مستقبل الصناعات الثقافية والإبداعية يشغل القطاعين العام والخاص بالمغرب    بعد استهدافها بصواريخ باليستية من إيران.. إسرائيل تهدد برد قوي وحازم    بعشرة لاعبين.. اتحاد طنجة يتعادل مع بركان ويتربع على صدارة البطولة الوطنية    اقليم اسفي : انقلاب حافلة للنقل المدرسي واصابة 23 تلميذا    الحبس النافذ لطبيب بتهمة الإساءة للقرآن والدين الإسلامي على وسائل التواصل الاجتماعي    تنفيذا للتعليمات الملكية السامية.. منح مساعدات مالية مهمة للسكان الذين هدمت مساكنهم جراء فيضانات الجنوب الشرقي‏    نقابة مغربية تتضامن مع عمال فلسطين    نتائج اليوم الثاني من جائزة "التبوريدة"    تعنت نظام الكبرانات.. احتجاز فريق مغربي بمطار جزائري ليلة كاملة ومنعهم دخول البلاد    نائلة التازي: الصناعات الثقافية و الإبداعية رهان لخلق فرص الشغل    ملكة هولندا "ماكسيما" تفتتح معرضاً حول "الموضة المغربية" في أوتريخت    مغربي يقود مركزاً بريطانياً للعلاج الجيني    السياحة المغربية: رافعة أساسية للتشغيل، لكن هناك حاجة ملحة لتعبئة أكبر لجميع المناطق    انخفاض جديد في أسعار الغازوال والبنزين بمحطات الوقود    الرئيس الإيراني يتعهد ب"رد أقسى" في حال ردت إسرائيل على الهجوم الصاروخي    في العروق: عودة ليزلي إلى الساحة الموسيقية بعد 11 عامًا من الانقطاع    طقس الخميس .. امطار بالشمال الغربي ورياح قوية بالواجهة المتوسطية    مواجهة أفريقيا الوسطى.. منتخب الأسود يقيم في مدينة السعيدية        عبد اللطيف حموشي يستقبل المستشار العسكري البريطاني لمناقشة تعزيز التعاون الأمني    بلينكن يجدد دعم بلاده لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء        دريانكور: الجزائر تنسى اتفاق الحدود مع المغرب .. والنظام يعاني من العزلة    أساتذة الطب والصيدلة يتضامنون مع الطلبة ويطالبون ب"نزع فتيل الأزمة"    الودائع لدى البنوك تتجاوز 1.200 مليار درهم    "حزب الله" يعلن تدمير 3 دبابات إسرائيلية    الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ثمانية من جنوده في معارك مع حزب الله بجنوب لبنان    القاهرة.. الجواهري يستعرض التجربة المغربية في مجال دور المصارف المركزية في التعامل مع قضايا التغير المناخي    إحباط عملية للتهريب الدولي لشحنة من الكوكايين بمعبر الكركرات    الإحصاء العام للسكان والسكنى 2024: انتهاء مرحلة تجميع المعطيات من لدن الأسر    اعتداء جنسي على قاصر أجنبية بأكادير    فيلم…"الجميع يحب تودا" لنبيل عيوش يتوج بجائزتين    الدنمارك: انفجار قنبلتين قرب سفارة إسرائيل    بسبب "عدم إدانته" لهجوم إيران.. إسرائيل تعلن غوتيريش "شخصا غير مرغوب فيه"    الصويرة بعيون جريدة إسبانية    لقجع: "سننظم كأس العالم لكرة القدم داخل القاعة 2028 وسنفوز بها على أراضينا"    نزاع يؤدي إلى طعن النائب البرلماني عزيز اللبار ومدير الفندق    إيران تقصف إسرائيل وتهدد باستهداف "كل البنى التحتية" لها    لهذا السبب تراجعت أسعار الدواجن !    ابتداء من 149 درهما .. رحلات جوية صوب وجهات اوروبية انطلاقا من طنجة    الولايات المتحدة تعيد التأكيد على دعمها للمبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء كحل جاد وموثوق وواقعي    وفاة شاب في الأربعينات متأثراً بجروح خطيرة في طنجة    الولايات المتحدة تثمن الدور الحيوي الذي يضطلع به جلالة الملك في تعزيز السلام والأمن في الشرق الأوسط    الرياضة .. ركيزة أساسية لعلاج الاكتئاب        الاعلان عن موسم أصيلة الثقافي الدولي 45 بمشاركة 300 من رجال السياسة والفكر والادب والاعلام والفن    أبطال أوروبا.. أرسنال يحسم القمة أمام سان جرمان وإنتصارات عريضة للفرق الكبيرة    احتفاء بذكرى المسيرة الخضراء.. الداخلة تستعد لاحتضان حدث رياضي دولي في المواي طاي    السيد: مستشرقون دافعوا عن "الجهاد العثماني" لصالح الإمبراطورية الألمانية    الزاوية الكركرية تواصل مبادراتها الإنسانية تجاه سكان غزة    رجل يشتري غيتاراً من توقيع تايلور سويفت في مزاد… ثم يحطّمه    دراسة: التلوث الضوئي الليلي يزيد من مخاطر الإصابة بالزهايمر    جدري القردة يجتاح 15 دولة إفريقية.. 