نادي الدفاع الحسني الجديدة لكرة الطائرة بالجديدة منتشه بانجازاته المتميزة خلال السنوات الاخيرة    طقس الأربعاء: أجواء حارة نسبيا بعدد من الجهات    المؤبد والسجن النافذ لمرتكبي جريمة قتل شاب في حي المطار بالجديدة    حيازة حيوانات مهددة بالانقراض والاتجار فيها يجر شخصين للاعتقال بالناظور    تراجع مفرغات الصيد بميناء طنجة بنسبة 29% وانخفاض القيمة التجارية إلى 134 مليون درهم    الملك محمد السادس يدعو إلى حلول عملية لوقف النار ودعم الفلسطينيين إنسانياً وسياسياً    الرئيس الأمريكي يعلن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان    وفد عسكري مغربي يزور حاملة الطائرات الأمريكية 'هاري ترومان' في عرض ساحل الحسيمة    نقص حاد في دواء السل بمدينة طنجة يثير قلق المرضى والأطر الصحية    سبتة ترفض مقترحا لحزب "فوكس" يستهدف المهاجرين والقاصرين    فتح تحقيق في محاولة تصفية مدير مستشفى سانية الرمل تطوان    اتحاد طنجة لكرة القدم الشاطئية يتأهل إلى مرحلة البلاي أوف من البطولة الوطنية    الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل سيدخل حيز التنفيذ فجر الأربعاء    عصبة الأبطال.. الجيش الملكي يهزم الرجاء بعقر داره في افتتاح مباريات دور المجموعات    العلمانية والإسلام.. هل ضرب وزير الأوقاف التوازن الذي لطالما كان ميزة استثنائية للمغرب    لجنة الحماية الاجتماعية تجتمع بالرباط    المغرب يستعد لإطلاق عملة رقمية وطنية لتعزيز الابتكار المالي وضمان الاستقرار الاقتصادي        بنسعيد: "تيك توك" توافق على فتح حوار بخصوص المحتوى مع المغرب        "نعطيو الكلمة للطفل" شعار احتفالية بوزان باليوم العالمي للطفل    الجنائية الدولية :نعم ثم نعم … ولكن! 1 القرار تتويج تاريخي ل15 سنة من الترافع القانوني الفلسطيني    سعد لمجرد يصدر أغنيته الهندية الجديدة «هوما دول»    لحظة ملكية دافئة في شوارع باريس        معاملات "الفوسفاط" 69 مليار درهم    المغرب جزء منها.. زعيم المعارضة بإسرائيل يعرض خطته لإنهاء الحرب في غزة ولبنان    دين الخزينة يبلغ 1.071,5 مليار درهم بارتفاع 7,2 في المائة    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأربعاء    في حلقة اليوم من برنامج "مدارات" : عبد المجيد بن جلون : رائد الأدب القصصي والسيرة الروائية في الثقافة المغربية الحديثة    الجزائر و "الريف المغربي" خطوة استفزازية أم تكتيك دفاعي؟    نزاع بالمحطة الطرقية بابن جرير ينتهي باعتقال 6 أشخاص بينهم قاصر    الجديدة مهرجان دكالة في دورته 16 يحتفي بالثقافة الفرنسية    التوفيق: قلت لوزير الداخلية الفرنسي إننا "علمانيون" والمغرب دائما مع الاعتدال والحرية    مسرح البدوي يواصل جولته بمسرحية "في انتظار القطار"    شيرين اللجمي تطلق أولى أغانيها باللهجة المغربية    اللحوم المستوردة تُحدث تراجعا طفيفا على الأسعار    الأمم المتحدة.. انتخاب هلال رئيسا للمؤتمر السادس لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط    برقية شكر من الملك محمد السادس إلى رئيس بنما على إثر قرار بلاده بخصوص القضية الوطنية الأولى للمملكة    القنيطرة.. تعزيز الخدمات الشرطية بإحداث قاعة للقيادة والتنسيق من الجيل الجديد (صور)    توقيف فرنسي من أصول جزائرية بمراكش لهذا السبب    اتحاد طنجة يكشف عن مداخيل مباراة "ديربي الشمال"        مواجهة مغربية بين الرجاء والجيش الملكي في دور مجموعات دوري أبطال أفريقيا    حوار مع جني : لقاء !    غوارديولا قبل مواجهة فينورد: "أنا لا أستسلم ولدي شعور أننا سنحقق نتيجة إيجابية"    الدولار يرتفع بعد تعهد ترامب بفرض رسوم جمركية على المكسيك وكندا والصين    المناظرة الوطنية الثانية للفنون التشكيلية والبصرية تبلور أهدافها    تزايد معدلات اكتئاب ما بعد الولادة بالولايات المتحدة خلال العقد الماضي    إطلاق شراكة استراتيجية بين البريد بنك وGuichet.com    الرباط.. انطلاق الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية    منظمة الصحة: التعرض للضوضاء يصيب الإنسان بأمراض مزمنة    تدابير للتخلص من الرطوبة في السيارة خلال فصل الشتاء        لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كسب روسيا لرهانها في سوريا سيعيد للعالم نظام القطبين: احتضار مشاريع الصراعات العرقية والطائفية والدينية.. بقلم // عمر نجيب
نشر في العلم يوم 20 - 10 - 2015

بدأ حلف شمال الأطلسي "الناتو" يوم الاثنين 19 أكتوبر 2015 أضخم مناورات منذ أكثر من عقد في استعراض للقوة في البحر المتوسط قبالة الساحل السوري، حيث تقوم القوات الروسية بدعم الجيش السوري في حربه ضد الجماعات المسلحة وتجري هذه المناورات في منطقة محاذية لوجود حشد من السفن الحربية الروسية.
