يتخوف سكان جماعة إيمي انتليت، بإقليم الصويرة، من تفاقم مشكلة الماء الشروب، بعد أن جفت آبار و"مطفيات" بالمنطقة، معتبرين شح التساقطات المطرية هذه السنة سببا في نضوب المياه رحلة شاقة من أجل 60 لترا فقط من الماء (خاص) إلى جانب غياب بنيات عصرية لتزويد السكان بهذا العنصر الطبيعي، ويتخوف السكان المذكورون من أن تكون لجفاف المنابع المائية في دواوير عدة تبعات خطيرة، ستتضخم مع ارتفاع درجة الحرارة وحلول فصل الصيف. وأفاد مصدر مطلع من المنطقة أن السكان المتضررين يضطرون إلى قطع مسافة تقدر بحوالي 5 كيلومترات، بحثا عن الماء في دواوير مجاورة، مؤكدين أن هذه الأخيرة تعاني بدورها شح المياه في آبارها، وأن المياه المتوفرة حاليا تقل كمياتها بشكل مستمر، ما ينذر بعواقب وخيمة تهدد السكان والماشية. وذكر بعض السكان ل"المغربية" أن الوسائل التقليدية التي يعتمدونها لتخزين مياه الأمطار مثل "المطفيات" والآبار، التي حفروها بأنفسهم، لم تعد تنفع، بعد أن جفت مياهها الصالحة للشرب، ليمضي سكان الدواوير المتضررة في البحث عن الماء، اعتمادا على الدواب في رحلات مضنية، يعودون منها بحوالي 60 لترا فقط، وهي كمية لا تكفي لسد احتياجاتهم اليومية، وبهائمهم ، وري المزروعات. وأوضح بعض سكان جماعة إيمي انتليت أن المنطقة تعيش منذ سنوات مشكل نضوب المياه، غير أن غياب الأمطار هذه السنة عمق المأساة لديهم، خاصة أنهم لم يلامسوا عن كثب اعتماد إجراءات فورية من قبل القائمين على الشأن المحلي، لتدارك الموقف، من خلال حفر آبار وتزويد السكان بصهاريج مائية، وكذا مدهم بالعلف المدعم للمواشي، مؤكدين أن واقع الحياة بجماعة إيمي انتليت صعب للغاية، وزاد من حدته غياب التساقطات المطرية، التي حرص السكان كل سنة على تجميع مياها في "المطفيات" لتصريفها في الشرب وشرب الماشية وسقي المزروعات. من جهته، قال محمد المرابط، مستشار جماعي، بجماعة إيمي انتليت الدائرة 13، في تصريح ل"المغربية"، إن "سكان المنطقة مستاؤون ومتخوفون مما سيسفر عنه شح المياه، خاصة أن الدواوير البعيدة التي يلجأون إليها لجلب الماء الصالح الشرب، تشتكي هي الأخرى ضعف المنسوب المائي في آبارها المحدودة".