6603 إصابات و32 وفاة    تناول الكافيين باعتدال يحد من خطر الأمراض القلبية الاستقلابية المتعددة    القاضية مليكة العمري.. هل أخطأت عنوان العدالة..؟    "خزائن الأرض"    موسوعة تفكيك خطاب التطرف.. الإيسيسكو والرابطة المحمدية للعلماء تطلقان الجزئين الثاني والثالث    اَلْمُحَايِدُونَ..!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



موسكو تقلب كل قواعد المواجهة على أرض الشام.. واشنطن عاجزة وتخبطها يحمل مخاطر
نشر في العلم يوم 08 - 10 - 2015

تسود حالة من الإضطراب والحيرة الشديدين في الأوساط الحاكمة في واشنطن ولندن وأنقرة وتل أبيب، وبحدة أقل في باريس وبرلين وعواصم أخرى راهنت منذ أكثر من أربع سنوات على تبديل أوضاع سوريا داخليا وخارجيا، وذلك منذ أن بدأت القوات الجوية الروسية يوم الأربعاء 30 سبتمبر تدخلها العسكري لمساندة الجيش السوري في حربه على التنظيمات المسلحة المتعددة التي تحصل على دعم مادي وعسكري من هذه الأوساط التي تسعى لتنفيذ مخططات خاصة بها في منطقة الشام أحد أهم المحاور الإستراتيجية في الشرق الأوسط الكبير.
يؤكد محللون في برلين أن الرئيس الروسي بوتين نجح في فرض نفسه على أوباما.. دبلوماسيا ثم عسكريا، ودفعه إلى التسليم بدوره في الحرب القائمة على أرض الشام، فالاتفاق بين الطرفين إذا كان قد تم على ضرب "داعش" لا يعدو عن أن يكون هدفا محدودا في صراع مفتوح على رقعة الشطرنج السورية أولا والدولية ثانيا.
وهناك من يعتقد بأن التطورات الأخيرة على الأرض في سوريا، قد تكون أرغمت الرئيس أوباما على استخلاص أمرين لا يستسيغ أيا منهما: الأول أنه ليس باستطاعته أن يتجاهل موسكو، والثاني أن الرئيس السوري بشار الأسد قد يبقى في موقعة في الوقت الراهن.
وزيادة على ذلك فإن الرئيس الأمريكي ربما يدرك أن بلاده لم تعد القوة الرئيسية على الساحة الدولية، فاقتصاديا انتزعت الصين هذه المرتبة، وعسكريا تواجه القوة الأمريكية تحديات متسعة تحد من فعاليتها ودرجة تأثيرها على الساحة الدولية.
وبتدشين القوات الروسية ضربات جوية في سوريا، دخل الصراع في هذا البلد طورا جديدا، تبدو فيه موسكو مسرعة الخطى في اختبار القوة سواء لجهة تعزيز نفوذها العسكري على الأرض، أو فيما يتعلق بمحاولة لعب دور حاسم أكثر حول مستقبل سوريا حليفها منذ عقود، ومصير الرئيس بشار الأسد الذي يعتبره أوباما وأنصاره في لندن وأنقرة وغيرها "طاغية" يجب أن يرحل، بينما يرى فيه بوتين سدا منيعا في مواجهة تنظيم "الدولة الاسلامية" وفي مواجهة مخططات واشنطن بشأن مشروع الشرق الأوسط الكبير الهادف إلى تقسيم المنطقة إلى ما بين 54 و 56 دولة على أسس دينية وعرقية ومناطقية عن طريق زعزعة استقرار دولها تمهيدا إكمال طوق الحصار على روسيا من خاصرتها الجنوبية الغربية.
الكرملين أعلن موقفه بوضوح من الصراع: يكفي ضوء أخضر من الأمم المتحدة أو طلب من حكومة دمشق للسماح بتدخل عسكري روسي. وجاءت الغارات الروسية قبيل اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول "التهديد الإرهابي".
وقبل ساعات من بدء تنفيذ غارات القوات الروسية، أجاز مجلس الاتحاد الروسي لبوتين استخدام القوة العسكرية في الخارج وشن ضربات جوية لدعم الجيش السوري. حيث صوت أعضاء مجلس الاتحاد الروسي ال 162 بالاجماع لصالح طلب الكرملين السماح باستخدام القوة العسكرية في الخارج.
