تتعرض المناطق الجبلية الوعرة هذه الأيام بإقليم سيدي إفني لموجة غير مسبوقة من البرد القارس، زادت من حدة الظروف المعيشية لآلاف السكان الذين بدأ تأخر التساقطات المطرية يخيفهم ويعيد إلى مخيلاتهم شبح سنوات الجفاف الذي تعرضت له المنطقة واضطرت معه السلطات والمجلس الإقليمي لتيزنيت آنذاك قبل أن ينفصل عنه سيدي إفني إقليما منكوبا من حيث حاجته من الماء. فقد بدأ الناس بمختلف القرى والدواوير إجراءات التقشف في استهلاك الماء وصار أغلبهم يشدد مراقبته على مطفيات بيته ويحكم إغلاقها... هذه الأخيرة التي تعتبر المورد الوحيد للتزود بالماء المخزن خلال فترات الأمطار بهذه المناطق التي تنعدم بها العيون والآبار. هذا ولوحظ أن أصحاب الشاحنات الصهريجية يعدون العدة لبدء موسم بيع الماء بعد جلبه من منطقة ميرغت بجماعة سيدي احساين أوعلي، وتتفاوت أثمنة الشحنة بين ثلاثة مائة درهم وألف درهم، كما تتفاوت حسب بعد المسافة ووعورة المسالك. وأمام هذه المؤشرات فإن سكان مجاط وأيت الرخاء وجبال لخصاص يتطلعون إلى مجالسهم المنتخبة والسلطات الإقليمية منتظرين ما سيتم الإسراع بالتحضير له من إجراءات تواجه “الكارثة”، أما القطاع الفلاحي بهذه المناطق فقد بدأت به عشرات رؤوس الماشية بالنفوق من جراء الانخفاض الحاد لدرجات الحرارة وقلة العلف، كما أثر ذلك على رواج أسواق البهائم بمختلف الجماعات حيث لوحظ توجيه الكسابة لقطعان ماشيتهم إلى البيع.