صعد الرئيس المالي ، امادو توماني توري ، لهجته ضد المتمردين الطوارق ، مما يشير الى تغيير في الاستراتيجية بعد الهجوم الذي شنه المتمردون المسلحون ضد حامية عسكرية ، في نامبالا (500 كلم الى شمال شرق باماكو). وقال خلال جولة له في منطقة كاييس، ""هذا كثير، ولا يمكننا ان نستمر في التحمل, لا يمكننا ان نستمر في عد موتانا (...) لا يمكننا ان نستمر في البحث عن السلام"". ويرى المراقبون انه حتى وان اكد الرئيس المالي انه يبحث عن السلام ، فان خطابه يعتبر تحولا في الازمة. وفي عودة الى الهجوم على نامبالا، الذي نسبته مصادر رسمية الى مجموعة المتمرد ، ابراهيم اج باهانغ, تساءل الرئيس ""يطلقون النار على شيء يتحرك. يطلقون النار على العسكريين ، ويطلقون النار على المدنيين، وماذا يعني هذا الامر؟"" . وحسب وزارة الدفاع المالية ، فان هجوم نامبالا اوقع ""تسعة قتلى"" في صفوف القوات المسلحة ، و""11 قتيلا"" في صفوف ""المهاجمين"". وكان مصدر مقرب من المتمردين الطوارق، اكد في مالي ، لوكالة فرانس برس ، ان المتمردين قتلوا20 عسكريا ماليا على الاقل ، يوم السبت الماضي، في هجوم على حامية للجيش في منطقة نامبالا. وقال ان ""هناك عشرين قتيلا في صفوف الجيش. نحن نأسف لذلك, لكن كان الامر إما نحن او هم. سقط جرحى في صفوفنا"". وكان الرئيس المالي دعا ، يوم14دجنبر الجاري، المتمردين الطوارق ، الى السلام, خلال زيارة الى شمال البلاد. وتجمع مئات من متمردي الطوارق ، خلال الاشهر الماضية ، في منطقة كيدال, شمال شرق البلاد, في جبال المنطقة المحاذية للجزائر. وهم يشترطون لعودتهم ""التطبيق الحازم"" لاتفاقات السلام المبرمة في الجزائر عام2006 . ومنذ توقيع هذا الاتفاق الذي يبقى اساسا للمفاوضات بين المتمردين والحكومة, تخلى المتمردون عن المطالبة بحكم ذاتي لمنطقة كيدال, فيما التزمت الحكومة بتعجيل التنمية في مناطق الشمال الثلاث. لكن شروط نزع سلاح المتمردين ، وتشكيل ""وحدات خاصة""، لا تزال موضع تفاوض.