وهذا التصويت يشبه ذاك الذي جرى عندما سمح مجلس الاتحاد الروسي لرئيس روسيا باستخدام القوة آخر مرة في مارس 2014 قبل إرسال القوات الخاصة لإستعادة وضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا بعد أن كان الكرملين في عهد الإتحاد السوفيتي قد الحقها بأوكرانيا التي كانت جزء من الدولة السوفيتية وفي نطاق تقسيم إداري محض. وهذا الطلب من رئيس الدولة ضروري ليتمكن بوتين بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة من إطلاق تدخل عسكري. الرئيس بوتين كان واضحا عندما ذكر أنه يهدف إلى تدمير التهديد الإرهابي في بلاد الشام قبل أن يصل إلى روسيا والجمهوريات الآسيوية سابقة العضوية في الإتحاد السوفيتي.
وفي خطابه الأول منذ عشر سنوات على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الإثنين 28 سبتمبر 2015 اقترح بوتين "تحالفا واسعا لمكافحة الإرهاب" للقضاء على جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية يشمل دمشق وطهران. لكن أوباما ونظيره الفرنسي فرنسوا أولاند ورئيس وزراء بريطانيا رفضوا هذا الاقتراح وشددوا على ضرورة ايجاد "رئيس جديد" في دمشق.
أساليب قديمة
عدم تمكن أصحاب مخطط إسقاط سوريا من إيجاد ردود فعل سريعة على مبادرة الكرملين، دفعهم إلى البحث عن أساليب بالية ومستهلكة في محاولة لتحسين موقفهم، وهكذا جندوا كل قدراتهم وتلك التابعة لحلفائهم وخاصة على الصعيد الإعلامي لتشويه التدخل العسكري الروسي، وتصويره على أنه يستهدف المدنيين ويدمر البنى التحتية والمستشفيات والمدارس ويقتل الأطفال والشيوخ والنساء، أو أنه تدخل مآله الفشل ولن ينجح في القضاء على تنظيم داعش وأن التدخل سيكون مصيره نفس ما آل إلية تدخل الجيش الروسي في أفغانستان خلال عقد الثمانينات من القرن العشرين. ولكن وسط هذه المتاهة من الحرب النفسية كانت الأمور واضحة ومدينة لهؤلاء الذين صنعوها.
في نطاق الحرب الإعلامية ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يوجد مقره في لندن يوم السبت 3 أكتوبر 2015 إن 39 مدنيا على الأقل بينهم ثمانية أطفال وثماني نساء قتلوا في ضربات جوية روسية في سوريا خلال الأربعة أيام السابقة.
بعض المحللين سخروا من هذا البلاغ وأشاروا أن هذا المرصد وعلى مدارعام تقريبا لم يتحدث أبدا عن سقوط مدنيين في الغارات التي تعلن واشنطن شنها على تنظيم داعش.
في نفس اليوم ذكر وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون إن ضربة جوية واحدة بين كل 20 ضربة روسية في سوريا تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية محذرا من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقتل المدنيين دعما للرئيس السوري بشار الأسد. وإدعى فالون في مقابلة مع صحيفة "ذا صن" إن الغالبية العظمى من الضربات الجوية الروسية لا تستهدف التنظيم المتشدد على الإطلاق.
وأضاف "تشير أدلتنا إلى أنهم يسقطون ذخيرة غير موجهة في مناطق مدنية ويقتلون مدنيين... إنهم يسقطونها على قوات الجيش السوري الحر التي تقاتل الأسد".
وأضاف فالون إن الحكومة البريطانية حققت تقدما في إقناع نواب من حزب العمال المعارض بدعم الضربات في سوريا. وذكر أن تدخل بوتين لن يمنع الحكومة من السعي للحصول على دعم البرلمان. وتابع "لا يمكننا أن ندع للطائرات الفرنسية والأسترالية والأمريكية مهمة إبقاء شوارع بريطانيا آمنة".
من جانبه ًصرح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن بوتين يزيد الموقف سوءا بمساعدة "القصاب الأسد" وحث قادة العالم على التعاون من أجل تحقيق انتقال سياسي في سوريا.
وذكر كاميرون أنه يجد مبررا قويا لشن ضربات جوية بريطانية ضد الدولة الإسلامية في سوريا لكنه يرغب في التأكد من أن لديه الدعم الكافي في البرلمان.
وخسر كاميرون تصويتا برلمانيا على استخدام القوة في سوريا عام 2013. واقتصر القصف البريطاني حتى الآن على أهداف الدولة الإسلامية في العراق.
وقال كاميرون لمحطات تلفزيون "واضح تماما أن روسيا لا تفرق بين تنظيم الدولة الإسلامية وفصائل المعارضة السورية الشرعية... وكنتيجة لذلك فإنهم يدعمون القصاب الأسد ويساعدونه ويزيدون الموقف سوءا بالتأكيد".
