طفت إلى الواجهة فضيحة جنسية جديدة، أبطالها رجال دين من الكنيسة الفرنسية، أدمنوا على الاستغلال الجنسي للأطفال منذ عقود في ضل صمت مطبق. صحيفة "لوموند" الفرنسية عادت في عدد الأحد الإثنين المنصرم، إلى هذا الموضوع، حيث كشفت أن تحقيقا فتحته السلطات الفرنسية، حول قضية اعتداءات جنسية على أطفال "بطلها" راهب من أبرشية مدينة ليون. الأبرشية تعيش على وقع هذه الفضيحة منذ شهور، خاصة وأن التحقيق يوجه الاتهام للكاردينال المعني باستغلال نفوذه للضغط على مساعديه لجلب الأطفال لممارسة شذوذه منذ الستينات، وللمساعدين بتهمة عدم التبليغ عن الاعتداءات الجنسية. ويخشى المحققون أن الراهب الذي تنقل في عدد من الأبرشيات قد يكون خلف فيها عشرات الضحايا من الأطفال. وقد ظهر ضحايا للراهب مارس عليهم الجنس حينما كانوا أطفالا سنوات 1986 و1991، باعتراف منه تحت الاستنطاق، والتي تطرح إشكالية قانونية هي التقادم حيث إن المعتدى عليهم اليوم هم رجال كبار وشبان غير قاصرين. وانكشفت الخيوط الأولى للاعتداءات التي يمارسها رجل الدين المعني على الأطفال في 2014 حيث تقدم عدد من ضحاياه بشكاوى متشابهة للقضاء، مما عزز الشبهات التي كانت تحوم حوله. ويتردد في الكثير من الأوساط الغربية بأن الكنيسة أصابتها اللعنة، فلا تكاد تخرج من ورطة حتى تسقط في مأزق، فالفضائح تطاردها في كل مكان فبعد سلسلة طويلة ومشينة من فضائح رجال الكنيسة الكاثوليكية في الولاياتالمتحدة شمالها وجنوبها والغرب الأوروبي، لم يعد الفاتيكان قادرًا على إطفاء نار غضب وثورة ضحايا تجرعوا الألم لسنوات طوال على أيدي رهبان وقساوسة منحرفين جنسيًا. وذلك على الرغم من المحاولات المستميتة لتكميم الأفواه ومنع المساس بأباطرة الفاتيكان والكنيسة الكاثوليكية، وقد حاول الفاتيكان مرات ومرات من خلال جحافل المؤسسات التابعة له ومعاونيه والجهات المنتفعة والجماعات ذات المصالح والأجندات السياسية ،رأب ذلك الصدع الخطير الذي عمقه ظهور العديد من الضحايا الذين نزعوا عن أنفسهم حاجز الصمت وذهبوا يروون قصص معاناتهم مع رجال الكنيسة، والمآسي والاعتداءات التي تعرضوا لها؛ والتي كانت في كثير من الأحيان تتراوح ما بين التحرشات والمضايقات التي بلغت في كثير من الأحيان حد الاغتصاب. في هذا الساق، كشفت تقارير عديدة أن الفضائح الجنسية لعدد من القساوسة كانت أحد الأسباب المباشرة، التي دفعت الأوربيين إلى الابتعاد عن الدين المسيحي، الذي لم يعد بالنسبة للمسيحيين يجيب عن الكثير من الأسئلة التي يطرحها الشباب، وهو ما دفعهم إلى الاتجاه نحو الحركات الحديثة، كحركة المحافظة على البيئة والحركات الاجتماعية التي تنمي طاقاتهم".