ويشارك في مناورات الحلف الأطلسي 36 ألف جندي ضمن 230 وحدة عسكرية و140 طائرة وأكثر من 60 سفينة على مدى خمسة أسابيع. ويريد الحلف وشركاؤه أن يظهروا قدرتهم على التحرك في "عالم أكثر قتامة وخطورة"، كما قال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون.
وقد وصل بعض من كبار المسؤولين في التحالف إلى قاعدة جوية في جنوب إيطاليا لحضور استعراض بالطائرات وطائرات مروحية، في ظل تساؤلات عن كيفية التعامل مع تحد روسي لم يعد يقتصر على الجناح الشرقي للحلف. ووجهت الدعوة إلى روسيا للحضور في التدريبات كمراقب، علماً أنها أجرت تدريبات مماثلة شارك فيها أكثر من 45 ألف جندي سنة 2015، كما نفذت مناورات مشتركة مع البحرية الصينية في البحر المتوسط قبل أسابيع من بدء ضرباتها الجوية في سوريا.
ويقول مراقبون أن المناورات الأطلسية جزء من محاولة لرد نوع من الإعتبار للحلف وللولايات المتحدة بشكل خاص بعد بروز عجزهما في مواجهة روسيا على أرض الشام ويحاول "الناتو" التأكيد على قدرته على ردع روسيا، في وقت تتعثر فيه سياسة الفوضى الخلاقة في ليبيا والحرب ضد الحكومة السورية وفشل الاتحاد الأوروبي في تحقيق الاستقرار في جنوبه. الهدف كذلك تعزيز موقف تركيا وهي أحد أعضائه ولها حدود مشتركة مع سوريا والعراق وذلك بعد أن تعثرت محاولات أنقرة لإسقاط النظام في دمشق وفرض واقع جديد في بلاد الشام بمساندة مادية كبيرة من دول خليجية. ويختبر التدخل الروسي في سوريا قدرة "الناتو" على ردع موسكو من دون السعي إلى مواجهة مباشرة.
ورطة "الناتو"
إذا كان "الناتو" يسعى لإستعراض قوته فإنه يوجد في موقف محرج لأن التدخل العسكري الروسي ورغم مرور أقل من ثلاثة أسابيع على بدئه أعطى نتائج ملموسة على الساحة ضد الحركات المسلحة على عكس ما سمى تحالف الستين دولة بقيادة واشنطن والذي إنطلق في سبتمبر 2014 والذي انتج عمليا موقفا معززا لداعش وسمح للتنظيم بتوسيع مناطق سيطرته.
يوم الأحد 11 أكتوبر 2015 صرح نافيد جمالي، العميل المزدوج السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالية والذي تظاهر بالعمل مع روسيا سابقا، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين نجح في مهمته في سوريا خلال أيام فقط.
جاء ذلك في مقابلة حصرية لجمالي مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية حيث قال: "الحقيقة أن ما فعله فلاديمير بوتين في أيام قليلة لم يتمكن من القيام به خلال 14 عاما وهو إقحام وفرض نفسه على أنه جزء أساسي في الحوار حول المنطقة، أي أنه ومهما سيحدث بسوريا ومهما سيحدث لتنظيم داعش الذي نعلم أنه سينهار في نقطة معينة أو ما سيكون مصير بشار الأسد فإن بوتين لابد أن يكون حاضرا في ذلك".
وتابع قائلا: "بالنظر إلى ما تمكن بوتين من إنجازه فإنه دخل المنطقة وببعض القنابل دفعنا إلى تعليق الدعم عن الجيش السوري الحر بصرف النظر إن كان هذا البرنامج التدريبي ناجحا أم لا، ولكن نتائجه المباشرة أو غير المباشرة ستصب في صالح بشار الأسد، وعليه فإن بوتين نجح في مهمته من وجهة نظري.. الآن الساحل السوري محمي ومستقر ولا أرى أن بشار الأسد سيسقط في أي وقت قريب وأنه يمكنه المحافظة على نفوذه بل وتوسيعه".
