هولوكوست حقيقية أخرى اقترفها العدو الصهيوني في أرض غزة الطاهرة، وأضافها لتاريخه الدموي الذي جسده في مسيرة دموية مكتظة بالمجازر، مرة أخرى يؤكد العدو الصهيوني لمن لايزال في حاجة الى دليل أنه كيان إرهابي بامتياز يمارس بكل احترافية وبرودة دم إرهاب الدولة. ففي يوم السبت الأسود تحول الدم الفلسطيني الطاهر في غزة الى موضوع للمزايدة الانتخابية بين فرقاء العدو، وأصبحت إراقة دمائه محرارا دقيقا لقياس مصداقية الشرعية الدولية التي اكتفت الى الحد بما يشبه المناشدة من أجل إيقاف العنف، بيد أن الحليف الاستراتيجي للعدو الولاياتالمتحدةالأمريكية لم يزح عن خط المساندة المطلقة لكل ما تقترفه أيادي العدو الملطخة بالدماء، ولم يخرج الاتحاد الأوربي عن هذا الاتجاه بأن اكتفى بموقف غارق في التخاذل والالتباس، ولم يتعد مجلس الأمن الدعوة الى وقف فوري لما يحدث، وقبل أن يجف حبر هذا القرار واصلت طائرات العدو قصفها لغزة معلنة إهانتها الجديدة لجميع قرارات مجلس الأمن الذي يكيل بأكثر من مكيال. وطبعا ليحز في النفس أن لاتتحرك المحكمة الجنائية الدولية التي يبدو أنها لا تنتبه إلا لما يحدث في دارفور، أي في المناطق التي يخطط فيها أسيادها لتوريط العدالة الدولية في الحسابات السياسية الخاضعة طبعا لتطويع المصالح الاقتصادية، أما مايقترفه قادة العدو الصهيوني من حرب إبادة حقيقية ضد المدنيين، وما تقترفه يداه من تقتيل ودمار شامل وتجويع وتعذيب، ومن جميع أشكال الهمجية ضد الإنسانية فإن كل ذلك لايحرك ساكنا في هذه المحكمة. ثم إن القادة العرب تنادوا الى قمة عربية ينتظر أن تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة، وبذلك أرجأت الدول العربية أي رد فعل سريع يعكس الإرادة الحقيقية في التصدي للمجزرة الهمجية الى ما بعد يوم الجمعة، لكن الشعوب العربية لاتراهن على مثل هذه القمة، فحتى في حال انعقادها فإن المؤكد أنها ستكتفي بقرارات لم تعد صالحة حتى للاستهلاك الاعلامي. فلقد أضحى الآن مؤكدا قطع أية علاقات ديبلوماسية يقيمها أي قطر عربي مع العدو والارهابي الذي يظهر لبعض القادة العرب بوجه الحمامة البريئة وما أن ينال مراده حتى يزيح القناع ويظهر وجه القبح والخبث والارهاب، ثم لابد من تحدي هذا العدو من خلال قطع جميع أوصال التطبيع، فهذه النبتة الخبيثة سيكون مآلها الزوال إذا قطع عنها الماء والأكل، وهاهو هذا العدو يؤكد أنه لامجال للحديث عن سلام شامل وعادل ونهائي في الشرق الأوسط، وهو جواب صريح، يصوغه العدو بدماء الأبرياء لمن لايزال يحلم بالسلام المفقود. ثم لابد من فتح المعابر، إذ لايمكن للرأي العام أن يتفهم مساهمة نظام عربي في حرب الإبادة التي تستهدف أهالي غزة الصامدين. إننا ندين هذا العدوان، ونستنكر هذه المجزرة وندين أيضا جميع الذين يساهمون في هذا الارهاب المنظم حتى بالصمت. العلم