في مهزلة مستمرة منذ سنوات، يبقى مسلسل انقطاع الماء مشكلا لم يجد له السابقون من المسؤولين حلا، ولا يبدو أن اللاحقين الجدد سيحدثون تغييرا في الأمر، فانقطاع الماء على مجمل أحياء المدينة خاصة الشرقية منها وتلك المعزولة في الواجهة الأخرى لم يزل سيد المشهد، لا تدري الساكنة على عاتق من تقع المسؤولية، هل هي العمالة التي أوقفت كل شيء في الطنطان من أكبر المشاريع إلى اصغر قطرة ماء تسيل في صنبور المواطن البسيط؟ أم هي البلدية التي يبدو ان المثل القائل "شهاب الدين أسوء من أخيه" يصح فيها تماما بعد ان لم تغير شيئا يذكر في المدينة اللهم تغير الاسماء باسماء اخرى اصحابها اكثر قدرة على التعبير؟ أم انه مكتب الماء الذي اكتشف مؤخرا فقط أن فرشاة الماء بالاقليم لن تكفي لتسقي عطشة الطناطنة؟ وياله من عذر اقبح من ذنب، اليس هذا استهتارا بمستقبل الساكنة الفقيرة التي لم يكن ينقصها الا انقطاع الماء حتى "تكتمل الباهية" على المستضعفين، الان فقط اكتشفت الشركة ان الفرشاة نضبت؟ اين دور المخططات وماهو دور مراكز المراقبة والتخطيط؟ هل نحن في العصر الجاهلي ام اننا نعيش في الصحراء الكبرى؟ اين مشاريع تحلية ماء البحر وغيرها من البدائل الحيوية؟ اين حق المواطن في الماء وهو يدفع اغلى الفواتير وطنيا؟ خلاصة القول ان الساكنة هي ايضا تتحمل جزء كبيرا من المسؤولية ما دامت لا تطلب بحق مشروع هو في الحقيقة من البديهيات.