وأضاف "علينا اغتنام هذه اللحظة لمحاولة التحرك من أجل خطة شاملة للوصول إلى انتقال سياسي في سوريا لأن هذا هو المطلوب لإحلال السلام في المنطقة".
حرب غير متناسبة
وزير خارجية بريطانيا فيليب هاموند صرح بدوره يوم الأحد 4 أكتوبر ان روسيا تخوض حربا "تقليدية غير متناسبة" في سوريا من خلال إعمال نفوذها العسكري لدعم الرئيس السوري بشار الأسد في حين تقول إنها تحارب تنظيم الدولة الاسلامية.
وأضاف هاموند لرويترز في مقابلة بمانشستر "تبدو كما لو كانت حربا روسية تقليدية غير متناسبة إذ ان لديك رسالة دعائية قوية تقول إنك تقوم بأمر ما في حين انك تقوم في واقع الأمر بشيء آخر مختلف تمام الإختلاف وعندما تواجه بالامر فانك تنفيه نفيا قاطعا".
وقال إن بريطانيا أجرت مباحثات مع روسيا لكنها كانت تتلقى نفس الرد وهو انها تحارب تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا. وقال "إنك تحاول مخاطبة الروس وهم يكتفون بتكرار موقفهم وهو أمر غير معقول".
ومضى يقول إن بريطانيا في حاجة الى "شفافية مطلقة" بألا يكون الاسد جزءا من سوريا في المستقبل كما اننا نرفض مقترحات طرحتها روسيا باجراء انتخابات في سوريا بوصفها سبيلا لانهاء الصراع. وأضاف هاموند إن سوريا يفصلها "مليون ميل" عن القدرة على اجراء انتخابات حرة ونزيهة.
وفي نطاق محاولة لتبرير أسلوب لندن في التعامل مع الحرب على أرض الشام إدعى هاموند إن مفتاح إنهاء المعاناة التي تسببت بها الحرب المستمرة منذ أربعة أعوام هو تطبيق انتقال موجه إلى السلام حتى إذا كان ذلك معناه احتفاظ الأسد بالسلطة مؤقتا.
وتابع قوله "إذا كان ثمن تنفيذ ذلك هو وجوب القبول بأن يبقى الأسد رئيسا للدولة لفترة من الوقت.. هل سيهمني إذا استمر ذلك ثلاثة أيام أو ثلاثة أسابيع أو ثلاث سنوات أو أكثر من ذلك ؟ لا أعتقد ذلك".
ولكن هاموند قال إنه من أجل الوصول إلى هذا الانتقال ينبغي أن يتعهد الأسد بعدم الترشح في أي انتخابات تالية وأن يتخلى عن السيطرة على أجهزة الأمن السورية.
وتابع قائلا "ليس من مصلحتنا القول أننا لن نتحاور مع الروس بشأن الوضع في سوريا لأننا نعارض بشدة ما يفعلونه في أوكرانيا"، "يتعين الفصل بين هذين النزاعين".
وفي تناقض لتصريحات سابقة صرح وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إنه ليس بوسع روسيا التصدي لمقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا ودعم الرئيس السوري بشار الأسد في نفس الوقت.
وأضاف هاموند في المؤتمر السنوي لحزب المحافظين في مدينة مانشستر "دعم روسيا له سيدفع بالمعارضة السورية إلى أحضان الدولة الاسلامية ويعزز قوى الشر التي يقول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه يريد هزيمتها".
في تناغم مع الخاسرين حاليا في الصراع الدائر على أرض الشام، أفادت صحيفة حريت التركية يوم الأحد 4 أكتوبر أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان انتقد الضربات الجوية الروسية في سوريا بوصفها "خطأ كبيرا" غير مقبول بالنسبة لأنقرة. وربما يكون هذا مؤشرا على خطوة تأخذ روسيا في عزلة في هذه المنطقة".
هل هي لعبة ؟
رغم الإعلان المتكرر لواشنطن ولندن عن شن غارات على داعش منذ حوالي سنة فإن ذلك لم يمنع من توسع نفوذ هذا التنظيم مما يدفع مراقبين إلى القول أن كل هذا الأمر مسرحية للتحالف بقيادة واشنطن لتوهيم العالم أنهم ضد داعش في حين أن الحقيقة أنهم الداعمون الأساسيون لهذا التنظيم المتطرف.
في تعضيد لهذه المقولة جاء في تصريح للرئيس بشار الأسد خلال مقابلة مع مجلة فرنسية في دمشق يوم السبت 3 أكتوبر 2015 إن الضربات الجوية التي تشنها الطائرات السورية التي انضمت لها روسيا ومنعت الطائرات الأمريكية من إعتراضها الآن أحدثت تأثيرا أكبر من كل ما حققته الحملة التي تقول الولايات المتحدة وحلفاؤها العرب والغربيون أنهم ينفذونها واتهمهم الأسد بالنفاق لدعمهم الجماعات المسلحة الإرهابية في سوريا.
