لاحديث عن التنمية ولا حديث عن الديمقراطية دون العمل على محو الفوارق بين الجهات وبين العالم القروي والعالم الحضري. ذلك أن المعضلة الأساسية التي مازالت تقف في وجه نمو البلاد هي تلك الفوارق التي مازال المغرب يشهدها بين المناطق وبين العالم القروي والعالم الحضري. ففي الوقت الذي تحظى فيه الحواضر خاصة الكبرى بكل أنواع الاهتمام حيث تتركز الخدمات في الصحة والتعليم والماء والكهرباء وحتى الشغل والتنمية، يبقى حظ العالم القروي هو التَّهميش والإقصاء، لذلك وانطلاقا من قناعاته المستندة على التعادلية بمفهومها العام ركز حزب الاستقلال في برنامجه الانتخابي كما فعل دائما على انصاف العالم القروي بتمكين سكانه من الخدمات ومن فرص التنمية الحقيقية. من أجل القضاء على الفوارق بين المدن والقرى، وجعل العالم القروي قاطرة للتنمية وللقضاء على البطالة والهشاشة التي تضطر أبناء العالم القروي للهجرة الى المدن التي أصبحت يوما بعد يوم تضيف بسكانها وتكثر فيها جل أنواع المشاكل من البطالة إلى الانحراف. ومن أجل بلوغ هذا الهدف النبيل يتوق حزب الاستقلال في برنامجه إلى انصاف العالم القروي من خلال عدة آليات أولها تفعيل برامج الشراكة الجهوية المبرمة بين المنتخبين والسلطات المحلية في إطار مخطط المغرب الأخضر حتى تستفيد ساكنة العالم القروي من المشاريع الخاصة بتنمية الفلاحة، وكذا تشجيع الفلاحين الصغار على التكتل في تعاونيات فلاحية إنتاجية وتسويقية وخدماتية. كما يركز حزب الاستقلال أيضا على آلية الشراكة بين الجماعات المحلية والدولة والمؤسسات والشركات العمومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني للاستفادة من المخططات الوطنية التنموية. وأيضا بلورة برامج محلية كفيلة بتسريع وتيرة تشييد البنيات التحتية وفك العزلة عن العالم القروي وتزويد الساكنة بالماء والكهرباء واعتماد برنامج التطهير السائل ودعم استعمال الطاقات البديلة. كما ركز برنامج حزب الاستقلال على تحسين تسويق السياحة القروية بما في ذلك الجبلية والبيئية والرياضية واستثمار البعد السياحي للحامات الطبيعية والعيون وحقينات السدود.. وفي المجال التربوي عقد شراكات مع القطاعات الحكومية المعنية أو منظمات المجتمع المدني المحلية لمحاربة الهدر المدرسي ومحاربة الأمية بالعالم القروي . هذا جزء من البرنامج الواقعي الذي سطره حزب الاستقلال وانطلاقا من قناعاته ومبادئه المرتكزة على تحقيق التعادلية والانصاف بين الفئات والمناطق. وعلى رأسها العالم القروي.