وأردف قائلا: "علينا فهم المبدأ الذي ينظر فيه الروس إلينا، خلال الوقت الذي عملت فيه مع الروس توصلت إلى تكوين صورة واضحة بأن روسيا ترى أمريكا على أنها عدوها الأول والأساسي، وعليه فإن أي خطوة يقدمون عليها ستكون مبنية على هذا المبدأ.. إذا نظرنا إلى ما يجري في سوريا والتحركات الروسية هناك سنرى أنها نوعا ما تهدف إلى احراجنا وزعزعة الثقة الدولية بنا بالإضافة إلى استعادة وجود لهم في المنطقة".
يشار إلى مصادر إعلامية أمريكية ومنها شبكة "سي إن إن" أفادت يوم 10 أكتوبر أن الإعلامي السعودي، جمال خاشقجي، نقل تصريحات لباحثة روسية لم يسمها حول تدخل بلادها في سوريا، وذكر "أن الخطوة الروسية جاءت استباقية لتدخل سعودي عسكري كبير كان يمكن أن يسقط بشار الأسد بترجيح كفة الجماعات المسلحة التي تقاتل الجيش السوري".
من جانبه اعتبر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتير شتاينماير أنه يستحيل حل الأزمة السورية نتيجة لما سماه معضلة بوتين".
وفي توضيح لتوصيفه هذا خلال اجتماع وزراء خارجية بلدان الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ في 17 أكتوبر أكد استحالة التسوية في سوريا بدون التعاون مع روسيا أو بمعزل عنها.
وأشار رغم ذلك إلى ضرورة الأخذ بالعامل الروسي في المشكلة السورية، شريطة إدراك حقيقة أن الغرب لن يلمس في موسكو شريكا "في إحراز انتقال ديمقراطي للسلطة في سوريا".
ولفت النظر الى انعدام الأهداف المشتركة في الوقت الراهن بين روسيا والغرب وأن هذه الأهداف ليست إلا تمنيات منشودة.
هل هي بداية النهاية ؟
على الساحة في سوريا يواصل الجيش النظامي بدعم من مقاتلي حزب الله اللبناني تقدمه على أغلب الجبهات ويجبر الفصائل المسلحة سواء من داعش أو النصرة أو أحرار الشام وغيرها على التراجع.
وكان الطيران الروسي قد ركز غاراته في الأيام الأخيرة على جنوب حلب لدعم القوات السورية للتقدم في شمال سوريا قرب الحدود مع تركيا لقطع خطوط تموين التنظيمات المسلحة من تركيا والعراق. وأقر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له والمحسوب على خصوم حكومة دمشق يوم الأحد 18 أكتوبر أن "المعارك مستمرة في ريف حلب الجنوبي وسط تقدم للقوات النظامية في المنطقة، وأنباء عن سيطرته على مناطق جديدة في الريف ذاته".
التحولات التي تشهدها الساحة العسكرية في سوريا وتراجع داعش والنصرة وغيرهما خفض من وتيرة حركة نزوح السوريين سواء داخل البلاد أو خارجها، بل إحصيت عودة مئات اللاجئين إلى منازلهم وقد حاولت مصادر مختلفة تقديم تبريرات مخالفة.
ذكرت مصادر تابعة للأمم المتحدة: "بدأ المزيد من اللاجئين السوريين في الأردن في العودة إلى بلادهم، وذلك بسبب الفقر والأحوال المعيشية المتردية. وحسب الأمم المتحدة فقد عاد إلى سوريا 3 آلاف لاجئ بعدما أجبرتهم ظروف الحياة الصعبة في الأردن للعودة إلى وطنهم رغم ظروف الحرب.
ويعاني اللاجئون السوريون في الأردن من تعثر مالي شديد. وتقول الأمم المتحدة إن 86 في المئة يعيشون حاليا تحت خط الفقر الأردني والذي يقدر ب96 دولارا في الشهر.
روسيا تحظر الطيران الإسرائيلي فوق شمال لبنان
كشفت صحيفة "السفير" اللبنانية في عددها الصادر يوم الخميس 16 أكتوبر 2015 نقلا عن مصادر دبلوماسية لبنانية واسعة الاطلاع أن موسكو وجهت إنذارا إلى إسرائيل على خلفية بلوغ الطلعات الجوية الإسرائيلية المجال الحيوي للقوات الروسية في سوريا، وقرب الحدود اللبنانية السورية الشمالية.
وقالت المصادر "إن هذا الإنذار جاء بعد رصد الرادارات الجوية الروسية صباح الخميس في الأول من اكتوبر طائرات إسرائيلية تقترب من الأجواء السورية".
وأضافت "على الفور، قامت طائرات روسية باعتراض الطائرات الإسرائيلية، لحظة تحليقها في أجواء منطقة عكار، وأبلغتها تحذيرا واضحا مفاده ممنوع دخول المجال الجوي السوري تحت طائلة إطلاق النار".
