصحف الجزائرية دول الجوار مالي وليبيا بالتحالف مع القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ضد مصالح الجزائر، ونشرت جريدة النهار الجديد مقالا تحت عنوان حلف الشيطان يتحرك جنوبا ضد أمن الجزائر، تشير فيه إلى عمليات التنسيق بين دولة مالي والقاعدة، والتي كان من نتائجها إطلاق سراح المختطفين الأوربيين في شمال مالي. "" واعتبرت الجريدة القريبة من حركة حمس، أن الصفقة التي اشرف عليها الرئيس المالي امادو توماني توري، شخصيا، تمت في سرية دون علم السلطات الجزائرية مع مجموعة ابوزيد الإسلامية و أطلق خلالها احد قدماء الأفغان الجزائريين أسامة مرداسي الذي كانت تعتقله السلطات المالية، مقابل إطلاق سراح الكنديين روبرت فولر ولويس غاي والسويسرية فابرييلا بيركوقرينر و الألمانية ماريان بيترول المحتجزون منذ ثلاثة اشهر. وقالت الجريدة بأن ليبيا تكلفت بالجانب المادي لهذه الصفقة وذلك عبر مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية، التي يرأسها نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، سيف الإسلام، وبلغ ما دفعته الجمعية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، حسب نفس المصدر 5ملايين اورو. واعتبرت الجريدة بأن المفاوضات التي أطلقتها مالي وليبيا مع القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، تتم على حساب الأمن الجزائري، وان هذه الدول لا تتردد في إلحاق الضرر بالجزائريين. ودعت الجريدة إلى الانسحاب من اللجنة المشتركة الخاصة بتطبيق اتفاق السلام بين الطوارق وحكومة مالي الموقع سنة 2006 بالجزائر. للإشارة فان الوساطة في صراع شمال مالي، ظل مصدر توتر في العلاقات الدبلوماسية الجزائرية الليبية منذ الهجوم على مدينة كيدال بشمال مالي سنة 2005، والذي اعتبره الجانب الليبي مدعوما من قبل السلطة الجزائرية، لإرغام ليبيا على سحب قنصلها في كيدال، موسى كوني من المنطقة. وكانت صحف جزائرية قد اتهمت القعيد معمر القذافي، بإطلاق تصريحات غير مسئولة تشجع التمرد في المنطقة، اثر خطاب له بمدينة تينبكتو يدعم فيه إنشاء دولة موحدة للطوارق في الصحراء، مما حدا بالسفارة الليبية بالجزائر، إلى رفع دعوى قضائية، حكم فيها بالغرامة لصالح العقيد. لم تقف الأمور عند هذا الحد، فقد كتبت صحف جزائرية بأن ليبيا دفعت رشوة لزعيم المتمردين الطوارق، إبراهيم باهنكا، للانسحاب من المفاوضات الجارية آنذاك بالجزائر بين مالي والطوارق للتوصل إلى سبل لإنهاء التمر د وتطبيق اتفاقية الجزائر. انسحاب الطوارق من اتفاق السلام الموقع بالجزائر، والتوجه إلى ليبيا ،لتسليم ملف قضيتهم إلى العقيد، ومنح الأخير فرصة الظهور كوسيط قادر على حل صراع شمال مالي والنيجر، وإطلاق سراح المختطفين الأوربيين في الصحراء، كانت ولازالت تنظر الى الجزائر على انه محاولة لسحب بساط السيطرة على منطقة ظلت لخمسين سنة ،حيوية لأمن واقتصاد ومكانة الجزائر . التسابق بين سفارة البلدين في ،كلف البلدين الكثير من الجهد والوقت والمال، وحال دون استقرار المنطقة.