كشفت مصادر مطلعة عن حقائق صادمة لواقع الصحة بالمركز الصحي الجماعي لأوتربات إقليم ميدلت، تمثلت بالأساس في تسليمه للمرضى أوراق تكتب عليها وصفات بدون طابع المتشفى وتباع أدوية في مستودعات بدون تراخيص أمام الملاء. وأفاد مصدر آخر أنه يتم نقل النساء الحوامل على متن البغال، إلا أنه نفاجىء دائما بغياب الطبيب الوحيد الذي يتوفر عليه المركز الصحي، إذ لا يزور مقر عمله إلا يوم الأربعاء ولم يجد المرضى أمامهم إلا ممرضتين، مضيفا أن المركز يفتقر للتجهيزات الطبية الضرورية، وأن المتوفر منها لا يرقى إلى مستوى تقديم خدمات صحية في الحد الأدنى. وفي سياق متصل أكد مصدر طبي أن لجوء الحوامل إلى الطرق التقليدية عن طريق قابلات غير منتسبات لوزارة الصحة يسبب لهن في أعراض صحية أخرى معتبرا أن قلة التجهيزات يحول دون التمكن من علاج الحالات الخطيرة، بالرغم من إضافة وحدة للولادة في المركز الصحي لأوتربات مؤخرا. وأمام هذه الوضعية يضطر سكان الجماعة إلى التنقل إلى المركز الصحي للريش أو المستشفى الإقليمي لميدلت الذين يبعدان على التوالي عن مركز الجماعة ب140 و 200كيلومتر، مما يثقل كاهل الأسر بمزيد من النفقات علما أن أغلب السكان يعانون من الفقر و العوز. وللإشارة فالجماعة القروية أوتربات تمتلك سيارة إسعاف حصلت عليها في إطار شراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، تستعمل لنقل الحالات الخطيرة إلا أن المواطنين ملزمين بدفع ثمن الوقود، مع تعطلها في كثير من الأحيان.