وتابعت "سرعان ما انصاعت الطائرات الإسرائيلية للتحذير، وقامت بتغيير مسارها، خصوصا أن مراسلات بهذا الشأن كانت قد جرت قبل ذلك بين موسكو وتل أبيب". وأشارت الصحيفة اللبنانية "علم أن الرسالة الروسية التي كانت قد تبلغتها الحكومة الإسرائيلية تدعو الإسرائيليين إلى عدم الاقتراب من المجال الجوي السوري. علما بأن الطائرات الإسرائيلية تحلق يوميا باتجاه الحدود الشمالية اللبنانية".
وعلى حد تعبير مصدر أمني لبناني لصحيفة "السفير": "كانت الطائرات الإسرائيلية تأخذ مسارا انحرافيا فوق سهل عكار، ثم تقوم باستطلاع دائري في المياه الإقليمية اللبنانية وصولا إلى المياه الإقليمية السورية لمراقبة حركة السفن في ميناء طرطوس وحركة إقلاع وهبوط الطائرات في مطار اللاذقية، وذلك في نطاق جهود إستطلاعية لدعم بعض الفصائل المسلحة التي تقاتل الجيش السوري وكذلك لمراقبة الأسلحة الجديدة التي يتم إنزالها في مينائي اللاذقية وطرطوس والتي قد يوجه بعضها إلى حزب الله في لبنان.
خط لتجنب الصدام
ولفت ذات المصدر الأمني اللبناني الرفيع إلى أن الجيش اللبناني قد لاحظ "تراجع الطلعات الجوية الإسرائيلية في أجواء الشمال بعد تاريخ الأول من أكتوبر، فيما لوحظ أنها حافظت على وتيرتها فوق باقي المناطق اللبنانية، وفي الوقت نفسه، سجل تصاعد في الخروق البحرية الإسرائيلية للمياه الإقليمية اللبنانية في الفترة نفسها".
يشار إلى أن وزارة الدفاع الروسية كانت قد أعلنت الخميس إقامة "خط إتصال مباشر" مع إسرائيل، تجنبا لأي حوادث بين مقاتلات الطرفين في المجال الجوي السوري. ونقلت وكالة أنباء انترفاكس عن المتحدث باسم الوزارة ايغور كوناشنكوف قوله: "إن تبادلا للمعلومات حول تحركات الطيران تم عبر اقامة خط مباشر بين مركز قيادة الطيران الروسي في قاعدة حميميم الجوية في سوريا ومركز قيادة سلاح الجو الاسرائيلي، وإن الطرفين يتدربان على سبل التعاون".
ومع بدء الضربات الروسية في سوريا في 30 سبتمبر 2015، أصبحت الأجواء السورية مزدحمة مع زيادة مخاطر الحوادث، رغم أن المقاتلات الروسية تنشط أساسا في شمال وغرب سوريا. ويحاول الروس أيضا وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق مع الجيش الأميركي لتجنب أي حادث مع مقاتلاته في المجال الجوي السوري، سيتم توقيعه، بحسب ما قال مسؤول عسكري أمريكي يوم الأربعاء 14 أكتوبر.
الكرملين لم يقتصر على تحذير إسرائيل بل شرع في مضايقة الطيران الأمريكي في وقت توقعت بعض الأوساط أن تعلن كل من موسكو ودمشق في وقت قريب إغلاق المجال الجوي السوري.
يوم 9 أكتوبر كشف مسؤولون بوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون،" أن صور الأقمار الصناعية أظهرت ملاحقة مقاتلات تابعة لسلاح الجو الروسي لطائرات أمريكية بدون طيار تقوم بمهام مراقبة شمال الحدود السورية.
وأظهرت الصور أن المقاتلات الروسية لاحقت إحدى طائرة المراقبة الأمريكية إلى داخل الحدود التركية في مناسبتين على الأقل.
الفرصة الأخيرة
في الولايات المتحدة يدور جدل كبير حول رد الفعل الأمريكي على الدعم الروسي لدمشق، ومما يزيد من حدة هذا الجدل شعور العديد من السياسيين الأمريكيين أن بلادهم بذلت الكثير من الجهد والمال مع حلفاء لها وسيكون التخلي عن ذلك كارثيا. في هذا الإطار كتب جون ماكين، وهو سناتور أمريكي ورئيس لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي مقالا قال فيه:
"التدخل العسكري الروسي في سوريا نيابة عن الرئيس السوري بشار الأسد، هو أحدث تطور كارثي في الشرق الأوسط في ظل إدارة الرئيس الأمريكي أوباما، وهو نكسة مذلة أخرى للولايات المتحدة. ولكن كما كان الحال في الأزمات السابقة، البيت الأبيض لا يعرف كيف يتصرف من جديد.