وأضاف "لا يمكن لدول تدعم الإرهاب أن تقوم بمكافحة الإرهاب.. هذه حقيقة التحالف الذي نراه.. لذلك بعد عام وبضعة أشهر لا نرى أي نتائج.. على العكس.. نرى نتائج معاكسة.. نرى أن الإرهاب توسع.. توسع برقعة جغرافية.. بزيادة المتطوعين أو الملتحقين بتلك التنظيمات الإرهابية".
وقال الأسد "بالنسبة لتصريحاتهم الأخيرة حول المرحلة الانتقالية أو غيرها أنا أقول كلاما واضحا بأنه ليس لأي مسؤول أجنبي أن يحدد مستقبل سوريا.. مستقبل النظام السياسي.. من هم الأشخاص الذين يحكمون أو غيرهم.. هذا قرار الشعب السوري.. لذلك كل هذه التصريحات لا تعنينا".
وأكدت موسكو يوم الأحد 4 أكتوبر إن طائراتها نفذت 20 طلعة جوية في سوريا وضربت عشرة أهداف تابعة للدولة الإسلامية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وبين الأهداف معسكر للتدريب ومصنع للأحزمة الناسفة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية "تمكنا من تعطيل نظام التحكم الخاص بهم. وخطوط الإمداد الخاصة بالتنظيم الإرهابي وألحقنا أضرارا كبيرة في البنى التحتية المستخدمة في التجهيز لأعمال إرهاب".
خيارات محدودة أمام واشنطن
في محاولة لعكس الأزمة التي تواجهها واشنطن وحلفاؤها في بلاد الشام وإستبعاد مخططي البيت الأبيض لهزيمتهم في نهاية المطاف، جاء في تحليل لوكالة رويترز يوم السبت 3 أكتوبر 2015: يتابع حلفاء الولايات المتحدة التقليديون وفي مختلف أنحاء الشرق الأوسط غير مصدقين استعراضا للقوة من جانب روسيا في سوريا ويتساءلون كيف سينتهي الأمر.
فقد فوجئ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا بالمقاتلات الروسية تقصف مقاتلي المعارضة الذين يحاربون الرئيس بشار الأسد وبتدفق تعزيزات روسية.
والسؤال الذي يدور في أذهان الجميع هو: هل ستتدخل الولايات المتحدة وحلفاؤها من الدول الأوروبية والخليجية بالمنطقة لمنع الرئيس فلاديمير بوتين من إفساد المكاسب التي حققتها جماعات المعارضة السورية بعد أكثر من أربع سنوات من بدء الحرب ؟. ولا أحد تقريبا يحبس أنفاسه.
في كثير من الأحيان يأخذ الحماس البعض وهم يؤكدون أن الوضع الحالي هو نتيجة تقاعس الغرب وتقهقر الولايات المتحدة في لحظات حرجة في صراع لا يمكن السيطرة عليه تتحول أبعاده بسرعة من الاقليمية إلى العالمية.
وليس هناك في الشرق الأوسط من يعول على الرئيس الأمريكي باراك أوباما. إذ تخيم على الغالبية توقعات قاتمة بأن الحرب التي أودت بحياة ربع مليون شخص على الأقل وشردت نصف الشعب السوري على وشك أن تزداد تدهورا.
واتخذ الصراع مسارا مدمرا في كل مراحله. بدأ بانتفاضة على حكم الأسد ثم تحول الى حرب طائفية لها رعاة إقليميون مثل ايران والسعودية اللتين تدعم كل منهما فصائل محلية.
ودفع التدخل العسكري لروسيا وايران الحرب إلى شفا صراع دولي شامل.
واستدعى فيصل اليافعي كبير المعلقين بصحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية كلمات ديفيد بترايوس الجنرال الأمريكي الذي قاد "زيادة" التعزيزات العسكرية الأمريكية في العراق بين عامي 2007 و2008 وقال "أخبروني كيف سينتهي هذا الأمر".
وأضاف أن بعد "زيادة" الحشد العسكري الروسي في سوريا "تبدو أمريكا وحلفاؤها الآن وكأنهم المجموعة الوحيدة التي ليست لديها خطة".
وهو يعتقد أن التحالف العسكري الصاعد بين روسيا والداعمين الرئيسيين الآخرين للأسد وهما إيران وحزب الله اللبناني لديه تصور عن "كيفية انتهاء هذا الأمر". ويقول إن هذا ينطبق ايضا على تنظيم الدولة الإسلامية.
فهو يرى أن النهاية بالنسبة لعائلة الأسد هي بقاؤها.
