صعد الرئيس المالى امادو تومانى توريه لهجته ضد الثوار الطوارق ما يشير الى تغيير على الصعيد الرسمي فى الاستراتيجية بعد الهجوم الذى شنه الطوارق المسلحون ضد حامية عسكرية فى نامبالا 500 كلم الى شمال شرق باماكو. وقال خلال جولة له فى منطقة كاييس هذا كثير ولا يمكننا ان نستمر فى التحمل، لا يمكننا ان نستمر فى عد موتانا ... لا يمكننا ان نستمر فى البحث عن السلام. ويرى المراقبون انه حتى وان اكد الرئيس المالى انه يبحث عن السلام فان خطابه يعتبر تحولا فى الازمة. إلا انه يشار ان حكومة مالي تمارس مغالطات كبيرة، ففي حين تعلن ان الطوارق هم من شرعوا في الهجوم، يذكر ان جيش مالي يقوم منذ أكثر من عشرة أيام بعمليات عسكرية كبرى في شمال شرق البلاد بمساندة مادية ولوجستيكية من طرف القوات الجزائرية وذلك تحت غطاء ضرب انصار القاعدة وعصابات التهريب في المنطقة. وقد اعلن رسميا في الجزائر خلال الثلث الثاني من شهر ديسمبر الحالي ان الطيران الجزائري يقوم بإسقاط الذخائر للقوات المالية. وفى عودة الى الهجوم على نامبالا الذى نسبته مصادر رسمية الى مجموعة ابراهيم اج باهانغ، تساءل الرئيس يطلقون النار على شيء يتحرك. يطلقون النار على العسكريين ويطلقون النار على المدنيين وماذا يعنى هذا الامر؟. وحسب وزارة الدفاع المالية فان هجوم نامبالا اوقع تسعة قتلى فى صفوف القوات المسلحة و11 قتيلا فى صفوف المهاجمين. وكان مصدر مقرب من الثوار الطوارق قد اكد فى مالى ان المسلحين قتلوا 20 عسكريا ماليا على الاقل السبت فى هجوم على حامية للجيش فى منطقة نامبالا. وقال ان هناك عشرين قتيلا فى صفوف الجيش. نحن نأسف لذلك، لكن كان الامر اما نحن او هم. سقط جرحى فى صفوفنا. وكان الرئيس المالى قد دعا فى 14 ديسمبر الجارى الثوار الطوارق الى السلام، خلال زيارة الى شمال البلاد، ولكنه لم يعلن عن تلبية أي من مطالبهم ولا احترام حكومته للاتفاقيات الموقعة معهم. وقال لقد تدربت من اجل الحرب، لكنى افضل السلام. فليستمع اخوانى الطوارق فى الجبال الي، فلينزلوا ويأتوا الى ليصنعوا السلام. وتجمع مئات من ثوار الطوارق خلال الاشهر الماضية فى منطقة كيدال، شمال شرق البلاد، فى جبال المنطقة المحاذية للجزائر. وهم يشترطون لعودتهم التطبيق الحازم لاتفاقات السلام المبرمة فى الجزائر العام ,2006 والتي تنكرت لها حكومتهم.