انظر كيف أنه قبل أسابيع قليلة، حذرت الإدارة الأمريكية روسيا بعدم إرسال قواتها الى سوريا، وفعلت روسيا ذلك على أي حال. ثم حاولت الإدارة منع وصول روسيا إلى المجال الجوي السوري، ففشلت، وما نتيجة ذلك؟ رضخ الرئيس باراك أوباما وعقد أول اجتماع رسمي في عامين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وبدأ مسؤولو وزارة الدفاع الأمريكية بمحادثات مع الجيش الروسي حول "اجتثاث النزاع" في سوريا. ووصف وزير الخارجية، جون كيري، تصرفات روسيا بانها "فرصةً" للتعاون لأننا نتفق على "المبادئ الأساسية". وكيف رد بوتين على ذلك؟. رد بقصف جماعات المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة في سوريا.
وفي حين يحب الرئيس أوباما قول إنه لا يوجد حل عسكري لهذا الوضع أو لأي لأزمة أخرى، يتجاهل ذلك حقيقة أن هناك بعد عسكري كبير لهذه المشكلة، والأمر يزداد سوءا كل يوم. كما يتجاهل التاريخ: فمعظم الحروب الأهلية انتهت فقط عندما فاز جانب وخسر الآخر.
وهذا هو حل بوتين العسكري، وهو الآن يفرضه عن طريق القوة الجوية الروسية وتحالف مناهض للولايات المتحدة من قوات حزب الله والقوات السورية البرية. ومن المرجح للقوات الروسية أن تسيطر على الأراضي السورية معهم. وقد يسعى بوتين لتكرار هذه العمليات في العراق.
وكيفما سينتهي هذا الصراع، فإنه يجب ألا يشمل ذلك حشد بوتين لأنصاره وسحق شركائنا، وتدمير مصداقيتنا المتبقية في الشرق الأوسط، واستعادة مكانة روسيا كقوة كبرى في هذه المنطقة الحيوية.
على فلاديمير بوتين أن يتوقف، لأسباب ليس أقلها أنه سوف يصعد جميع جوانب هذا الصراع: من أزمة اللاجئين إلى الفظائع الضخمة ونمو داعش.
توجد فرصة هنا، ولكن على عكس ما اقترحه كيري، إنها فرصة لفرض تكاليف كبيرة على العدو الذي يريد أن ينتقص من الولايات المتحدة في كل مكان. إنها فرصة لإضعاف حاكم مناهض لأمريكا الذي سينظر لنا دائما بأننا عدوه. وإنها فرصة لإعادة بناء مصداقية الولايات المتحدة ونفوذها في الشرق الأوسط من خلال اتخاذ إجراءات، نحن فقط من نستطيع أخذها، لوقف انتشار الصراع الإقليمي الذي هو حاضنة للإرهاب العالمي.
ولا يمكن أن نخجل من مواجهة روسيا في سوريا، كما يتوقع بوتين للإدارة أن تفعل، فقد زاد تدخله تكاليف ومخاطر انخراط الولايات المتحدة في سوريا، لكنها لم تبطل الخطوات التي يلزم اتخاذها، بل جعلتها أكثر ضرورة.
ويجب علينا أن نعمل الآن للدفاع عن السكان وشركاء معارضتنا في سوريا. فكما دعا الجنرال ديفيد بتريوس وآخرين غيره، يجب علينا أن ننشئ مقاطعات في سوريا حيث يستطيع السكان وعناصر المعارضة المعتدلة للرئيس السوري بسار الأسد وداعش أن يجدوا مكانا آمنا أكثر.
ويجب حماية هذه المقاطعات بقوات جوية أكبر من الجيش الأمريكي وقوات التحالف والقوات الأجنبية المحتملة على الأراضي السورية. ولا ينبغي لنا أن نستبعد لعب القوات الأمريكية دورا محدودا في هذه الوحدات على الأرض. فإذا استمر الأسد باستهداف خصومه، يجب أن ندمر قدرة قواته الجوية على العمل.
وعلينا دعم سياستنا بطرق تحد من طموحات بوتين وتشكل سلوكه بطريقة تناسبنا. فإذا هاجمت روسيا شركاء معارضتنا، يجب علينا فرض المزيد من التكاليف على المصالح الروسية على سبيل المثال، من خلال شن هجمات على قيادة سوريا أو أهدافا عسكرية سورية.
ولا ينبغي علينا حصر ردنا حول الشؤون السورية فقط، فيجب علينا زيادة الضغط على روسيا في أماكن أخرى، إذ يجب علينا تقديم أسلحة دفاعية ومساعدات أخرى للقوات الأوكرانية حتى يتمكنوا من مواجهة القوات الروسية.
