إن الصيام في شهر رمضان يحسن من الصحة العامة للإنسان إذا تم بالطريقة الصحيحة. ولكن إذا اتبعت طُرقاً خاطئة فإن ضرره سيكون أكبر من نفعه. لذلك سنقدم مجموعة واسعة و متنوعة من النصائح الرمضانية. ليتعلم الصائم كيف يتناول طعاماً صحياً في الإفطار والسحور مع حصوله على تغذية كافية موفورة بالصحة. فيجب إتباع النصائح لتغيير نمط الحياة والحصول على أفضل النتائج في شهر رمضان. حتى نجعل هذا الشهر الكريم موسماً لانتعاش الروح والجسد أيضاً.. و لمزيد من التوضيحات ارتأت العلم محاورة الدكتور علمي علي المتخصص في الطب الباطني و الأمراض الجهازية و الالتهابات المزمنة للمفاصل و الشرايين و العضلات.. س. : ما هو في نظركم مرض السكري و ما هو تأثيره على الصائم المصاب به؟ ج. : يعتبر مرض السكري من الأمراض المزمنة الخطيرة، إذ يؤدي إلى تلف الأعصاب و الشرايين في الأنسجة.. لذا يجب معالجته و مراقبته باستمرار من اللحظات الأولى لأن كل فترة تبقى فيها نسبة السكر مرتفعة في الدم تؤدي إلى إصابة الشرايين بطريقة متواصلة و متراكمة و هو ما يغرف ب "ذاكرة مرض السكري". و الواقع أن بعض المرضى يتهاونون في الاعتناء بصحتهم و المتابعة المستمرة لمرضهم، خاصة اذا كان لا يؤلم، و لا تظهر آثاره إلا بعد مرور السنين كمرض السكري. س. : و ماذا عن صيام المريض بالسكري في رمضان؟ ج. : ما ذكرته من قبل يجرنا إلى الحديث عن صيام المريض بالسكري في شهر رمضان، و الطبيب في هذه الحال يقوم بدور الخبير حسب علمه و حسب التوصيات العلمية للكشف عن قدرة المريض أو عدمها للصيام.. أما الرخصة بالإفطار فهي شرعية إذا ثبتت عدم قدرة المريض على الصوم.. و للتذكير فان المريض بالسكري يفقد القدرة على ضبط نسبة السكر في الدم، و يستعين بالحمية و بالدواء من أجل هذا، لكنه يبقى معرضا لأخطار ارتفاع أو انخفاض نسبة السكري في الدم، خاصة إذا تغير نظام الأكل و الحركة كما هو الحال في الصيام. و يؤدي الاختلال في نسبة السكر بالدم خلال شهر كامل تأثيرا كبيرا على استقرار المرض لمدة سنة و تزيد من الإصابة بأمراض الشرايين و الأعصاب على المدى القريب أو البعيد. س. : و ما هي الحالات التي يمنع فيها الصيام على المريض؟ ج. : هناك بعض الحالات التي يمنع فيها الصيام، و يتعين شرعا على المريض أن يفطر درءا للضرر عن نفسه: احتمال كبير جدا للمضاعفات الخطيرة و التي من بينها: -السكري الملازم للأنسولين بأكثر من حقنتين في اليوم. -إصابة الكلي في مرحلة العجز المتقدم أو الخاضع لغسيل الكلى (التصفية). -إصابة العين. –إصابة الجهاز العصبي. -عدم استقرار ضغط الدم. – انخفاض نسبة السكري دون أن يشعر بها المريض. -إصابة الشرايين، القلب و الدماغ. –عدم استقرار نسبة السكري و صعوبة ضبطه. -المرضى المسنون. – كل الذين يمارسون أعمالا بدنية شاقة و مصابين بمرض السكري غير مستقر مع انعكاسات.. و بالعكس هناك مرضى يمكنهم الصيام بل قد يستفيدون منه و منهم: أصحاب السكري المضبوط و المستقر سواء بالحمية أو بالأقراص أو بالأنسولين. و يجب في هذه الحال الاستشارة مع الطبيب و الالتزام بالمراقبة الذاتية المستمرة و باحترام الشروط التالية. س. : هل من نصائح؟ ج. : الاستعداد للصيام أسابيع قبل شهر رمضان المبارك، الاستشارة مع الطبيب من أجل إعداد الوصفة المناسبة للصيام و التي تبقى شخصية و خاصة بكل مريض.. الإكثار من شرب الماء و السوائل غير محلاة. الإقبال على الخضر و الفواكه دون إسراف. الابتعاد عن الصودا و العصائر المحلاة و زيادة السكر في الشاي و القهوة.. الحفاظ على المشي و الحركة في الأوقات المناسبة. و مجمل القول تبقى هذه فقط استشارات للإرشاد و تبقى كل حالة مرض السكري شخصية يمكن أن يستفيد من الصيام أو يجب عليه الإفطار و لكن بإعداد برنامج خاص مع الطبيب المعالج و من الله التوفيق..