أما بالنسبة للدولة الإسلامية فإن النهاية المرجوة هي تعزيز دولة الخلافة التي أعلنت قيامها في أجزاء كبيرة سيطرت عليها من سوريا والعراق العام الماضي. لكن بالنسبة لروسيا وايران "فلا أقل من استبدال محورهما الخاص بالمحور الأمريكي الإسرائيلي".
محور جديد
بعد أن أنشأ الكرملين في بغداد مركزا لتبادل المعلومات بين سوريا والعراق وايران وروسيا أصبحت هناك الآن شبكة تدعمها موسكو وتربط بين طهران وبغداد وتمتد إلى دمشق ثم لبنان عن طريق حزب الله.
جاء ذلك بعد أن سحبت الولايات المتحدة قواتها البرية من العراق وبدأت تقلص وجودها العسكري في أفغانستان.
ورغم استمرار مراقبة الممرات المائية في الخليج من قاعدة في البحرين والاحتفاظ بقوة جوية في قطر وتركيا يبدو أن واشنطن عازمة على تجنب التورط العسكري على نحو أعمق في الشرق الأوسط.
ويقول محللون ودبلوماسيون إن نقطة التحول في سوريا حدثت قبل عامين عندما تراجع أوباما وحلفاؤه الأوروبيون عن الرد على ما تردد حينذاك عن استخدام الجيش السوري غاز الاعصاب في مهاجمة مدنيين في جيوب المعارضة شرقي دمشق وذلك رغم أن الرئيس الأمريكي نفسه أعلن مرارا أن ذلك يمثل خطا أحمر.
وقد تبين لاحقا أن الإتهام الموجه لدمشق كان كذبة من طراز الأكاذيب التي وجهت إلى بغداد لتبرير الغزو الأمريكي البريطاني سنة 2003.
يضاف إلى هذا التمنع أو العجز الأمريكي أن المشهد على المستوى الإقليمي لا يمكن أن يكون في وضع أفضل لصالح تدخل روسيا.
فالسعودية وحلفاؤها في الخليج العربي الذين يمثلون الداعمين الرئيسيين للمعارضة السورية مستغرقون في حرب في اليمن ضد الحوثيين في حين أن تركيا مشغولة بالتمرد الكردي.
وعلى الأرجح سيتمثل الرد التركي والخليجي على الحشد العسكري الروسي والإيراني في زيادة الدعم العسكري لقوى المعارضة الرئيسية في سوريا بدلا من المجازفة بالتدخل المباشر.
لكن بعض المحللين يقولون إن روسيا ربما كانت تتدخل عن غير فهم وإنها تدخل بذلك مستنقعا غادرا في سوريا قبل أن تتمكن من إحكام سيطرتها على الصراع الذي بدأته في أوكرانيا في وقت يعاني فيه اقتصادها من وطأة العقوبات الغربية وانخفاض أسعار النفط.
وقال مسؤول سابق في الأمم المتحدة له خبرة طويلة كمبعوث في المنطقة "هذه انتهازية محضة. فقد نظروا إلى مدى سوء وضعنا ورأوا فرصة".
وأضاف المبعوث السابق الذي طلب عدم نشر اسمه "هي مقامرة حقيقية فهي أول مرة يرسلون فيها قوة الى الخارج بعيدا عن دائرة الدول المجاورة منذ الغزو السوفيتي عام 1979 لأراضي أفغانستان. بل إن ذلك حدث على حدودهم ... بوتين يحاول استعادة النفوذ الروسي المفقود في الشرق الأوسط".
وحتى اليافعي يقول إن فكرة إمكانية أن تحل روسيا محل الولايات المتحدة في المنطقة فكرة خيالية.
ويضيف "ليس لديهم القدرة المالية. وهم ليسوا بحاجة للتورط لأن الأمريكيين راحلون لذلك فإن مجرد الوجود المحدود سيكفي لإحداث أثر كبير".
حرب مفتوحة
ويقول مراقبون للوضع في سوريا إن حكومة الأسد محظوظة بأعدائها مثلما هي محظوظة بحلفائها.
ويذكر بعض المحللين ان ما قد يغير هذه الحسابات هو ما إذا تحرك الروس وايران لاستعادة مناطق في شمال غرب سوريا سيطرت عليها المعارضة في وقت سابق من العام الجاري.
ففي تلك المنطقة لم تستهدف الطائرات الروسية تنظيم الدولة الاسلامية بل فصائل أخرى تقاتل الجيش السوري وتنظيم الدولة الاسلامية بدعم من تركيا والسعودية وقطر وفي بعض الحالات من الولايات المتحدة.
وكما ذكرت رويترز هذا الأسبوع تعتزم قوات ايرانية ومقاتلون من حزب الله اللبناني استخدام الغطاء الجوي الروسي في شن هجوم بري في إدلب وحماة حيث لا وجود يذكر للدولة الإسلامية.
