في الوقت الذي تطالعنا فيه وسائل الاعلام عن تدشين مشاريع لإمداد ساكنة المناطق النائية بالماء الصالح للشرب وتسهيل وسائل عيش المواطنين، في بلد يشتهر بإقامة السدود وتدر علينا السماء أمطار الخير والبركات. وفي الوقت الذي نستمتع فيه بتدفق المياه ومناظر الشلالات تتساقط مياهها في مشاهد بديعة، تسر العين وتبهر النفوس. كما نلاحظ أن معظم الفيلات تتوفر على مسابح خاصة تستهلك آلاف اللترات من الماء يوميا،وتسقى فيه مئات ملاعب الكولف بشلالات المياه، في نفس الوقت، تتعالى صيحات مواطنين من هنا وهناك يطلبون قطرة ماء لهم ولصغارهم وبهائمهم في عز هذا الفصل الحار. ففي تاوريرت خرج مئات الغاضبين في مسيرة حاشدة للمطالبة بالماء بعد أن جفت كل الينابيع وأخذت بهائمهم تنفق وصغارهم يموتون عطشا وأراضيهم تقحل. وفي اثنين الغربية غير بعيد عن شاطئ الوليدية لا تفتح صنابير الماء إلاحوالي ساعتين يوميا، يظل ساكنتها في انتظار اليوم الموالي لاستسقاء مياه شربهم وطبخهم وطهارتهم. وقد جاب السكان أخيرا في مسيرة حاشدة أهم شوارع مركز الجماعة من أجل حمل المسؤولين المحليين على وضع حد لمعاناتهم مع الانقطاع المتكرر بماء الشروب. تاوريرت واثنين الغربية ليسا سوى نموذجين من عشرات القرى والبلدان التي لاتبعد عن ينابيع المياه والسدود إلا مسافات قصيرة، كسوق أربعاء الغرب ووزان وقلعة السراغنة وميدلت وزاكورة وتنغير وغيرها.....الخ . أين مخططات الدولة التي تهدف إلى تعميم الماء الشروب على الساكنة، وأين المكتب الوطني للكهرباء والماء، وأين المجالس المنتخبة التي تتبجح خلال الحملات الانتخابية بعزمها على تنفيذ مثل هذه المشاريع الحيوية التي لها علاقة بالحياة اليومية للمواطنين.