بعثت حركة حماس أمس الأول رسالة قوية وموجعة باسم الشعب الفلسطيني المجاهد إلى كل من العدو الصهيوني في عيد فصحه وإلى القمة العربية المنعقدة بيروت في نفس اليوم كما وصلت نسخة منها إلى راعية السلام المنحازة إلى العدو بالكامل، وذلك عن طريق عملية استشهادية بطولية بأحد الفنادق بنتانيا أسفرت عن مقتل 20 صهيونيا وأكثر من 150 جريحا جراح 40 منهم خطيرة و26 بخطيرة جدا و5 منهم في حالة موت سريري حسب حصيلة أولية اعترف بها العدو. وقال راديو العدو: إن شابا فلسطينيا تمكن من اختراق كل التحصينات الأمنية ووصل إلى مطعم الفندق الموجود بمدينة نتانيا شمالي فلسطينالمحتلة عام 48 وقام بتفجير نفسه وسط عشرات المحتفلين بعيد الفصح. وقال المتحدث باسم الشرطة الصهيونية «إن الانفجار كان شديدا للغاية حتى أنه أدى إلى انهيار كامل لبعض المباني المجاورة، وأصيبت العديد من السيارات المتواجدة في المكان واعترف نفس المصدر بوقوع عدد كبير من القتلى والجرحى يصعب احصاؤهم بسبب حالة الهلع التي سادت جميع الموجودين بالفندق. فرغم حالة الاستنفار القصوى التي أعلنها الكيان الصهيوني في كافة الأراضي المحتلة لم يحل ذلك دون تنفيذ الاستشهادي عمليته الجريئة في مطعم مكتظ بالمستوطنين. وقد كان للعملية وقع الصدمة لدى العدو الصهيوني، وحمل شارون كالعادة رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات المسؤولية عن العملية، واتهم عرفات بأنه أفشل مهمة أنتوني زيني، وأعلن المجلس الوزاري الصهيوني المصغر برئاسة السفاح شارون عن عقد اجتماع طارئ لاتخاذ قرار حول آلية الرد. وقد تلقى الشعب الفلسطيني العملية بابتهاج حيث خرجت الجماهير الفلسطينية للتعبير عن اعتزازها بهذه العملية ودعت إلى استمرارها كما دعت القمة العربية إلى الارتفاع إلى مستوى الدم الفلسطيني مدينة استمرار وحشية الصهاينة وارتكاب المجازر واستمرار حمام الدم الفلسطيني. وأدانت السلطة الفلسطينية عبر بيان لها العملية الاستشهادية ومما جاء فيه أن القيادة الفلسطينية تدين وبكل شدة عملية نتانيا ضد "المدنيين الإسرائيليين" خاصة في يوم عيد الفصح وفي الوقت الذي يواصل فيه الجنرال زيني مهمته لوقف إطلاق النار، وفي نفس اليوم الذي بدأت فيه القمة العربية أعمالها" ثم توالت الإدانات من الرئيس جورج بوش الأصغر الذي أدان العملية هو الآخر "بشدة" وقال: قام (مخرب انتحاري) بقتل (مدنيين إسرائيليين أبرياء) يجب وقف القتل بدم بارد، إني أدين العملية بكل حدة". وطالب وزير الخارجية الأمريكي باوول الرئيسي الفلسطيني ياسر عرفات بمخاطبة شعبه عبر التلفزيون والإذاعة ويطلب منهم وقف العنف ضد «الإسرائيليين» متجاهلا هو ورئيسه المذابح الإجرامية التي فاقت كل الحدود ضد الشعب الفلسطيني الأعزل. وصدر بيان لوزارة الخارجية الفرنسية وصف فيه العملية الاستشهادية و»النكراء» وأنها «أثارت الرعب والذهول» مضيفا أن فرنسا «تندد بحزم بهذا العمل ومدبريه ولم نسمع لفرنسا صوتا عندما كان الدم الفلسطيني يتدفق بقوة بفعل جرائم الإرهابي شارون وكان الدم الصهيوني الخبيث أغلى من الدم الفلسطيني الطاهر. وانضاف كوفي عنان إلى قائمة المنددين لأن الأمر يتعلق بالدم الصهيوني حيث «ندد بشدة» بالعملية مؤكدا على أن مثل هذه العمليات التي وصفها ب»الإرهابية» «مثيرة للاشمئزاز أخلاقيا» وكأن ما يقوم به شارون مثير للطرب والحبور وأضاف عنان بكل وقاحة أن «هذه العملية تلحق أذى كبيرا بالقضية الفلسطينية"! وقال الشيخ أحمد ياسين من جهته إن العملية رسالة إلى القمة العربية المنعقدة في بيروت وأكد الدكتور محمد الزهار أحد قادة حماس بقطاع غزة أن الهجوم الاستشهادي هو بمثابة رسالة واضحة مفادها أن الشعب يرفض العودة لمائدة التفاوض مع (الإسرائيليين) على أساس تفاهمات تنيت وميتشل و»أن الشعب يصر على إزاحة الاحتلال مهما كلف ذلك من ثمن» وأضاف الزهار في اتصال مع الجزيرة أن الهجمات الفلسطينية تدل على ارتفاع الروح المعنوية للشعب الفلسطيني و... الاحباط في صفوفه. إسماعيل العلوي