لإضعاف بوتين في الداخل والخارج، علينا أن ننشر المزيد من المعلومات العامة عن فساد القيادة الروسية، بما في ذلك الرئيس نفسه، وكيف تستخدم روسيا الكسب غير المشروع كأداة لسياسة الدولة. وإذا استمر بوتين باستهداف السوريين وشركاء معارضتنا، يجب علينا تكثيف العقوبات التي تستهدف روسيا، إذ يؤثر انخفاض أسعار الطاقة على الاقتصاد الروسي وعملته، ويجب علينا أن نزيد ذلك.
كما يجب على الولايات المتحدة أن تقود الجهود المعارضة لروسيا مع أوسع تحالف ممكن، إذ سنجد العديد من الشركاء الراغبين في التعاون معنا في أوروبا، التي تعاني من أزمة اللاجئين، فضلا عن الدول العربية. وبدلا من مساعدة بوتين من خلال تقويض جهودنا الدولية الخاصة بعزله، يجب علينا تعزيز هذه الجهود لزيادة تلك العزلة التي تستهدف روسيا.
ويعتقد الرئيس أوباما أن سوريا ستكون بمثابة "ورطة" لروسيا، وربما يكون ذلك صحيحا، ولكن في آخر ورطة واجهتها روسيا، كان لأمريكا يد فيها. وبدأ هذا الأمر من قبل رئيس ديمقراطي أدرك أخيرا في وقت متأخر من فترة ولايته أن سياسته كانت فاشلة وأنه يحتاج الى تغيير مسار إدارته.
الرئيس أوباما يمكن أن يتعلم الكثير من الرئيس السابق جيمي كارتر، وينبغي عليه أن يتعلم. هذه هي الفرصة الأخيرة لأمريكا لإحداث تغيير في سوريا وتفادي الكارثة الاستراتيجية التي تهدد الآن ميزان القوى العالمية، لا يمكننا التفريط في هذه الفرصة".
"من المنتصر: أوباما أم بوتين؟"
كتب المحلل والإعلامي علي شهاب مقالا نشرته يوم الجمعة 9 أكتوبر العديد من كبريات وسائل الإعلام الأمريكية تحت عنوان "من المنتصر: أوباما أم بوتين؟":
"أذكر ان مذكرات وزير الخارجية الامريكي الأسبق جايمس بيكر كانت تحوي في بداية كل فصل اقتباسا عن شخصية قيادية تاريخية. وقد نقل بيكر في الفصل الخاص بالحرب في يوغوسلافيا السابقة فقرة من رسالة بعث بها الحاكم العسكري البريطاني على الهند في القرن الثامن عشر الى الملك يكتب فيها "إن أعظم عظة يمكن أن تخرج بها من الحياة هي ألا تثق بالخبراء. فاذا استمعت الى اراء الجند فلا شيء آمن. وإذا استمعت الى الأطباء لا شيء صحي، واذا استمعت الى رجال الدين فلا شيء طاهر. والكل يطلب منك تجرع كأسه ممزوجا بادراك من الرأي العام الماسخ".
قبل ايام قليلة نشرت دورية "ميليتاري تايمز" الأميركية تقريرا يتضمن محاكاة لحرب امريكية روسية مفترضة.
وكوني أعتمد في الكثير من أعمالي الوثائقية على المحاكاة في استشراف المواضيع التي اعالجها، فقد استوقفني التقرير الذي يقفز بخفة فوق العديد من العناصر الواجب مراعاتها في كتابة تقويم من هذا النوع ليخلص سريعا الى ان الولايات المتحدة هي الرابحة في أي مواجهة بين الطرفين.
ما يهمني من هذه القضية هو الاشارة الى قدرة المحللين على تحريف المعطيات للخروج بالنتيجة التي يرغبون بها، فضلا عن أن السياسة الدولية باتت تشهد انقساما حادا حتى على مستوى الدراسة الاكاديمية بحيث صار هامش الموضوعية ضيقا جدا امام الباحث عن الحقيقة.
السؤال المحوري في الشرق الأوسط حاليا هو من المنتصر من المواجهة الروسية الأمريكية على ضوء الخطوة الروسية بالدخول الى الميدان السوري والعراقي ربما لاحقا ؟.
يفترض الهدوء والتروي أنه من المبكر معرفة المنتصر، خاصة وأن اللاعبين الاقليميين في المحورين شديدو الحساسية ازاء مصالحهم القومية. كما ان من شأن أي حادث ولو كان عرضيا أن يقلب دفة الأمور في الشرق الأوسط كما يخبرنا التاريخ.
لكن اللافت تركيز المراقبين على اداء الرئيس باراك اوباما تحديدا خلال ولايتي حكمه كمنطلق للحكم على مصير المنطقة.
يسقط الكثيرون حقيقة جذور الرئيس الأميركي وفرادته مقارنة برؤساء الولايات المتحدة. ولن اطيل الكلام كثيرا في هذه النقطة، ولكني أكتفي بالإشارة الى تركيزه على معالجة الملفات الداخلية في بلاده واهتمامه بالقضايا الاجتماعية ونجاح سياساته الداخلية والخارجية سواء اتفقنا معها ام اختلفنا الى حد كبير في امتصاص تبعات الازمة المالية الكبرى التي عصفت بأمريكا في العام 2008.
