احتضن مقر الجمعية الوطنية الفرنسية مساء أمس الأربعاء، حفل افتتاح معرض (تكريم لحسن نفطويه) وهو رسام فرنسي من اصل مغربي، توفي العام الماضي، ويعتبر أحد رموز الروابط الثقافية بين المغرب وفرنسا. وشكل حفل افتتاح المعرض الذي حضره على الخصوص رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية، السيد كلود بارتولون، ووزير المدينة والشباب والرياضة السيد باتريك كانير، وسفير المغرب بباريس السيد شكيب بنموسى ، فرصة لتسليط الضوء على المسار الفني لحسن نفطويه، وانخراطه الإنساني لفائدة السلام والتبادل بين الثقافات. ويعكس المعرض الذي يتعلق بأعمال نفطويه التي جمعتها رفيقته السيدة ماري جوزي ديسو، الحس الإبداعي لهذا الفنان، الذي ازداد بالمغرب، واستقر بمدينة ليل (شمال فرنسا)، حيث أضحى أحد أبرز ممثلي فن الرسم المغربي بفرنسا . ونوه رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية في كلمة بالمناسبة بأعمال هذا الفنان التي تشع منها بهجة الحياة، كما تتضمن رسائل سلام وأخوة بين الشعوب، وتعكس روابط الصداقة التي تجمع بين المغرب وفرنسا. وقال إن أعمال نفطويه تبرهن على أن الثقافة يمكن أن تحمل رسالة أمل، وأن "تشكل وسيلة للتصدي لكل هؤلاء الذين يريدون إذكاء نار الخلافات". من جهته، نوه السيد بنموسى بالفنان الراحل، أحد الأصوات الأكثر التزاما وتميزا في مجال الفن التشكيلي بالمغرب وفرنسا. وأكد على دور الفنان نفطويه الذي سخر إبداعاته من أجل تعزيز العلاقات القوية والمتينة بين المغرب وفرنسا، مذكرا في هذا الصدد بالدور الأساسي للفن والثقافة في تحقيق التقارب والتفاهم بين الأمم. وقال إن ابداعات الفنان حسن نفطويه تنم عن حس جمالي، كما أن لوحاته تشع بدفئ المشاعر. من جهتها، قالت السيدة ديسو في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذا المعرض الذي كان مقررا تنظيمه قبل وفاة حسن نفطويه، يهدف إلى تكريم هذا الفنان السخي الذي عمل على نقل التقاليد والثقافات عبر الفن. وأضافت أن الراحل ساهم أيضا في التقارب بين ثقافات شمال وجنوب المتوسط سواء عبر إبداعاته أو مبادراته الثقافية والإنسانية . يذكر أن حسن نفطويه غادر المغرب سنة 1975 من أجل الاستقرار في فرنسا، والالتحاق بمدرسة الفنون الجميلة، ثم أقام بعد ذلك بتاهيتي وكوستاريكا ما بين 1981 و1985 ، ليعود إلى فرنسا للاستقرار بمدينة ليل .