يعرض منذ بضعة أسابيع ببلادنا فيلم أمريكي يحمل عنوان "عاشت العطلة" من إخراج الشابين " جون فرانسيس دالي " و " جوناتان غولدستاين " اللذين قاما أيضا بكتابة السيناريو، و هو عبارة عن إعادة لفيلم أمريكي آخر وزع سنة 1984 تحت عنوان "أسرة في عطلة" قام هو أيضا بإنجازه مع مخرجين إثنين " هارولد راميس " و" آمي هيكيرلينغ " ،و اقتسم فيه دور البطولة الممثل " شيفي شايز " في دور الزوج و الممثلة " بيفيرلي دانجيلو " في دور الزوجة. يشارك هذا الثنائي أيضا في الفيلم الجديد و يشخصان فيه دوري والد و والدة الممثل " إيد هيلمس " الذي يشخص فيه دور الزوج المعتوه "روستي" إلى جانب الممثلة " كريستينا آبليغايت " التي تقتسم معه دور البطولة في دور زوجته المتعقلة "ديبي". يحكي هذا الفيلم خلال 99 دقيقة مغامرة طريفة يقودها هذا الزوج "روستي" الذي يشتغل كربان في إحدى شركات الطيران و الذي أراد أن يسترجع ذكريات طفولته مع والديه ، و أن يقوم رفقة زوجته و إبنه المراهق "جيمس" (الممثل سكايلير جيسوندو) و إبنه الأصغر "كيفين" (الممثل ستييل ستيبينس) بزيارة حديقة الألعاب المشهورة "وولي وورد بارك" التي كان قد زارها رفقة والديه منذ ما لا يقل عن 33 سنة. سيعتقد "روستي" أن زوجته و إبنيه سيسعدون بهذا الاقتراح ، و لكنه سيفاجأ بعدم تحمسهم للذهاب إلى هذه الحديقة التي تتطلب سفرا طويلا للوصول إليها ، و لكنه سيتمكن بطريقته الخاصة و بشخصيته المهزوزة و المندفعة من إقناعهم بالسفر معه إليها خلال العطلة. سيحاول إسعادهم من خلال هذا السفر على متن سيارته الألبانية التي يفتخر بها و يمدحها كثيرا نظرا لما تتوفر عليه من كماليات لا يتقن استعمالها، و ستعرف هذه الرحلة عدة توقفات في أماكن مختلفة و ستكون وسيلة لاستعراض سلسلة من المواقف المتنوعة الطريفة أو التعسة التي وظفت في الفيلم من أجل إضحاك المشاهد ، و لكنها مواقف تمطيطية و مستهلكة و عادية إلى حدود السخافة أحيانا ، هي مواقف و أحداث قد تضحك البعض ربما ، و قد لا تحرك ساكنا في البعض الآخر. يعتمد هذا الفيلم أيضا في محاولة إضحاك المشاهد على مشادات و مخاصمات كلامية متكررة لأسباب تافهة و مفبركة بين الزوجين، أو بين الإبنين، أو بين الأب و إبنيه اللذين يعرفان حقيقته و يتعاملان معه بسخرية و استخفاف، كما يعتمد في هذه المحاولة على ألفاظ جنسية وقحة و مجانية و متكررة بين الأب و إبنيه أو مع غيرهما. الممثل " إيد هيلمس " (الزوج) هو الذي يحمل هذا الفيلم على كتفيه ، و هو الذي يقود هذه القصة المستهلكة بنوعها و مضمونها بالاعتماد على شخصيته المهزوزة و المندفعة و الفاشلة المتظاهرة بالضحك و البسط و السعادة و المعرفة، و هي شخصية مصطنعة و بهلوانية غير مضحكة و غير مقنعة بشكلها و بتصرفاتها و أقوالها و التي نسجت حولها أحداث بسيطة و سخيفة فاقدة للتشويق و الإثارة تتوالى بإيقاع سريع ممزوج أحيانا بالضجيج و التوترات الباهتة و المفتعلة و العابرة إلى أن يلتقي الزوج بوالديه ، و إلى أن يصل رفقة ابنيه و زوجته إلى حديقة الألعاب المقصودة قبل العودة في نهاية سعيدة إلى المنزل على متن الطائرة بعدما فقد فقد سيارته الألبانية خلال هذه الرحلة التافهة.