وكوني من المؤيدين بشدة لنظرية غياب "الديمقراطية" بمفهومها المطلق عن الدول الغربية التي تدعي ذلك، لأسباب موضعية لها علاقة باستمرارية حكم المؤسسات، فإن حكمي على سياسة اوباما ينطلق من ثابتة مفادها أن اللوبي الحاكم في الولايات المتحدة الذي مهد له الطريق للمجيء رئيسا كان قادرا على منعه من التوصل الى الاتفاق النووي مع إيران او وقف الانسحاب من العراق او المضي قدما في خيارات القوة في سوريا لو لم تكن هذه الامور جميعها من مصلحة واشنطن.
وعليه، فإن شعور حلفاء الولايات المتحدة بخسارة حليفهم الأكبر لا يبررها في الحقيقة سوى سوء تقديرهم للعبة الأمم، وقياسهم الامور من منظور ضيق بلغ في بعض الأحيان مستوى الرغبة في ازاحة الرئيس السوري بشار الأسد لأسباب ثأرية شخصية فقط.
وهنا بالتحديد يكمن الفارق مع البراغماتية الايرانية بالذهاب الى المفاوضات النووية حتى مداها الأخير على الرغم من العداء بين طهران وواشنطن، كما تظهر البراعة الايرانية السياسية مرة اخرى في الابتعاد جانبا عن الواجهة الاعلامية للمعركة في سوريا لإفساح المجال امام روسيا لتحاول فرض ما تتقاطع عليه مصالح مجموعة 4 زائد 1 "أي روسيا، إيران، العراق، سوريا وحزب الله".
بالعودة الى العنوان الرئيسي لهذه المقالة، أعتقد أن الاجابة على سؤال "من المنتصر: اوباما ام بوتين" يتطلب ترقب خطوات 3 أطراف اقليميين: تركيا، السعودية واسرائيل.
وأي كلام اخر من قبيل الخوض في تفاصيل القدرات الفعلية للروس والأمريكيين في الوقت الراهن لا يعدو كونه نوعا من الترف الفكري، أضف الى ذلك ان الحروب الحديثة لم تعد تقليدية بالمطلق، وبالتالي فإن ترجيح كفة طرف على اخر في القريب العاجل هو رهينة الكثير من الحسابات الاقليمية الصغيرة التي آمل الا تكون خاطئة".
يريدونها حربا طائفية في سوريا
يسجل المراقبون أنه وحتى قبل التدخل الروسي العسكري في سوريا، عملت الكثير من الأطراف على تصوير الحرب على أرض الشام وبعد استهلاك مقولة المعارضة، على أنها صراع بين السنة والشيعة، وقد تكثف اللعب على هذا الوتر منذ 30 سبتمبر 2015.
مصادر رصد في العاصمة الألمانية برلين أفادت أن الحكومة الألمانية وعلى أعلى مستوى حذرت مرارا واشنطن ولندن وأطرافا أخرى من اللعب على وتر الصراع الطائفي، مشيرة أنه سيأتي بنتائج سلبية، وأضافت أن السنة يشكلون غالبية جنود وضباط الجيش السوري وجهاز الأمن الذي يقاتل القوى التي تحاول الإطاحة بنظام دمشق.
في رد على محاولات التفرقة على أسس طائفية قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يوم الأحد 11 أكتوبر، إن مهمة القوات الروسية في سوريا تهدف لتحقيق استقرار السلطات الشرعية في البلاد.
وأردف قائلا: "روسيا لا تفرق بين سني وشيعي، ومن يحاول زعم عكس ذلك فهو غير صحيح، فنحن لا نريد الدخول في حرب دينية في الصراع السوري".
يوم الجمعة 16 أكتوبر أشار الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزارباييف إلى أن الوضع في أفغانستان المجاورة لا يحظى بأهمية كبيرة للاستقرار في آسيا الوسطى، كما تحظى الأوضاع في سوريا والعراق.
وأضاف نزارباييف، في المؤتمر الصحافي الختامي لاجتماع قمة رابطة الدول المستقلة والاتحاد الاقتصادي الأوراسي في كازاخستان، "تجري الآن مزايدة حول موضوع السنة والشيعة.. لكن ما يجري في سوريا هو خطر عام يتهدد الجميع، وبخاصة منطقة آسيا الوسطى".
وبالفعل يجري استخدام الورقة المذهبية بحماس، وبخاصة من قبل المسؤولين الأمريكيين، الذين ظن المجتمع الدولي أنه ارتاح من تنظيرهم الديني بعدما خلف باراك حسين أوباما جورج بوش الابن، الذي تحدث عن "الحرب الصليبية" عشية الحرب، التي شنها على العراق.
