عقدت اللجنة التنفيذية لحزب الإستقلال مساء أول أمس الأحد إجتماعا طارئا امتد من السابعة مساء إلى غاية الساعات الأولى من صبيحة يوم أمس الإثنين ، و أكدت مصادر حضرت هذا الإجتماع الهام أن أعضاء قيادة الحزب ناقشوا باستفاضة كبيرة آخر التطورات المرتبطة بالإستحقاقات الإنتخابية الجارية ، و أجروا تقييما مفصلا و دقيقا لمجمل الوقائع التي عرفها هذا المسلسل و التي مثلت مصدر إزعاج حقيقي لحزب الإستقلال . و توزعت آراء الحاضرين ما بين الدعوة إلى إعادة النظر في كثير من الإختيارات التي كانت محل تقدير من طرف قيادة الحزب و تهم مسألة التحالفات السياسية و الموقف من الحكومة الحالية و ألح أصحاب هذا الرأي على أن المجال الطبيعي لعمل الحزب هو النضال السياسي المسؤول إلى جانب القوى الوطنية السياسية الحقيقية لنصرة قضايا المواطنين و مناهضة جميع أشكال الهيمنة و السيطرة و الإحتكار ، و برر دعاة هذا الطرح بالقول إن قيادة الحزب في حاجة ماسة في هذه الظروف الدقيقة إلى إنجاز تقييم واقعي مرفوق بنقد ذاتي مسؤول ، حيث أن حزب الإستقلال لم يذخر جهدا خلال السنين القليلة الماضية في نضاله من أجل المساهمة من موقعه في تسهيل و تسريع وتيرة الإنتقال و إجتياز المرحلة الصعبة التي تجتازها بلادنا ، لكن هناك من حاول توظيف هذا المعطى في سبيل خدمة أجندة أخرى ، و هذا ما لا يمكن أن يقبله حزب في حجم حزب الإستقلال ، و استدلوا في هذا الصدد بإصرار بعض الأطراف على استهداف حزب الإستقلال خصوصا خلال المسلسل الإنتخابي الحالي حيث تعرض كثير من أعضاء الحزب إلى الضغط و الإبتزاز ، و اقترح أصحاب هذا الرأي إتخاذ قرارات تاريخية تليق بوزن حزب الأستقلال و بتاريخه المشرف من قبيل فك الإرتباط بمكونات المعارضة و الدخول في تجربة جديدة مع الحكومة تستند إلى التقييم الموضوعي المتحرر من خلفيات التموقع في المعارضة أو في الأغلبية . بيد أن وجهة نظر أخرى التي تم التعبير عنها خلال هذا الإجتماع قالت إن الوضع يحتم تجنب الإنفعال و التعامل برزانة و واقعية و هذا يفرض التريث و طرح الأمر على الإجتماع الدوري للجنة التنفيذية بحضور غالبية أعضائها ، علما - يضيف أصحاب هذا الرأي - أن اللجنة التنفيذية من اختصاصها فقط إقتراح المواقف على المجلس الوطني للحزب باعتباره الهيئة التقريرية المخولة بالحسم في التوجهات السياسية العامة للحزب ، فهي المؤسسة التي قررت المشاركة في حكومة الأستاذ عبدالإلاه بنكيران في طبعتها الأولى و هي المؤسسة التي قررت الإنسحاب من هذه الحكومة و بالتالي فهي الجهة المختصة بالنظر في التوجه الجديد للحزب . و كان من الطبيعي أن تتباين الآراء في هذا الصدد مما تعذر معه إصدار بلاغ من طرف اللجنة التنفيذية بسبب غياب عدد مهم من أعضائها الذين كانوا يتواجدون في المدن و الجهات للمشاركة في انتخابات مجالس الجهات التي جرت أمس و تقرر أن يبقى إجتماع اللجنة التنفيذية مفتوحا على أن تترك الحرية لهيآت الحزب محليا و إقليميا و جهويا للحسم في قضية التحالفات في هذه الظروف الدقيقة .