وهذه مجازفة بقلب كل الفصائل السنية على روسيا في الوقت الذي مازال بوتين يشعر فيه بالقلق لوجود أعداد كبيرة من الشيشان تشارك في القتال في سوريا ولطموحات الدولة الاسلامية في إقامة وجود لها في شمال القوقاز.
وقال المعلق اللبناني سركيس نعوم إنه إذا قررت روسيا شن عملية واسعة النطاق في الشمال فإن هذا قد يؤدي إلى "حرب على نطاق دولي".
وقال نعوم عن مهاجمة المعارضة في الشمال "هذه الخطوة تفتح الباب على حرب مفتوحة في المنطقة وحرب مذهبية علنية ممكن أن تتحول على المدى الطويل إلى فيتنام ثانية أو أفغانستان الثانية للروس لن يكونوا قادرين على كسبها".
ويقول منتقدون لموسكو وقوى معارضة في سوريا غير تنظيم الدولة الاسلامية إن التدخل الروسي والايراني سيؤدي إلى جذب المزيد من المقاتلين السنة والجهاديين من الخارج إلى سوريا.
وقال نعوم "ماذا سيفعل بوتين؟ هذه الحرب بين الجيوش النظامية والجهاديين لا تنتهي تماما كما حصل في العراق وأفغانستان. لو حصلت هذه المعركة سيكون بوتين قد أدخل نفسه والعالم في مأزق بدايته معروفة لكن لن تعرف نهايته".
لعبة خطرة
أمام تبدل موازين معادلات الصراع على أرض الشام، يخشى المراقبون من أن يقوم اللاعبون الأساسيون أو الملحقين بتنفيذ مخططات القوى الكبرى، بخطوات قد تقود إلى تعقيد الموقف إلى ما وراء ما كان تخطط له الأطراف المتورطة في الصراع.
يقول مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة تفكر في تقديم دعم لآلاف من مقاتلي المعارضة السورية ربما بأسلحة وغارات جوية لمساعدتهم في طرد تنظيم داعش من جيب استراتيجي من الأراضي السورية يقع بمحاذاة الحدود التركية. الهدف هو إقامة منطقة حظر جوي تكون ملاذا لما يسمى بالمعارضة السورية المعتدلة التي يقر البيت البيض حاليا في الربع الأخير من سنة 2015 أنها لا تحتل سوى على 5 في المئة من الأراضي التي تخرج عن نطاق سيطرة الجديش السوري.
ويأتي الدعم الأمريكي لهذه الخطة في الوقت الذي يقول فيه من يوصفون بالمعارضين المسلحين المعتدلين في سوريا والذين دربت ودعمت الولايات المتحدة بعضهم إن غارات جوية روسية استهدفتهم مما أثار توترات بين واشنطن وموسكو.
وقال المسؤولون إن من المرجح اتخاذ قرار في إطار إصلاح شامل لدعم الجيش الأمريكي للمعارضين المسلحين لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية عقب نكسات قضت تقريبا على برنامج "للتدريب والتجهيز".
ويقول المسؤولون الأمريكيون إن الاقتراح الذي يجري دراسته يقضى بدعم الولايات المتحدة وتركيا تجمعا أغلبه من المقاتلين العرب ويضم أفرادا من جماعات عرقية متعددة.
ولا تريد تركيا أن تسيطر قوات كردية على مزيد من الأراضي على الجانب السوري من حدودها. وتشعر تركيا بقلق من طموحات إنشاء دولة كردية مستقلة.
ويذكر المسؤولون إن هؤلاء المقاتلين الذين اقترحتهم تركيا يضمون بعضا ممن خضعوا لتدقيق أمريكي. ولم يعرف كيف أجرى تدقيق أمريكي لمقاتلين سوريين كثيرين على الرغم من اعتراف الجيش بمراجعة ما يصل إلى ثمانية آلاف من المجندين المحتملين والذين اعتبر كثيرون منهم غير مؤهلين للتدريب.
وأفاد مسؤول عسكري أمريكي لرويترز شريطة عدم نشر اسمه "ليس لدينا مشكلة بشأن الاختيار التركي". وحذر من أن هذه المسألة مازالت قيد البحث من قبل إدارة الرئيس باراك أوباما. وامتنع هذا المسؤول وآخرون أجرت رويترز مقابلات معهم عن تحديد اسماء تلك الجماعات التي لها غالبا مصالح متضاربة في سوريا. وذكر مسؤولان أمريكيان إن عدد المقاتلين يبلغ آلافا ولكنه امتنع عن تحديد رقم معين.
والهدف من هذه العملية هو طرد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من شريط مساحته 90 كيلومترا من الحدود الشمالية السورية يمتد شرقا صوب مدينة طرابلس السورية الواقعة على بعد 130 كيلومترا شمال غربي الرقة التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية عاصمة له. وتقع المنطقة غربي نهر الفرات.