غير أن نجاح العملية العسكرية الروسية في سوريا سرعان ما أجبر أوباما على اللجوء إلى الورقة الطائفية المقيتة، عندما حذر في مطلع الشهر الجاري من أن سكان هذا البلد من السنة أصبحوا ينظرون إلى روسيا كعدو، وأضاف "قريبا سينظر إليها السنة كذلك في الدول الأخرى".
احتضار أحادية القطب
كتب محلل في العاصمة موسكو :روسيا أكدت منذ اندلاع الأزمة السورية ضرورة ترتيب السوريين بيتهم الداخلي وتقرير مصير بلادهم بأنفسهم.
وتتساءل موسكو على وقع التصنيفات والتوصيفات، فيما تكمن المعضلة؟. وتقول، لقد أكدنا منذ أمد، أنه لا يمكن تسوية أي نزاع في أوروبا والعالم بمعزل عن موسكو ودون الأخذ بمصالحها، وتضيف أن معادلة القطب الواحد في العالم بدأت تضمحل بالتدريج منذ مطلع الألفية الجديدة، أي مع تسلم فلاديمير بوتين وفريقه مقاليد السلطة في البلاد، في وقت يجمع فيه الكثير من الخبراء والعارفين على احتضار أحادية القطب، بل على موتها عند أعتاب الشام.
وتعيد موسكو الى أذهان الغرب كذلك، أنها طالما تروت في الأزمة الأوكرانية وطال انتظارها، بعد أن أغدقت على كييف لثنيها عن قرار "الانتساب الى الاتحاد الأوروبي" وما سيترتب عنه من تبعات ترتد على الاقتصاد الروسي.
الغرب لم يصغ لروسيا، ودفع بحلفائه في أوكرانيا ممن وصفهم "بالمعارضين المعتدلين" على غرار "المسلحين المعتدلين" في سوريا، حتى أن انقلبوا على السلطة وعطلوا مفاصل الدولة والاقتصاد في بلادهم متجاهلين سائر العواقب.
بوتين "المعضلة" اضطر في خضم ذلك الى إرسال القوات الى شبه جزيرة القرم، وفرض طوق جوي وبحري عليها ريثما قال الشعب هناك كلمته "نعم" للعودة الى قوام روسيا. عادت القرم، وبقيت قاعدة سيفاستوبول البحرية الروسية هناك ملاذا حصينا لأسطول البحر الأسود الروسي، ومنطلقا له الى مياه المتوسط والبحار الدافئة.
وبعد القرم، احتدم نشاط الإرهاب في سوريا، تزامنا مع الدعم الذي تفانى الغرب وحلفاؤه بين الدول العربية في تقديمه لما سمي "بالمعارضة المعتدلة" وكأن الغرب يعيد الكرة مع روسيا، ولم يتعظ من دروس الماضي ويوقن كيفية التعاطي مع "المعضلة" الروسية، ولكن في سوريا هذه المرة، في ساحة بعيدة كل البعد عن حدود روسيا الجغرافية.
الغرب في ممارساته هذه أرغم روسيا ثانية على الدفاع عن مصالحها بالوقوف الى جانب السلطة الشرعية في سوريا، وإطلاق عمليتها الجوية التي أحرزت في غضون أيام ما عجزت عنه واشنطن وتحالفها الدولي والعربي طوال أكثر من عام.
الغرب، لم يدرك على ما يبدو، حجم "المعضلة" وطبيعتها. فبالعودة إلى 2008 أظهرت عملية "إرغام جورجيا على السلام"، التي أطلقتها روسيا تلبية لطلب جمهوريتي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا ودفاعا عنهما في وجه مغامرة الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي وطردت قواته إلى حيث جاءت، أظهرت هذه العملية أن روسيا لن تسكت بعد اليوم، وسوف تدافع عن مصالحها وحلفائها وستبقى "معضلة" لا تقبل الحل في وجه كل من يحاول تجاهلها أو إقصاءها.
الغرب يكابر متجاهلا انكساراته أمام روسيا في جورجيا، وقرغيزيا وأوكرانيا، وسوريا وغيرها على التوالي في غضون أقل من عقد، كما يتعامى أيضا عن التأييد الشعبي الكبير في أوروبا للعملية الجوية الروسية في سوريا. الشارع الأوروبي يجمع على أن روسيا هي البلد الوحيد الذي يقاتل الإرهاب فعلا، ويدافع بذلك عن أمنه القومي وأمن أوروبا بالمجمل. فهل "المعضلة" في بوتين المدافع عن القانون الدولي وسيادة الدول، أم في من يتجاهل المعضلات ويسعى الى حلها من خلال ابتكار وتفريخ "معارضات "معتدلة" أو "معتدلة ومسلحة" في أي بلد يرفض اللحاق بالركب الغربي؟.
عمر نجيب
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.