نظم مئات الغاضبين في تاوريرت مسيرة حاشدة للمطالبة بالماء بعد أن جفت كل الينابيع وأخذت بهائمهم تنفق وصغارهم يموتون عطشا وأراضيهم تقحل. وفي اثنين الغربية غير بعيد عن شاطئ الوليدية، تقول جريدة العلم، لا تفتح صنابير الماء إلا حوالي ساعتين يوميا، حيث يظل ساكنتها في انتظار اليوم الموالي لاستسقاء مياه شربهم وطبخهم وطهارتهم. وقد جاب السكان أخيرا في مسيرة حاشدة، تقول الجريدة، أهم شوارع مركز الجماعة من أجل حمل المسؤولين المحليين على وضع حد لمعاناتهم مع الانقطاع المتكرر بماء الشروب. تاوريرت واثنين الغربية، تضيف الجريدة، ليسا سوى نموذجين من عشرات القرى والبلدات التي لا تبعد عن ينابيع المياه والسدود إلا مسافات قصيرة، كسوق أربعاء الغرب ووزان وقلعة السراغنة وميدلت وزاكورة وتنغير وغيرها…..الخ . أين مخططات الدولة، يتساءل كاتب المقال، التي تهدف إلى تعميم الماء الشروب على الساكنة، وأين المكتب الوطني للكهرباء والماء، وأين المجالس المنتخبة التي تتبجح خلال الحملات الانتخابية بعزمها على تنفيذ مثل هذه المشاريع الحيوية التي لها علاقة بالحياة اليومية للمواطنين. كل هذا يحدث في وقت تطالعنا فيه وسائل الاعلام عن تدشين مشاريع لإمداد ساكنة المناطق النائية بالماء الصالح للشرب وتسهيل وسائل عيش المواطنين، في بلد يشتهر بإقامة السدود وتدر علينا السماء أمطار الخير والبركات. كما ان هذه المسيرات، تقول الجريدة، تقع في الوقت الذي نستمتع فيه بتدفق المياه ومناظر الشلالات تتساقط مياهها في مشاهد بديعة، تسر العين وتبهر النفوس. والملاحظ، يقول كاتب المقال، أن معظم الفيلات تتوفر على مسابح خاصة تستهلك آلاف اللترات من الماء يوميا، وتسقى فيه مئات ملاعب الكولف بشلالات المياه، في وقت تتعالى فيه صيحات مواطنين من هنا وهناك يطلبون قطرة ماء لهم ولصغارهم وبهائمهم في عز هذا الفصل الحار.