وذكر كريس كوزاك وهو محلل سوري في معهد دراسات الحرب الذي يتخذ من واشنطن مقرا له إن هذه الأراضي مهمة من الناحية الاستراتيجية بالنسبة لتنظيم الدولة الإسلامية لأنها تمثل آخر نقطة وصول مهمة للحدود الشمالية مع تركيا.
وأفاد المسؤول العسكري إن المساعدات الأمريكية قد تشمل كل شيء ابتداء من الضربات الجوية إلى تقديم معدات بل وأسلحة إذا تمت الموافقة عليها.
واتفقت تركيا والولايات المتحدة على أخذ هذه الاراضي في يوليو 2015 في إطار اتفاق تسمح بموجبه أنقرة للولايات المتحدة باستخدام قواعدها لشن هجمات ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وبدأت تركيا أيضا في شن غارات جوية على أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، ولكنها تحولت لتركيز الجهد على ضرب الحزب الكردستاني.
ولكن المسؤولين الأمريكين اعترفوا بعد ابرام الاتفاق بأنهم لم يتفقوا على من هم مسلحو المعارضة الذين سيقومون بدعمهم في تلك المنطقة.
وسعى أوباما إلى قصر التدخل العسكري الأمريكي المباشر في الحرب السورية على شن غارات جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في الوقت الذي تقوم فيه واشنطن بتدريب ودعم قوات المعارضة السورية التي تحارب التنظيم.
وأشارت حتى الآن الإدارة الأمريكية التي تسعى لتفادي حرب بالوكالة مع روسيا إلى عدم اعتزامها حماية المعارضين المسلحين السوريين من القصف الروسي.
واعترف أوباما خلال مؤتمر صحفي يوم الجمعة الثاني من أكتوبر، بأن برنامج التدريب والتجهيز الذي يقوم به الجيش الأمريكي لم يحقق أهدافه ولكنه قال إنه سيواصل العمل مع المعارضة السورية المعتدلة.
وأقر مسؤولون أمريكيون لرويترز إن مراجعة تجري قد تسفر أيضا عن تقليص وإعادة تصور برنامج تدريب وتجهيز مقاتلي المعارضة المعتدلة الذي تواجه صعوبات. ونشر نحو 80 خريجا في سوريا الآن ومازال عشرات رهن التدريب الأمريكي ولكن وزارة الدفاع الأمريكية توقفت عن سحب مجندين من ساحة القتال السورية خلال المراجعة.
وأفاد المسؤول العسكري إن إدارة أوباما تدرس في نفس الوقت احتمال دعم حملة أخرى منفصلة لمقاتلي المعارضة شرقي نهر الفرات تشمل قوات كردية إلى حد كبير .
وذكر المسؤول إن هذه المجموعة التي تعرف باسم الائتلاف العربي السوري ستتقدم جنوبا في اتجاه الرقة.
اللعبة إنتهت
بينما تضرب واشنطن وأنصارها أخماسا في أسداس، أكد الرئيس السوري بشار الأسد إن نجاح الحملة العسكرية التي تشنها روسيا وسوريا وحلفاؤهما ضرورية لإنقاذ الشرق الأوسط من التدمير.
فيما كتب لآرون ديفيد ميلر، نائب رئيس وباحث متميز في مركز "وودرو ويلسون" الدولي للباحثين، وكان مفاوض الشرق الأوسط في الإدارات الجمهورية والديمقراطية:
بوتين لم يتدخل في سوريا لمساعدة باراك أوباما، فهدفه الفعلي هو إظهار أن روسيا هي القوة الخارجية الأولية على الأراضي السورية.
كخطوة أولية، على أوباما التوقف عن التحدث عن وجوب رحيل الأسد، ومن المرجح أنه يحتاج إلى قبول التحول السياسي الذي يترك الأسد في السلطة لفترة طويلة من الزمن. وثانيا، فإن الولايات المتحدة بحاجة إلى الاعتراف بأن روسيا هي القوة الرئيسية الغير إقليمية في سوريا، وقبول الترتيبات المستقبلية التي تعترف بالدور الروسي هناك.
ولكن كل هذا سيأتي في وقت لاحق، فالمهم الآن هو أن بوتين تصرف وجعل الولايات المتحدة تبدو ضعيفة ومشلولة نتيجة لذلك. روسيا لديها اليد العليا في الوضع الحالي وليس أمريكا.
ولعل واحدة من المفارقات الأكثر مرارة في هذا الوضع برمته، أن رغم كل الحديث عن حاجة رحيل الأسد، فمن المحتمل جدا أن بوتين والرئيس السوري سيظلان في السلطة لفترة طويلة بعد مغادرة باراك أوباما منصبه.
عمر نجيب
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.