عادت قضية التحرش الجنسي في الكنائس لتطفو مجددا على سطح الأحداث، بعد قرار السلطات الإندونيسية تسليم قس استرالي إلى بلاده بعد إدانته بارتكاب جريمة هتك عرض عدد من الأطفال. وقال الناطق باسم الشرطة الإندونيسية سيسنو آدينيوتو، فى تصريحات صحفية اليوم الخميس، إن محكمة جنوب جاكرتا وافقت على تسليم القس الأسترالي السابق (66 عاما)، إلى أستراليا التى ارتكب على أراضيها جريمته المتعلقة بهتك عرض ستة اطفال استراليين تتراوح اعمارهم ما بين 11 و16 عاما . وأشار آدينيوتو، إلى أن الشرطة الإندونيسية اعتقلت القس السابق بجاكرتا فى فبراير الماضى بناء على طلب رسمى من السلطات الأسترالية منوها إلى أن السلطات الإندونيسية سوف تشرع فى إتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لتسليمه إلى أستراليا لمحاكمته على جريمته التى ارتكبها هناك خلال الفترة من عام 1977 حتى عام 1994. وأوضح أن السلطات الإندونيسية لم توجه أية اتهامات إلى القس المعتقل والذى دعا محكمة جنوب جاكرتا فى بداية الاسبوع الحالى إلى رفض الطلب الاسترالى بشأن تسليمه لدوافع إنسانية . وأضاف أن القس الاسترالى الذى يقيم بإندونيسيا منذ منتصف التسعينيات من القرن الماضى يعمل فى مجال مساعدة الطلبة الإندونيسيين على الحصول على منح دراسية من الخارج . وكانت قضية التحرش الجنسي بالأطفال في الكنائس الكاثوليكية الأميركية، قد خيمت على الزيارة التي قام بها بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر مؤخرا إلى الولاياتالمتحدة، والتي قال البابا عنها أنه يجب أن ينظر إليها كجزء من "إنحلال أخلاقي" متنام في الولاياتالمتحدة. وشهدت الكنيسة الكاثوليكية الأميركية في 2002 أكبر فضائحها منذ قرنين عندما أقر أحد كبار الأساقفة بحماية كاهن تحرش بأطفال, وكلَّفت هذه الفضائح الكنيسة مبالغ طائلة وصلت إلى مليار دولار، حيث اضطرت لعقد تسوية خارج المحكمة في عدد من القضايا، وذكر أن عددًا من الأبرشيات قد أفلست تمامًا بسبب الفضائح. فضائح القساوسة تهدد الكنيسة يرى مراقبون إن الفضائح الجنسية المخجلة التي ارتكبها القساوسة في أكثر من بلد غربي على رأسها الولاياتالمتحدة ، أصبحت خطراً حقيقياً يهدد الكنيسة الكاثوليكية، وأصبح بابا الفاتيكان في مأزق فما يحاول أن يعالجه من انحراف فطري استمر لعقود طويلة حين حرَّمت الكنيسة الزواج على رجالها ، فلم يجد القساوسة و الرهبان إلا ممارسة الشذوذ الجنسي، ولو مع الأطفال كوسيلة لاستعادة التوازن الفطري المفقود. وأضطر البابا إلى أن يجمع الكرادلة ويبحث معهم موقف الكنيسة من تغيير عهد العزوف عن الزواج، الذي يقطعه القساوسة الكاثوليك على أنفسهم، برغم المعارضة القوية من البابا نفسه للمساس بهذا العهد، إلا أنه مضطر لاحتواء جنوح الكرادلة نحو الشذوذ الجنسي. وقد كشفت دراسة أمريكية نشرت مؤخرا عن أن المئات من القسًاوسة الكاثوليك نقلوا من مواقعهم الكنسية منذ تفجر فضيحة الاعتداءات الجنسية على الأطفال، التي ضربت الكنيسة الكاثوليكية في الولاياتالمتحدة. وأجري مسح اتضح منه أن عدد القساوسة الذين أوقفوا عن ممارسة واجباتهم الدينية ربما يكون أكبر من ذلك ؛ لأن كثيراً من الأبرشيات ترفض الكشف عن الأعداد الحقيقية. وجاءت هذه النتائج في الوقت الذي كشف فيه استطلاع للرأي أجري في الولاياتالمتحدة عن تراجع ثقة الأمريكيين في الكنيسة، حيث أشار الاستطلاع إلى أن نصف الأمريكيين –فقط- لديهم انطباعًا إيجابيًا عنها.